آراء

خيار لمن يهمه الأمر: الشريك القوي بديله مجرم جبّار .. أيُّهُما تختار؟

أثبتت الوقائع والأحداث على الأرض أن زعماء الطائفة السنية غير قادرين على إحتواء وصد تنظيم داعش الإرهابي بالعراق، كما هي الحكومة المتمثلة بشيعة العراق . . .

ولعبت ولازالت مخابرات هذه الدولة أو تلك على هذه الجزئية المهمة لإستمرار الفوضى الخلاّقة بالعراق .. وبقى الشيعة أصحاب سلطة بدون سلطة حقيقية بالبلد . . والسُنّة ضائعين بين أحلام الماضي وسلطة ضائعة .

وهنا علينا نحن شيعة العراق وعلى كل وطني غيور الوقوف قليلاً لنتأمّل ونُقارن ونختار بين وطن موحّد قوي نحكمه مع شريك مُتزن ومعتدل، أو وطن ممزق ضعيف ومُحتل نحكمه منفردين، واهمين أننا نحكمه .

أعتقد أنه آن الأوان لإعادة الحسابات، والبدأ بإختبار الشركاء الأقوياء ليكونوا عوناً حقيقياً في بناء الوطن، ولا مانع أن نتنازل عن بعض الصلاحيات للشريك لنُشعره بأهميته وقوته، أمام مصلحة قومية عليا هي مصلحة الوطن من جهة، وبقائنا بالسلطة وعلى رأس الهرم من جهة اخرى .

لقد صرفت الحكومات العراقية المتعاقبة ولازالت مليارات الدولارات على مايُسمى مشروع المصالحة الوطنية التي فشل كل القائمين عليه في وضع ستراتيجية صحيحة، لكننا اليوم وبقليل من التفكير والحكمة يمكننا البدأ بمصالحة حقيقية تكون قاعدة للإنطلاق لطرد داعش وكل المجرمين المتطرفين خارج الحدود .

ومن أهم بنود هذه المصالحة هو تقوية الشركاء المؤمنين بالعملية السياسية من الطائفة الأخرى لنضعهم هلى المحك في أن يكونوا أو لايكونوا، بين أن يخدموا مكونهم بقرار عراقي مشترك او يبقون يتسولون الدعم بأبواب السلاطين الذين بلا شك لايقدمون الدعم المجاني لهذا او ذاك .

لنلعب اللعبة بعقول أصحاب السلطة ولنُغادر عقول المعارضة، لنبدأ بزراعة بذور الثقة لكن بحسابات صحيحة بل دقيقة، بعيدة عن العشوائية التي كنا فيها، ولنعطي الطرف الآخر فرصة لإثبات عراقيته، وفرصة لغربلة السيئين المندسين بينه بهذه الكتلة او ذاك الحزب ونخلص بنتيجة أننا سنتعامل مع شريك وطني وحقيقي، لا مانع أن يكون قوي مادام مؤمن بالعملية السياسية، ومؤمن أننا أصحاب الأغلبية في الحكم والقرار، لأن شراكته و قوته ستصب بلا شك في مصلحة الوطن الذي نسعى نحن الشيعة لبناءه والبقاء على رأس حكمه .

وخلاف هذه الفكرة سيبقى الوطن مُجزّء بين سُني وشيعي وعميل ووطني لايستطيع أي منهم النهوض لخدمة جمهوره ووطنه، وتكون الغلبة لمجرمي التطرّف من داعش والأجندات الإقليمية والدولية، وسنخسر الوطن والحكم، وسنخسر أنفسنا وشعبنا الذي طالما تطلّع لنا ونحن نرتقي سدة الحكم فيه .

والله من وراء القصد

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

في المثقف اليوم