نصوص أدبية

جاسم الخالدي: جرح عصيّ الإندمال

جاسم الخالديإنفضَّ عـنِّي ـ لــــوعةً ـ أحبابي 

إلَّا الـقـصيـدةُ  ليس تبرحُ بابِي

 

بَقيتْ تنفّسُ كـــربتي في شدّتي

وتشدُّ أزري في الزّمانِ الكابِي

 

فالشّعرُ بابٌ للحياةِ وإنْ قستْ

ألفاظُهُ  فهو الْدواءُ لمــــا  بِي

 

ياخلُّ إقــــــرأ ما كتبتَ بفقدهِ

أعيا الّذي بينَ السُّطورِ لُبابِي

 

هذي الجراحاتُ الّتي لا تشتفِي

 آثارُها تبقى على أهدابِـــــــي

 

إنِّـــي فقدتُ الحبَّ يومَ فقدته

ومضيتُ في نفقٍ بلا أبوابِ

 

وقسى عليَّ الدهرُ قسوةَ غاصبٍ

أعيتْ إرادتُهُ يـــــــــــدَ الأحبابِ

 

 ياموتُ هلْ ليْ سلوةٌ من بعدهِ ؟

 قد كان سلوي في الدُّنا ومآبِي

 

ياموتُ تعسًا للحياةِ وســـــرِّهَا

إنْ كانتِ الأحلامُ تحتَ تُرابِ

 

ما كنتُ أحسبُ أنَّها لعسيرةٌ

هذي الحياةُ لتنتهي بمصابِي

 

 

تعطيكَ من خيراتِهَا ما تشْتهِي

فإذا ارتويتَ فقدتَ كلَّ شـرابِ

 

لا تأمننَّ الدّهرَ يومًا إنَّهُ

يأتي بكلِّ فجيعةٍ وخَرابِ

 

للآن لمْ  أدركْ بأنَّكَ راحــــــلٌ

وبأنَّهَا الأتراحُ محضُ سرابِ

 

وبأنَّ بابًا للمـسرَّةِ  أُقفلتْ

وبأنَّ قبرًا لا يردُّ جوابِي

 

وبأنَّ حظّي منكَ صارَ مُعسَّرًا

لم تنتهلْ منهُ سُطـــــورُ كتابِي

 

هلْ ترتضي أنِّي أعيشُ معاشرًا

للحــــــزنِ في سفرٍ بدون إيابِ

 

أدري بأنَّك صامتٌ فــــي حيرةٍ

وبأنَّ هذا الصمت بعض جوابِ

***

د. جاسم الخالدي

 

 

في نصوص اليوم