آراء

ستة وفود عراقية في البحر الميت الأردني

تفرّد العراق عن جميع الدول المشاركة في مؤتمر البحر الميت (دافوس) الأقتصادي المنعقد في المملكة الأردنية الهاشمية وكعادته في تسجيل أطول وأعرض وفد حكومي ملائكي ...حيث بلغ عدد الوفود العراقية المشاركة في هذا المؤتمر ... ستة وفود رسمية كل على حدة ... وهي على التوالي . .

- وفد نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي .

- وفد رئيس البرلمان سليم الجبوري

- وفد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني .

- ثلاثة وفود للسادة نواب رئيس الوزراء

1- صالح المطلك

2- روز نوري شاويس

3- بهاء الأعرجي

 

وللحكومة تأريخ حافل بتعدد الوفود للمناسبة الواحدة، والمبالغة بعدد اعضاء هذه الوفود، فليس بعيد عنّا عدد أعضاء الوفد الذي رافق الرئيس فؤاد معصوم في زيارته الى تركيا الشهر الماضي . . .

وتعدد الوفود ووفرة أعداد أعضاءها أيضاً في مناسبات سابقة كوفود التعزية بوفاة الملك عبد الله وغيرها مناسبات كثيرة . . .

ولكن وفود مؤتمر دافوس الأخير لها خصوصية تختلف عما سبقها، ليس بتعدد الرؤوس وعدم التنسيق فيما بينهم فحسب !

وإنما بسبب الوقت الحرج الذي يعيشه العراق و العراقيون . . . والظروف السيئة التي يمر بها البلد وحالة التقشّف والخسارة الكبرى وسقوط محافظات مهمة بحجم الموصل و الأنبار بأيدي شراذم داعش الأشرار ! تلك هي المفارقة الغريبة والعجيبة التي تميّز بها المسؤولون العراقيون عن غيرهم !

فلقد أرادوا أن يثبتوا للعالم أنهم أقوى من كل الظروف وأنهم بمستوى التحديات ولا شيء يثنيهم عن أداء الواجب (المقدّس)، والحضور الى مؤتمر دافوس حتى لو ضاع نصف العراق ! وأرادوا ان يثبتوا للعالم أيضا أن العراق لازال سالما منعّما وغانما مكرّما . . وواحدا موحدا . . .

فلا شبهة إختلاف بين مواطنيه ولا وجود للإختلاف بين سياسييه، ولاطائفية ولاقومية، فالجميع متساوون بالحقوق والواجبات والسفرات والسرقات !

لافائدة من اللوم وكثرة علامات التعجب التي أستعملها، والتي قللت استخدامها كثيراً فلم تعد الكلمات بحاجة الى تنقيط نهاياتها بعلامة التعجب أو الإستفهام، فالأمور باتت مكشوفة وتحمل أجوبتها بين طياتها، وأيضا لا نود أن ننتقص من مكانة أحدٍ ولكنا كشعب نتسائل ونطلب من السادة رؤساء الوفود المشاركة في هذه الواجبات المقدّسة، وفي هذا الظرف العصيب . .

ماذا جنى العراق وشعبه من مؤتمر دافوس؟

فالأردن أعلن أنه إجتذب إستثمارات ب27 مليار دولار بهذا المؤتمر . .

وقد تم توقيع الإتفاقيات واطلاق المشاريع في جميع القطاعات في الاردن، فهنيئا للشعب الأردني .

لكن ماهو نصيب العراق والعراقيين من غنائم دافوس؟

أم كان المؤتمر ساحة لتجديد المطالبة بتسليح العشائر وتدريبهم في الموصل والأنبار ؟؟؟

في المثقف اليوم