نصوص أدبية

محمد الدرقاوي: أَطاييب من بيت صباي

محمد الدرقاويالبيت الذي آواني صغيرا

من قلة خبرتي ضيعه حمقي !!

اتاني وسواس فرك رأسي

فاستسلمت …

غباء تنازلت عن طفولتي

كالموت

بغتة أوقدت النار في صباي

ثم صار البيت حلمي

أرقي، سهدي ...

عذابي على وسادتي

واجترار صور يومي

ضيعته،

وكانت عهوده بين يدي

في بيت صباي

ودعت مصاحف مخطوطة

مجلدات باليد ممهورة

تاريخا من نهضة أدب

تركات من خطوط الأولياء

وصندوقة كبيرة من ورق

تستعيد بالليل نبسات النهار

ما كتبت وما مزقت

وما لم يعجبني فأعدت

في بيت صباي

تركت لوحة جدارية

عليها

نقش طفل مشاهده اليومية

دندنات أمي

على "مرمة "السروج الذهبية

فيش

الجيران من السطوح العلية

مناوشات الصبيان للصبيات

وعيون ولهى تدعوني

أن أفك لها طلاسم الرياضيات

ولا زال من بيت صباي

صوت أمي تنادي

وأنا في الدرب ألعب

"تعالى ابوك لك يترقب"

أركض

وخلفي تحذيرات الأصحاب

"مهزوم أنت بعد الغياب "

البيت الذي آواني صغيرا

ربما في شيخوختي

الي بذكرى قد حن..

لا عتاب !!..

لي قد أعاد اهتماما

بهوايات الطفولة

لكن به، لازالت عطور نسبي

مرمرة الماء

من المَعْدة الوسطى

تسكن سمعي

ونافدته الكبيرة تفتح على فاس

حواسها الخمس

أصوات المآذن

تتساكن في زواياه

طيور الصباح

تدغدغ الأرواح

رائحة طبيخ أمي

خليع كالمسك فواح،

سمن معتق شفاء وراح

زيتون أسود،

بعضه بالزعتر فياح

وعسل مصفى

قِدر بعد آخر رحراح

وعطور الأعياد

من خمائر الحلويات

هذا واكثر

ظل يلازم بيت صباي

في شيخوختي

يحذوني جلال الذكرى

نثارا

من لآلئ أطاييب ذاك الزمان

***

محمد الدرقاوي

 

في نصوص اليوم