نصوص أدبية

عقيل العبود: دالة الموت

عقيل العبودينهض حاملاً معه صولجان أنفاسه، يجلس بعيداً عن الضجيج، يستنطق أفكاره، يستحضر بغداد، يفترش الألم.

يرتسم المشهد في ذهنه؛ ظلمة تحيط بها منارات حزينة، وجوه باكية، أجساد بلا رؤوس، السلطان يرتدي عباءة سلطته المتخمة، تضج الشوارع بالأخبار؛.

الحكومة رئاسات معطلة، الدين سلطة خاوية، أم تقتل ابنتها، أب يحرق أولاده، جائع يجفف رغيف خبز أصابه البلل بعد رميه في حاوية النفايات، أصحاب شهادات ينتظرون فرصة لتعيينهم في سوق الحمالين، تجارة المخدرات لا أحد يستطيع إيقاف نزيفها، انتحار جماعي، معتوه يسرق عضوه التناسلي بعد إجراء عملية مفبركة، نقاشات عقيمة وسط ضجيج سياسي مغفل، عقود لمواد غدائية، وأدوية فاسدة، تهريب ناقلات نفط جديدة عن طريق الشمال، شهادات مزورة، وظائف مهمة تخضع لصفقات مجهولة البائع، رواتب لنواب جدد.

برلمانية يتم تعيينها حديثاً وبامتياز بعد انتخابها ضمن مسابقات ملكات الجمال، سياسي محنك يمسك أوراق شيخوخته في المهجر، مفكر يبحث عن أرشيف جديد.

بقعة من المكان تتزاحم ساعات الليل فيها مع النهار، كاتب يجد نفسه عاجزا عن تصوير تفاصيل متزاحمة وفقاً لمقارنات قلقة؛

الفقر مع التخمة، والعلم مع الجهل، الغش مع الصدق، الشرف مع البغاء، الموت مع الحياة، الكفاءات العلمية مع أكاذيب الساسة، والسياسة ، الأمن مع الجريمة.

يشعر بالوهن، يخفق قلبه سريعاً، يرسم خارطة العالم من جديد، يصبح للمفاهيم ألوانًا أخرى، يحتسي آخر فنجان قهوة في حياته ثم يغادر الحياة.

***

عقيل العبود

في نصوص اليوم