نصوص أدبية

أمان السيد: كلمات في نهاية العام

أضع، أصف

الكتب أمامي..

كل كتاب يجعلني أفتقد القبلة..

كم من قبلة في هذا العالم العصي على التصنيف..

ألوف الوجوه تعبرني،

غير آسفة تعبرني،

ويبقى صوت ميري ماتيو

جناح نورس،

فوق المحيط في سيدني،

يتوه..

محطة باراماتا،

قطار يحصد الذاكرة..

ذاكرات تشع بالتشويه والخراب،

كثير هو الوجع بلا محطات..

سوري أنا، كورديّ قلبي،

سوداني، عراقي، مكسيكي، هندي..

سيان..

كل السياط تجلد قلبي،

وتنعش ذاكرتي،

وحنيني..

جففوا الأهوار،

الماء لا يجفف،

يبقى الملح شاهدا،

تحمله الروح باتجاه القبلة..

الطغاة يتلذذون بمجّ العلكة،

بكثير من البصاق يتساقط فوق أجسادهم النتنة..

4670 قطار بارماتا

باراماتا..

ذاك القطار العتيق ذو الأرصفة المتعددة،

والسراديب التي لا تعني إلا لاجئا بالأمان،

مثلي، ومثلك..

كم من قهوة،

كابتشينو سوداء،

على كرسيك نفسك،

احتسيتها،

أيها العراقي المجفف بالأهوار،

والذي أدماه سقوط التمثال

بعد أن انتعشت الأصنام،

فعادت عبادتها إلى القبلة..

القمر رفيق المحطات،

والقطارات،

يبتسم، ويشير..

يرتدي الحجاب للصلاة،

ويكشف عن نصفه السفلي،

بلا ركوع، لكل أبواب القوادة،

وشبق الشهوات..

عابرون نحن،

لا أفياء،

لا وجوه،

لا نبض،

لا دموع،

لا اختيار..

نحن الذكرى،

والذكرى لا نحن،

ولا هي نلتقي..

"محطة قطار باراماتا"

تتلو تراتيل شجن،

وصلوات لقلب،

لن يدركه الجفاف..

***

أمان السيد

..............

تقدير كبير للروائي:  "عبد اللطيف الحرز"

24/12/2022

في نصوص اليوم