نصوص أدبية

جاسم الخالدي: صباح الخير هل مازلتَ غافي؟

جاسم الخالديصباح الخير هل مازلتَ غافي؟

 أطلَّ  الصبحُ من  مُقلِ القوافي

 

عصافيرُ الرياض تدورُ جذلى

وأطفال المحلّـةِ في اصطفافِ

 

وتبكي الشمس والأبـــــوابُ ثكلى

فلا ضوءٌ يُضيء دجى اعتكافي

 

وأصحابٌ عجالى إنْ يمروا

وأمواجٌ تسير بلا ضفــــافِ

 

عجيبات ليالينا قصــــــــارٌ

بخيلاتٌ على قدرِ  الكفافِ

 

فلم يمهلن من ما زالَ غضًّا

ولا يرحمن عيشا  ذا عفافِ

 

فتىً يبغي الحياةَ بظلٍ بيتٍ

وأطفالا وعزّا في الطوافِ

 

بُنيَّ ثَكلتَ بيْ قلباً وعينــــــاً

فحقلي باتَ مفجوعَ القِطافِ

 

وموتك لـــــــم يكن موتا حقيقاً

ستبقى حاضرا وسط الشغافِ

 

بُنيَّ فأين منـــــي كأسُ صبرٍ

وكنتَ ليَ السلوَّ من السلافِ

 

 

فكم من صاحب ما عادَ مني

وما هو صاحبي أبدا وعافي

 

فلم يسألْ ويدري أنْ جَناحي

مُصابٌ بالقوادم والخوافي

 

ويدعوني الى الأحزان أسعى

وكنت أظن يدعـــو لانتصافي

 

صديقي لم يكن يوما صديقي

اذا لـــم يحتضنّي في مخافي

 

إلأمَ الحزنُ يزرعني جنوبًا

وبيْ حــزنٌ جنوبيُّ الهتافِ

 

بُنيَّ وكلَّ يومٍ لــــيْ حديثٌ

أبثُّكَ فيهِ  سِرّي واعترافي

***

د. جاسم الخالدي

 

 

في نصوص اليوم