نصوص أدبية

عقيل العبود: اللحظة الجميلة

جلس عند زاوية هادئة من المكان، كان الجو باردا بعض الشئ، راح يحتسي كوب قهوته، أشاح بوجهه قليلا نحو شابة كانت تتصفح جهاز الحاسوب الذي أمامها، كتب في دفتر مذكراته بعض العبارات، ثم أغلق صفحاته التي ابتلت ببعض قطرات من القهوة التي انسكبت فوقها، ذهب بتفكيره، يقلب الماضي، انداحت أمام بصيرته صورة بداية دراسته في الجامعة ولقائه الأول مع زميلاته، في حينها وقف الاستاذ بطلعته البهية، ليتحدث عن نظرية القيمة، وكيف أن هذا المفهوم يدخل في معنى الانسان، حقيقته المادية، معنى وجوده في هذا الكون، صار يتأمل مرة أخرى وهو يتذكر كيف أن للزمن قيمة، مثلما أن لفعل الانسان قيمة أكبر، وضع نفسه أمام معادلة يحدها الزمن من جانب، والفعل من جانب وتلكما المسار الذي يحدد قيمة وجوده في هذا العالم، اكتفى بذلك وقرر أن يذهب إلى المكتبة التي كانت بجوار الكافيتريا ليشتري كتابا يبحث عن ذات الموضوع، بينما تزاحمت صور عديدة في ذهنه تدعوه لأن يعود إلى مكانه الأول طالبا في الجامعة التي ابتدأ بها حياته الدراسية، ولذلك انداحت بصيرته أمام تلك الشابة التي بقيت أمام شاشة جهاز الحاسوب تكتب شيئًا ما.

***

عقيل العبود - ساندييغو

2/14/2023

 

في نصوص اليوم