آراء

ليس هذا زمان الخميني؟.. قراءة في انتخابات الجمهورية الإسلامية

adil ridhaبالثمانينات جري نقاش مطول داخل مؤسسات الجمهورية الاسلامية استمر سنوات حول قانون العمل كان الشرارة لحصول كراهية شخصية متبادلة بين رئيس الجمهورية الاسلامية آنذاك السيد علي الخامنئي ورئيس الوزراء مير حسين موسوي والذي هو بنفس الوقت ولد عمة السيد علي الخامنئي.

ولعل ذلك ما تطور الى صراع طويل خفي بين الشخصين نفسهما خاصة أن المرشد الحالي هو منتوج ترفيع استخباراتي وترويج دعائي أكثر من كونه مرجع للتقليد حقيقي مما افقده جاذبية و وقار مرجعية التقليد أمام شخصيات ضمن نظام الجمهورية الاسلامية كانت ولا تزال تعتبر نفسها بمرتبة ارفع واقوي فقهيا وحتي ثقافيا من المرشد الحالي ولعل مير حسين موسوي منهم؟ ولست اعرف الإجابة هذا السؤال ولكن اقول :

كان هناك حراك ونقاش وتفاعل مؤسسى صحي وطبيعي ضمن أجواء حرب عالمية عسكرية واستخباراتية واقتصادية واعلامية ضد وجود وبقاء الجمهورية الاسلامية بالثمانينات أيام المرحوم الإمام الخميني. 

رغم كل هذا وأكثر فليلاحظ من يريد أن يفكر بعقله! انه كان هناك رقابة حقيقية مؤسساتية كذلك علي مؤسس الجمهورية الاسلامية نفسه.

وكل هذا تغير شيئا فشيئا مع ارتفاع سيطرة الاستخبارات وقوي الأمن الداخلي علي مؤسسات الجمهورية الاسلامية منذ نهاية الثمانينات الي يومنا هذا.

حاليا تحول الحال الي رتابة وترتيب لأنتخابات معروفة النتائج سلفا ورئيس للجمهورية هو "ممثل" محترف علي وسائل الإعلام أكثر من كونه "رئيس" حقيقي ويتم تقديمه  علي أساس أنه يحمل أجندة غربية مخفية ضد الحالة الإسلامية وهو الفيلم الدعائي السخيف التي تروج له أجهزة الإعلام الغربية وأيضا للمفارقة وسائل الإعلام التابعة للجمهورية الإسلامية.

ضمن صراع السئ والشرير الذي يتم تقديمه مسرحيا بشكل سمج ليس فيه احترام لمن يعرف الحقيقة.

إذن هناك تمثيل علي أن هناك شئ من ديمقراطية اسلامية  ولكن الواقع انه ليس هناك شئ لا من ديمقراطية ولا من إسلام.

 

الانتخابات في الجمهورية الاسلامية مرتبة سلفا

ولا معني للحركات التمثيلية الساذجة التي يقوم بها المرشد العام الحالي للجمهورية المكررة وهي تقليد سمج للنخاع لما كان يقوله المرحوم الإمام الخميني وخطابات المرشد الخامنئي مملة بلا روح  وهو يقدم أشياء للأعلام الخارجي الدولي وليس للداخل الإيراني حيث الجوع والمأساة هي سيدة الموقف.

وغياب تنافس حقيقي بين الإسلاميين سيضعف الجمهورية الاسلامية ولن يخدم تجربتها الغائبة عن وعي الواقع. 

وما معني وجود مؤسسات دستورية من غير روح ولا قرار ولا دور وهو واقع يشابه الي حد ما برلمان الشاه المقبور أو البرلمانات العربية وعقلية "كم قد انت رائع سيدي!؟" للطاغية صدام. 

قبل كم سنة قام عضو قيادي سابق بحركة أمل وغيره كذلك من شلة ردح لبنانية بالخصوص بالظهور علي شبكة فضائيات عربية للتنظير والردح حول الجمهورية الاسلامية الدولة "العظمي"!

ردي كان بسيط اذا كانت هي دولة عظمي فلماذا لا تذهبون للعيش بها بدلا من "حارة حريك"؟

هذا ثانيا ولكن أولا بأي حق يزايد هؤلاء الرادحين بالأيجار علي اسلاميين حقيقيين يؤمنون بالأسلام كفكر للحياة.

هؤلاء قالوا ما لم يقله إسلاميون متحمسون للتجربة الأيديولوجية في الجمهورية الاسلامية المقامة على أرض إيران و كالسودان وغيره.

منهم علمانيون وحتي غير ملتزمين دينيا اذا صح التعبير ويقدمون مزايدات استعراضية سمجة لما يقلها إسلامي حقيقي ملتزم.

المسألة رواتب يتم دفعها وردح شغال لأن هناك رواتب.

وبغياب الرواتب لا ردح ولا كلام سخيف مضحك عن دولة عظمى!؟ هذه هي المسألة فقط لا غير.

وأصبحت الجمهورية الاسلامية المقامة على أرض إيران لا تقبل حتي كلام مؤسسها الإمام الخميني ولا تنظيرات الشهيد مرتضي مطهري ولا مواقف الشهيد مصطفي شمران. 

أصبحت تهمة العداوة للجمهورية الإسلامية جاهزة لمن يقول ما يقوله الخميني ومن يقرأ لعلي شريعتي.

ويا تري كم مرة كرر المرشد الحالي كلمة "عدو" في خطاباته؟

ويا ريت يتم إيقاف مسرحية الهجوم الجماهيري علي مراكز الاقتراع وتمديد ساعات التصويت لأن الحقيقة أن من لا يصوت يتم إيقاف راتب التموين الغذائي عنه. 

فهو تصويت لمنع حدوث الجوع

وليس تصويت حقيقي يؤمن باستقلال وحرية وجمهورية اسلامية كما كان يحدث أيام الإمام الخميني.

 

د. عادل رضا

 

في المثقف اليوم