تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

ضرغام عباس: تساؤلات

ضرغام عباسبينما أكبرُ بالمعرفة،

و أتقدّمُ بالقراءةِ حرفاً فحرفاً،

أرى الظلَّ أشكالاً لامنتاهيةً

وصوراً تتوارى خلف القضبان.

 

مسرحُ الذاكرة وجهُ (صابرين)

مرآةً

مرآةً

مرآة.

 

كيف لهذا الضبابيّ القدرةُ على قراءةِ ما نفكّرُ به؟

وكيف يكونُ الفاعلَ والمفعولَ في آنٍ واحد؟!

في بادئ الأمر

كنتُ أراهُ لاعبَ خفةٍ

ففي وضح النهار يُخفي الأشياءَ الأكثرَ وضوحاً

ولا يكترثُ لعين الشمس.

ثم أراه لصاً،

جاسوساً،

مهرجاً.

 

قبل بضعةِ أعوام لمحتُ طفلاً،

انتزعَ الضوءُ احشاءَه،

طفلاً

جاثياً على ركبتيهِ، ويداه قوسُ مناجاة،

 

كيف للظلِّ أنْ يكونَ هيكلاً و أحشاءَ؟

وكيف...

هل يتألمُ حين نُصفَع؟

هل يشعرُ بالجوع مثلنا نحن ـ أكلةَ اللحوم العارية ـ ؟

وهل يتعبُ منَ الجري ما تكونُ الشمسُ منتصبةً؟

كلبٌ كانَ يجري...

يتعب،

وأحياناً يُغمى عليه!

 

أكبرُ بالمعرفة،

واتقدّمُ بالقراءةِ حرفاً فحرفاً فحرفاً....،

احدودبَ ظهرُ المكتبة،

صرتُ أكثرَ نباهةً و معنىً.

 

أخرج خفيةً عن ضوءِ القمرِ، والمدافعِ،

هارباً

منْ إشاراتِ المرورِ و الفوضى،

هارباً

من زحمة السير،

من شيءٍ غريبِ الأطوارِ،

يرافقني كالخطايا،

يتابعُني ظلاً....

 

من قبل أمس

وأنا أمشي الهوينى،

والريحُ تعزفُ على ذقني،

رأيتُ وحشاً

بمخالبَ وعمامةٍ،

رأيت ناسكاً

بهيئةِ ذئب،

كيف لهذا المُرقّطِ بالرماد

أنْ ينيرَ نفقاً منَ التساؤلات!

 

وكيف لعينين أنْ تبصرا كلَّ شيءٍ

ولا تُبصرَ حقيقتي.؟

***

ضرغام عباس، العراق

 

في نصوص اليوم