نصوص أدبية

وفاء كريم: هنا وطني

لماذا يلدني الضياع

في كل مرة

اقول فيها

هنا وطني

لا يجوع الحلم هنا

ولا يعرى..

ولا ينطق عن هوى

من كان

يخلص كل

يوم من شوك

الأنين كلماته

دون ان يتألم..

هنا وطني

وهذه الجروح التي امتدت حتى

عقارب ساعتي

اليدوية

لم تكن سوى السطر الاول

من عمري

تركت نصف كأسي

لمن لا كأس لهم

وقلت ربما

أسكب حلمي

على السراب

فتنبت من فمه

أغنية ..

لماذا يلدني الضياع

ألف مرة ولا أضيع..

أسقط من غربتي

كل ليلة

تتلقفني أسماء مستعارة

أقول سأجد الحب

ينتظرني..

على ضفة الحياة

كل ليلة في منتصف

الجرج

أبلع ملح الكلام

الحياة كذبة لا تتكرر

والحب يلونها بالخداع

ثم يبحر باتجاه

الموت..

أمر على وجعي كل

الصباح

أسأله ان كان بخير

أسأله ان كان عليه

ان يتحمل

المزيد .. من أجلي

ومن أجل ان يعيش وهمي

طويلا..

في الحفل الأخير

لم أضع قناعا

رقصت بوجهي عاريا

مع كل ظلالهم

وعندما انتصف الليل

أشارت الساعة الى جرح غائر

في صمتي

لماذا..

يلدني الضياع ..

من جديد ..

كانت رقصتي الأخيرة

قلت لهم ..

خذوا أصابعي

وازرعوها

وهنيئا لكم حصادها..

لماذا علي ان أكتب كلماتي على المرايا

المكسورة

ليقرأ الجمهور وجهي

الحزين ..

لماذا علي ان أجاهر بالموت

ليكتب إسمي على الرخام المصقول

لماذا علي أن

أحتمي بفراغي

وأحتمي بصمتي

وأحتمي بخساراتي

لم أقطع يوما

تذكرة للغياب

فلماذا يباغتني

الفجر

بثوب رمادي

ولماذا

يلدني الضياع

كلما قلت هنا

وطني..

***

بقلم: وفاء كريم

في نصوص اليوم