قضايا وآراء

المرأة وتفاعل المجتمع

المرأة من جانب رأيناه  السبب الجذري في تخلخل الرؤيا الواضحة في مجتمعاتنا الشرقية فوجدنا أن هناك ثمة أحاديث موضوعة قرأت بدون تمعن وتعارفت عليها المسامع بلا تفحص منها ماذكران غريزة المرأة أعلى من الرجل بنسبة 9/1 وتلج في هذه التسعة تسع درجات من الحياء فيتضح من هذا الحديث نقطتين تخالف العقيدة والعقل فالأولى: عقيدتنا بان الله عادل لما ساوى بين الرجل والمرأة في كل المجالات إلا القيادة  ومنها الثواب والعقاب فينبغي أن يكون الرجل والمرأة بمستوى واحد في الشهوة ولانَ عقوبة الزنا على الاثنين واحده وهي مئة جلدة .والثانية من الواضح من صياغة الحديث انه لو قيل إن الله خلق الشهوة 100 جزء 99 منها عند المرأة وواحد عند الرجل لكان المضمون واحد أو 1000 جزء و999 عند النساء وواحد عند الرجال . ولو أننا نرى الأمر بوضوح أو من جانب آخر وهو كون القوة متوزعة ٌبين الاثنين فالقوة العضلية عند الرجل مع وجود شيء من القوة عند المرأة والقوة التحملية عند النساء مع وجود شيء قليل عند الرجال بحيث أن المرأة وان استطاعت أن تقوم برفع الأحمال فأنها لا تقوى على الديمومة ولو أن الرجل وُضع في بطنه حملاً وان استطاع لايقوى عليه 9 أشهر، وهناك أحاديث أخرى نُقلت  مايدل معناها أن المرأة خلقت من ظلع آدم الأعوج، وآخر يقول أن المرأة خلقت من فضلة طينة ادم والى آخره فكل هذه الأحاديث بمعانيها تقلل من شان المرأة وتجعلها تابعا ملزما للرجل وكائنا غير مستقل عنه فإذا كان كذلك لماذا ساوى الله بينهما بالثواب والعقاب والآيات كثيرة لاتعد ولاتحصى . وهناك أحاديث أخرى تقول: هنَ ناقصات عقلٍ ودين وحظ، فأما ناقصات عقل لانَ الله عادل شهادة الرجل بامرأتين وأما ناقصات دين فلكونهنَ يفوت عليهنَ في الشهر 7 أيام من التطهير لحدوث الدورة الشهرية ( الحيض) . فنرى جواب الأمر الأول هو كون المرأة أكثر عاطفة من الرجل فضلا على كثرةِ نسيانها  فإذا نسيت الأولى ذكرتها الثانية وأما الأمر الثاني كونها تحيض فهذا من الطبيعة التي أوجبها الله تعالى عليهنَ فهو سبحانه اعزَ الإنسان بأحسن تقويم فقطعاً أن الدورة الشهرية من أصل التقويم الطبيعي، وإما الثالث ناقصات حظ لقوله تعالى( وللذكر مثل حظ الأنثيين) فهذا امرٌ منطقي لان الرجل يحتاج من المال ليصرف على نفسه وعلى زوجته أما المرأة فلا تحتاج مالا إلا على احتياجاتها الخاصة أو تدخره لها فلذلك أصبحت حصتها نصف حصة الرجل .وقد يقول قائل أننا نرى أن في النساء مكراً عظيماً لانجده في الرجال نعلق على هذا الكلام بان مكرهنَ ليس من أصل الفطرة الخلقية وانما المجتمع هو الذي فرضَ عليها أن تكون ماكرة لأنها  في اغلب البلدان الشرقية مسلوبة الإرادة  فتضطر ُ إلى أن تكون كذلك وهي بالطبع مخطئة، فلنأخذ الأسباب النفسية التي تدفعها للمكر .1- ان اختيارها للرجل مسلوب الإرادة .2- تجبر من قبل أهلها رغماً عنها بأغلى الأثمان أو بابخسها في قضية المهور .3- مادية المرأة : تجد نفسها محتقرة من قبل المجتمع الجاهل الذي ينظر إليها من جانب وضعيتها للرجل وأنها متعة له والحقيقة أنهما الاثنان متعة للآخر .4- نظرة المجتمع إليها بأنها شرف الرجل الوحيد بينما الواقع ألقراني يقول أن الشرف في المرأة والرجل ( والحافظين لفروجهم والحافظات لفروجهن ) فالمجتمع يعطي للرجل حصانةً لاترفع إن زنى او لم يزنِ بينما الحصانة مرفوعة عن المرأة عند الزنا حتى ولو علم الرجل من أنها فعلتها مرة واحدة في حالة ضعفٍ عاطفي غريزي مقصودة أو غير مقصودة .فكل هذه النقاط حالت ان تكون المرأة معتدلة المكر والدهاء وهذه أيضا لها تأثير في قبول المرأة على نفسها أن تكون الثانية أو الثالثة أو الرابعة كزوجة للرجل بالإضافة إلى العامل النفسي المعروف وهو حب التملك الموجود عند الجنسين .بينما سبب تشريع الله لتعدد الزوجات كون الرجل يعرف ولده من زوجاته ولو حصل العكس وتزوجت المرأة من أربعة رجال بآنٍ واحد تاه على الرجل معرفة أولاده والسبب الثاني كون الرجل قائمٌ عليها بمعنى انه هو الذي يوفر لها أسباب العيش وهي بدورها توفر له أسباب الراحة والطمأنينة وحضانة الأطفال، ( الرجال قوامون على النساء )فنحن قلنا سابقاً أنهما متساويان بالقوة لكن استمرار الحياة يجب أن يؤول إلى قائد واحد فاختار الله الرجل لتوازن عاطفته وهذا ليس نقصاً أن تكون المرأة أكثر حناناً وعاطفة منه بل بالبداهة إن كثرة عاطفتها لكونها أم .فقد كسب العلمانيون المرأة لإعطائهم إياها الحرية المطلقة غير المعقولة وخسرها الإسلاميون لسلبهم حقها المشروع كانسان مستقل، ومن الطبيعي أن تميل إلى العلمانيين كرد فعل سلبي من الإسلاميين فللأسف لاتوجد جهة توفر العدل من جانب عقلي ينتمي  إلى التشريع السماوي . فقد تميل المرأة إلى نزع الحجاب والتبرج للأسباب النفسية التي ذكرت فالإسلام وكل الأديان السماوية فرضت الحجاب، لأسباب منطقية من لدن عليمٍ حكيم ومنها .1- لكون المرأة بالنسبة للرجل مغرية المنظر والجسم فيكون لها الحجاب ستراً عاماً من كل الرجال الجنسيين وغيرهم الاعتياديين كيلا تسول لهم أنفسهم اغتصاب المرأة والاعتداء عليها وقد يقول قائل انَّ أكثر حالات الاغتصاب هي في الدول الإسلامية والشرقية فلا يكون ردنا إلا أن نقول أن هذه الحالات تولدت من اثر رد الفعل العكسي لان هذه الدول في مجتمعاتها لم تطبق علم الاجتماع من حيث القران والسنة النبوية في كيفية الزواج وبساطته حيث عقدوا بأعرافهم ابسط مقومات الحياة الطبيعية من حيث يرغمون أولاهم ويحتكرون ويصادرون اختياراتهم للجنس الآخر في وضع المهور الغالية أو رفض الفقير علماً كل الأديان نصت على تسهيل هذه السنة الحياتية . وأما بالنسبة لكون المرأة عامل مغري للرجل فقد قال قائل والرجل كذلك مغرٍ لها وهذا ليس صحيح وإنما هي الجاذبية الذوقية المتولدة من اختلاف الجنسين، وبتعبير أوسع: المرأة كلها مغرٍ للرجل والرجل ليس فيه مغرٍ إلا عورته .

 

                                      تحسين عباس

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1349 الجمعة 19/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم