نصوص أدبية

عبد اللطيف الصافي: بقايا حلم

عبد اللطيف الصافيلا شيء

يحجُب هديلَ الحمام

إذْ يشربَ لوْن السماء

تحت حُطام أجنحته

البلَّورية

تتلاشى صورتكِ

لتنْمو

على حافَة قلبي.

بين ثُقوب نايٍ

مُرهفٍ

يتوارَى صوتكِ العذْبُ

وَ ليلاً

يتغلْغل في دمي

مثل قطرة ندَى

شفَّافةٍ

أَسمعُه يلْهثُ

يتدفَّق شجْواً بارداً

مَشْحوناً بالبَياضِ

قدْ يكونُ هذا الحب

وهْما

انعكاسُ ظلالٍ

بِلا جذورٍ

شفتاكِ مجْروحتانِ

وآثارُ صمتٍ

حَلَزونيٍّ

يزْحفُ على أطْرافِه

كثُعبانٍ يحْتضر

يلْتبسُ عليَّ الضوءُ

مُبعثراً كالسَّديمِ

صاعداً منْ أنفاسِ شامةٍ

تَلوحُ كحبَّةِ عنبرٍ

في ظاهرِ الخدِّ

يصطدمُ فمِي المشتعلُ

برائحةِ المطرِ النَّائمِ

في عينيكِ المُنْطفئتينِ

أنا المهاجرُ الحزينُ

أقشِّرُ أيامي كسِنديانةٍ بيضاءَ

فتتشابكُ أغصَانُها

بينَ أصَابَعي

يَحْبو العشْبُ أمامي

مزْهواً

ثَمِلاً

يبْتلعهُ الْخوْفُ

وظلُّ امرأةٍ

يتلوَّى

في العتمَةِ

وأبْقى وحيداً يتنازعُني الضوءُ الأخْضرُ

وبَقايا حلْمٍ قديمٍ.

***

عبد اللطيف الصافي/المغرب

 

 

 

في نصوص اليوم