آراء

المخابرات السعودية: جيب مملوء ورأس فارغ

fakhry mashkorضمن التقارير السرية التي كشفتها ويكيليكس العربية وثيقة تتحدث فيها المخابرات السعودية عن معسكرات يقيمها حزب الله باشراف القيادي الفلسطيني نايف حواتمة قرب " مدينة رياق الجبلية " !!

تقرير المخابرات السعودية حول هذه المعسكرات قرب " مدينة رياق الجبلية " يستحق الاهتمام لا بسبب حقيقة الخبر (فقد يكون صحيحاً وقد لا يكون) ولا بسبب وقوع المخابرات في فخ الوثوق بالاخباريات الضعيفة (فهذا قد يحصل في ارقى المخابرات الدولية)، ولا بسبب آخر من هذا القبيل.

اهمية الخبر تنبع من كونه يدل على قيمة المخابرات السعودية وقيمة معلوماتها وقيمة مصادرها.

الخبر الذي يدور حول " مدينة رياق الجبلية " يكتسب اهمية خاصة لمن زار لبنان ومرَّ كما مررتُ انا من زحلة الى بعلبك حيث تستريح مدينة رياق في سهل منبسط مترامي الاطراف لا أثرَ فيه لجبلٍ، ولا تلٍّ، ولا سنام بعير يمكن ان تتوهمه المخابرات السعودية جبلاً حوّله حزب الله الى مخزن للسلاح.

 

" مدينة رياق الجبلية " هذه تقع في سهل البقاع، وهو السهل الذي يعرفه كل طالب ابتدائية درس الجغرافية، كما يعرفه كل سائح زار لبنان وتجول في البقاع او سافر الى بعلبك والهرمل.

هذا من ناحية الدراسة والتحصيل، اما من ناحية التقارير والتحليل فالمفروض في اجهزة المخابرات ان تمتلك معلومات ميدانية وخرائط جغرافية لمواقع الاحداث لتعرف اين تجري وكيف تحدث.

لماذا تحولت مدينة رياق السهلية الى " مدينة رياق الجبلية "؟

ألأن اصحاب السمو الملكي الذين يجلسون على الكراسي الملكية في قياداتها السامية لم يقرؤوا الجغرافية؟ سنرى.

خبر آخر سرّي للغاية!! لا يجوز ان يطلع عليه - لأهميته الفائقة- الا المقام السامي والقليل من اصحاب السمو الملكي ! انه خبر اجتماع عدد كبير من الوزراء والمسؤولين اللبنانيين مدنيين وعسكريين في دمشق، مع المخابرات السورية، في تاريخ محدد للتخطيط والـ....

ليس مهماً لماذا اجتمعوا، واين اجتمعوا، لكن المهم في هذا التقرير السري عالي المهنية هو: ان هؤلاء الاشخاص لم يجتمعوا اصلاً لا في دمشق ولا بيروت، لا في العصر الحاضر ولا في الزمن الماضي....

 

كيف اصبحت "مدينة رياق جبلية" وهي سهلية؟ وكيف اجتمع الذين لا يجتمعون؟

الجواب: ان المخابرات السعودية تتكون من طبقتين: قيادة جاهلة، ومخبرين مرتزقة

القيادة الجاهلة لا تملك الا المال وهي متعطشة للاخبار السرية، والمخبرون المرتزقة لا يملكون اخباراً حقيقية وهم متعطشون للريال السعودي. افلا تكون النتيجة ان يخدع المخبرون النصابون قياداتهم الجاهلة بما لا يعرفون؟

اذا كان السياسي اللبناني على مستوى رئيس جمهورية سابق مثل امين جميل يشحد من السعودية ويطلب اذناً من الملك لزيارة دمشق، ورئيس جمهورية مرشّح مثل سمير جعجع يشحد رواتب لاعضاء حزبه وافراد حمايته، وهكذا يفعل وزراء ونواب واعلاميون كبار يهدرون كراماتهم ويريقون ما وجههم من اجل الريال السعودي، فلماذا نستكثر على باقي النصابين في لبنان - وما اكثرهم- ان يحلبوا هذه البقرة الخليجية بقصص خيالية تتحول عند اصحاب السمو الملكي - من حملة الشهادات العليا!- الى تقارير مخابرات تُرفع عالياً عالياً حتى تصل الى المقام السامي؟

الا تستحق المخابرات السعودية وصفها بالجيب المملوء والرأس الفارغ؟

في المثقف اليوم