قضايا وآراء

المثقف الشامل بين تنوع ألأبداع وفقدان ألأختصاص

أذ ليس من المعقول ان يتعرض المثقف لنفس السؤال الذي يتعرض له السياسي وغيره من أبناء الشعب العراقي والسؤال هو (هذا شجابة على هاي الشغلة)!!! ولأننا نجد مثقفينا وخاصة بعد (التحرير او ألأحتلال) نجدهم ونحن لا نعرف من منهم شاعراً روائياً تشكيلياً او من هو صحفي ... هل من الضروري ان يكون الكل ... كل هذا ؟ .

كانت بداية هذا التداخل في عقلية المثقف العراقي مطلع التسعينات ومنتصفها وما رافقها من ازدياد اعداد المهاجرين على ابواب مكاتب الامم المتحدة ولان المثقف (اي كان اختصاصه) يحظى بنوع من القبول لدى هذه المكاتب ومع وجود بعض الصحف المعارضة انذاك ومكاتبها في دول الجوار وتدافع الوسط الفني بأكمله الى هذه الصحف لممارسة نشاطها او النشاط المشابه ... (والحصول على بعض الدولارات) بمعنى الشاعر يستطيع ان يكتب مقال والروائي يستطيع ان يكون ناقد والاعلامي يكون صحفي وهكذا دواليك , والذي ساعد هذا التداخل ايضا هو بدايات هذه الصحف وبعض ألأحزاب ولأنها لا تمتلك الموازنات الكبيرة وعدم وجود دعم من جهات اخرى فلقد اعتمدت على من هو داخل هذا الوسط (الوسط الفني بكل فروعه دون ألأخذ بنظر ألأعتبار الاختصاص ولأنه يقبل بالقليل) ناهيك عن الصداقات القديمة للبعض والعلاقات وما توفره من فرص عمل هي ابعد ما يكون للعديد من اختصاص الكثيرين .

وهنا فقد الكثير من مثقفينا أختصاصهم جراء الطاغية والحصار والظروف المدمرة التي عصفت بهذا الشعب الطيب , بالمقابل هناك من تابع اختصاصه بعد أستقراره في بلد المهجر وطور نفسه من خلال الاطلاع على ثقافات جديدة ولغة جديدة ايضا ,كذلك منهم من واصل الكتابة والشعر والصحافة والنقد وربما المواعظ الادبية مرورا بدروس اللغة العربية. وبعد (التحرير او الاحتلال) ورجوع اغلب صحف المعارضة قديماً والحكومة حالياً ومع رجوعها الميمون فلقد رجع كتابها المميزون ايضا والذين لا نعرف من الشاعر فيهم والقاص ومن هو الصحفي .

ومفهوم الفنان الشامل طُرح قبل عشرات السنين في الشقيقة مصر عندما تجد الراقصة وهي تلعب دور البطولة في فلم او مسلسل ثم الذهاب الى المرقص للعمل على باب الله وبعد حين تجدها في بعض البرامج للحديث عن الوضع العربي المتردي والسياسة الخارجية ألأمريكية تجاه الشرق ألأوسط !!! وانا اطرح سؤال غاية في ألأهمية هل هذا التمايل أمام عدسات الشركات الخاصة يوازي بناء العراق الجديد؟ طبعا لا ... لاننا نؤمن بان الذي يريد ان يبني بلده أما ان يكون ذو اختصاص حاصل على شهادة او ممارس لاختصاصه وليس على طريقة (الكل يعرف كل شيئ) . ومثلما نشّهر بالسياسيين ونقول ... هم ليسوا اهل لهذا المناصب لان اختصاصهم مختلف او لم يمارسوا هذا الاختصاص فالاولى ان يوجه هذا السؤال الى المثقف الذي هو أثبت مكاناً وأكثر أبداعاً من السياسي .

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

............................

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1076  الجمعة  12/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم