قضايا وآراء

حقوق الفرد وحقوق الجماعة

 يتعاهدون على ميثاق (دستور) قرية يضمم حقوقهم أفرادًا وجماعات ومثلها فى قول ?للّه عنها "أمّ ?لقرى". وءاخر كان ?لمثل عليه فى ?لمدينة ?لمنورة (يثرب) ضربه رسول ?للّه للناس جميعًا حتى موته. وهذا ما ?نقلب عليه قومه قريش وحلفآئهم من ?لـأعراب فى سقيفة بنى ساعدة.

 فى مقال " ?لوطن و?لقرية و?لمدينة" بيّنت فيه ماتشابه لى فهمه أنّ ?لوطن سكن لجمع من ?لأفراد ك?لأنعام تقودهم سلطة طغوى يتعبدون لها. فلا حقوق ولا ميثاق لهم وبذلك تكتب عليهم ?لذّلة و?لمسكنة فيمسخواْ قردة وخنازير. أى ضعاف أذلآء قاسية وغليظة قلوبهم.

وكنت قد وجهت كلامى? إلى ?لناس فى ?لعراق بسؤال عن سعيهم وتدافعهم فى بنآء ?لدولة و?لسلطة. ماذا تريدون لجمعكم؟ مَثَلُ ?لوطن أم ?لقرية أم ?لمدينة بعد ما بيّنت فى ?لمقال ما تحمله تلك ?لكلمات من دليل ومفاهيم. وفيه نصحتكم أن تأخذواْ ب?لقرية مثلاً بعد أن تتعاهدواْ على ميثاق يضمم حقوقكم جميعًا أفرادًا وجماعات على? ?ختلاف ألوانكم وألسنتكم وطوآئفكم وأحزابكم.

و?لذى دفعنى? إلى كتابة مقالى ?ليوم هو وصولكم إلى طريق مسدود بعد ?ل?نتخابات ?لنيابية وعجزكم جميعًا على ?ل?تفاق فتقطعت بكم ?لسبل بسبب ?لعند ?لناجم عن منهاج ?لطاغوت ?لمصيطر على قلوب أكثريتكم.

 فهل من سبيل لحل ?لعقدة ?لسياسية ?لتى عقدتوها بمنهاجكم ?لطاغوتى ?لذى تتمسكون به؟

 قولى ?ليوم سيصدم ?لكثيرين منكم. وأرجو من ?لذين يتلون مقالى? أن يصبرواْ عليه حتى يتبيّن  لهم مأربى من ?لقول و?لمنهاج ?لذى? أستند عليه. فأنا لآ أدفع عن فئة أو حزب بل قولى يستند إلى فهمى ?لمتشابه لقول ?لعليم ?لخالق فى كتابه عن مسألة حقوق ?لفرد و?لجماعة.

?لناس فى كتاب ?للّه ينقسمون إلى ست فئآت لايجوز ?لفصل "?لإقصآء ب?للغة" بينهم فى ?لحيو?ة ?لدنيا وهم:

"إنّ ?لّذين ءامنواْ و?لّذين هادواْ و?لصّ?بئين و?لنّص?رى? و?لمجوس و?لّذين أشركواْ إنّ ?للّه يفصل بينهمـ يوم ?لقي?مة إنّ ?للّه على? كلِّ شىءٍ شهيد" 17 ?لحج.

فكل مجتمع للناس يتكون من ه??ؤلآء. وعدد كلّ فئة منهم ينقص أو يزيد حسب هيئة وشريعة ?لمجتمع. ففى مَثََلِ ?لوطن تكون ?لفئتان ?لّذين أشركواْ و?لمجوس هم ?لأكثرية و?لسلطة فيه تهيمن عليها  فئة من ?لّذين هادواْ "?لسلفيين" أو ?لنّص?رى "?لقوميين أو ?ل?شتركيين". أما "?لّذين ءامنواْ و?لصّ?بئين" فعددهم قليل. وأكثرهم يقتلون أو يسجنون أو يخرجون من ديارهم أو يهاجرون . وقد بيّنت فى? أكثر من مرّة فهمى لدليل ه?ذه ?لكلمات فلآ أكرر ?لقول فيها.

و?لعكس يكون فى مَثَلِ مجتمع ?لقرية و?لمدينة بسبب ?لعهد و?لميثاق بين ?لناس فيكثر عدد ?لّذين ءامنواْ و?لصّ?بئين ويقل عدد ?لفئات ?لـأخرى. نظرت فى مايسمى "مكونات ?لشعب ?لعراقى" لغوًا فوجدت أن ?لناس فى ?لعراق وهم أقوام وشعوب وقبآئل وطوآئف وأحزاب مختلفين فى ?للّون و?لّسان و?لفكر و?لسلوك وأسلوب ?لعيش. أكثريتهم يهود ونص?رى? ومجوس ومشركين يتّبعون منهاج طاغوت وقد سقطت سلطة ?لطاغوت وتم قتله شنقًا. ولكن منهاجه وتشريعه ما زال يصيطر على قلوب أكثريتهم. أقول ذلك وأعلم أنّ قولى سيغضب  ?لكثيرين. ولهذا قلت فى مقالى عن "?لوطن و?لقرية....." أن مثل ?لمدينة لا يقوم من طاغوت وعلى ?لناس أن يغيّرواْ ما بأنّفسهم من مّنهاج طاغوت ليهتدو?اْ إلى سبيل ?لمدينة "?لديمقراطية ?لفيدرالية" فى عيشهم. وأدركت أنّ مَثَلَ ?لمدينة بعيد لأنّ أشراطه لا وجود لها فى ?لعراق ?ليوم.

وسبب ذ?لك أن ?لفئتين ?لرئيستين "?لذين ءامنواْ و?لصّ?بئين" لآ أثر لهما فى حياة ?لناس فى ?لعراق. وعددهم قليل. ولآ أحد من أحزاب ?لقوميين و?لطآئفيين و?لأمميين يريد أن يحتكم إليهم. فظنهم جميعًا يقول أن ?لديمقراطية وميثاقها هو من صنعهم. وهذا لا يكون أبدًا لأن مناهجهم جميعًا تصب فى بحر ?لطاغوت وتسبح فيه وكما قيل "فاقد ?لشىء لا يعطيه".

?لسؤال هل يوجد من ?لذين ءامنواْ و?لصّ?بئين من يدعو ?لناس إلى ?لعهد و?لميثاق فى طوريهما ?لقرىّ و?لمدينىّ؟ هذا ما لم أجده ولم أسمع به فحتى ه??ؤلآء وهم ?لقلة ?لقليلة قد أصابهم مآ أصاب ?لـأكثرية فكلامهم يختلط فيه ?لحق "?لدعوة للعهد و?لميثاق" و?لباطل "?لوطن ووحدته". فلم يدركو?اْ أن ?لقبيلة حق و?لشعب حق و?لطآئفة حق و?لقوم حق و?لحزب حق وأنّ ?ل?ختلاف بين ?لناس حق ب?لّسان و?للّون و?لـأمّة "أسلوب ?لعيش و?لسلوك". وهذا ?ل?ختلاف بين ?لناس له هيئات متعدده ولهم ?لخيرة فلآ إكراه فيما يختارون ويريدون. فلهم أن يكونواْ قبيلة أو شعبا أو قوما أو طآئفة أو حزبا. فليس لأحد من ?لناس ?لوكالة و?لصيطرة على ما يريده ويختاره ?لناس لـأنفسهم من وسيلة وأسلوب عيش.

?لكلُّ يخاف من ?لطآئفية وهم طآئفيون ب?لدم و?لسلوك يكذبون ويخرصون ويخفون على ?لناس ليخدعوهم وما يخدعون إلاّ أنّفسهم. وحين ?لفعل ?لسياسى تراهم يتسورون ب?لطآئفية. ?لعقدة هنا وحلّها بيد من يريد ?لعهد و?لميثاق بين ?لناس وبيد من يعلم أن ?لناس مختلفين. فيشرع لهم كل حسب هيئته ?لتى يريد أن تحكم بينهم ويكون مولّى "منتخب أو مصطفى" من قبلهم يرضون به حكما وقاضيا بينهم.

وأرى? أن ?لعجلة و?لظنون وصيطرة طغوى ?لقوم نجم عنه أن تصدرت ?لفئات ?لتى لم تدرك ?لمثل ?لقرىّ ولا ?لمدينى ومنهاجها يعادى مفاهيم ?لديمقراطية و?لفيدرالية ?لتى تقوم على ?لعهد و?لميثاق بين ?لناس. و?لتى تضمم حقوقهم جميعًا أفرادا وجماعات وبأى هيئة يريدون. ف?لكلام على "?لمربع ?لـأول" وتحذير ?لناس من ?لرجوع إليه هو كذب وخداع لـأنهم لم يغادروه. ف?لجميع سقط فيه بسبب منهاج ?لطاغوت" ?لوطن و?لقوم ووحدة ?لتراب و?لـأمّة ?لعربية و?ل?سلامية و?لشعب ?لواحد و?لدولة ?لمركزية ?لقوية وووو". فهذا هو ?لمربع ?لذى فيه تقتتلون. فلا سبيل لكم مّا دمتم تتبعون منهاج ?لطاغوت فى حياتكم.

?لسبيل هو ?لرجوع إلى?? أمريكا وحلفآئها ?لذين أسقطواْ سلطة ?لطاغوت. وهم وحدهم من يستطيع أن يكون ?لحكم و?لقاضى بينكم. وهم وحدهم من خبر ?سلوب ?لعيش ?لديمقراطى و?لفيدرالى و?ختلاف ?لناس حتى ?هتدو?اْ إلى ?لعهد و?لميثاق ففتحت أمامهم سبل ?لتطور وأصبحو?اْ "أمّة من دون ?لناس".

هذا ?لسبيل ?لـأول أمامكم. فمن خبرتى وتجربتى?? أرى? بأن عودة شخص مثل بريمر إلى ?لعراق ليكون حاكمًا وقاضيًا وليعمل على دعوة ?لناس إلى ?لعهد و?لميثاق ?لديمقراطى ?لفيدرالى وليكمل ?لنقص ?لكبير فى ?لدستور ويلغى منه ما ثبِّت بمنهاج ?لطاغوت من دين دولة وهيئة سلطة وضياع حقوق ?لفرد و?لجماعة. وليؤسس عهدا وميثاقا يضمم حقوق ?لجميع وب?سمآءهم ويفصّل به حقوق كل فئة منهم. هو ?لحل للعقدة ?لسياسية ?لتى عقدتموها بمنهاجكم ?لطاغوتى.

 و?لسبيل ?لثانى يمكنكم ?لـأخذ ب?لمثل ?لـأدنى طورًا "?لقرية". فإن ?هتديتم لذلك فستفتحون سبيل ?لمدينة أمامكم ولكن بعد حين. بعد أن تخبرواْ سبل ?لعيش ?لديمقراطى فى قريتكم "بلدكم" ?لعراق بميثاق قرىّ بين فئاته ?لقومية و?لطآئفية تتعاهدون على حفظه و?لدفاع عنه. حتى تتطهر قلوبكم وقلوب أبنآئكم من منهاج ?لطاغوت ?لمصيطر عليكم ?ليوم. فتنزيل منهاج جديد لا يكون ب?لسحر بل هو سعى وجهد وصبر وإرادة وعزم.

?لكثير ظنّ وعجل فى ظنونه بأنّ ?لناس ?صبحواْ ديمقراطيين وأنّ ?لديمقراطية هى ?لتى تحكم وتهدى ?لناس فى ?لعراق. ويسأل مستنكرًا لماذا كل هذا ?لفساد و?لقتل و?لتثريب ?لجارى هناك؟

فيرجع ?لقول بأن ?لسبب هو هذه ?لديمقراطية ليسوّغ رفضه و?متناعه عن تغيير ما بنفسه من منهاج طاغوت.

أقول له??ؤلآء أنّ  ?لديمقراطية أسلوب عيش يقوم على ميثاق وبه يصبح ?لناس "أهل قرية" قد فتح بابها بسقوط ?لطاغية وسلطته. ولكلّ شىء وقت يحدّه وسنّة تحكمه فما زال ?لطريق طويل أمام ?لناس فى ?لعراق ليخبرواْ منهاج ?لديمقراطية فى عيشهم. فهم يجربون ما وسعت أنّفسهم ?لتى يصيطر عليها منهاج ?لطاغوت ليتحررواْ من أسره. وهو فعل عظيم ويحتاج إلى??? إرادة للتغيير. فما لم يغيّرواْ ما بأنّفسهم لا ينجم عن سلوكهم وأفعالهم إلاّ ?لتثريب و?لفساد ومكوثهم فى "?لمربع ?لـأول" ?لذى يزعمون إنّهم فارقوه ولا يريدون ?لعودة إليه. وهو ما يجرى ?ليوم فى ديارهم. فليست ?لديمقراطية هى سبب ?لتثريب و?لفساد ?لجارى هناك. بل صيطرة منهاج ?لطاغوت على قلوب أكثر ?لناس. وهو ما يدفع ب?لـأعراب وطغواها فى ?لبلاد ?لشامية "?لعربية" ?لمجاورة وإيران ?ليهودية ?لطاغوتية على ?لقول بأن مايجرى فى ?لعراق هو مانجم عن ديمقراطية ?ل?حتلال ?لـأمريكى له. ليخفواْ ما بأنفسهم من عدآء وكره للديمقراطية ?لتى تهدد عروشهم ?لطاغوتية. وهم يدفعون أهل ?لعراق إلى ?لعودة لسلطة ?لطاغوت ومنهاجه. بمسوّغ من ?لقول عن وحدة ?لعراق أرضًا وشعبًا و?لحفاظ على عروبة ?لعراق عند ??لـأعراب أو شيعيته عند ?لإيرانيين.

و?لمثل على ذ?لك مايجرى  فى سوريا حيث ?جتمع ?لبعثيون من ?تباع ?لطاغية صدام فيها.  وهناك سعوا لتوحيد ?لفئتين ?لمنقسمتين "يونس ?لـأحمد وعزت ?لدورى". وقد عملت فئة ?لـأحمد مع من كان يعمل تحت سلطة ?لطاغية من ?لشيوعيين و?لذين سمو?اْ أنفسهم "إتحاد الشعب" وجماعات أخرى?? إلى ?علان ميثاق عمل سياسى "?لجبهة ?لوطنية و?لقومية و?لديمقراطية فى ?لعراق". دعواْ فيه  إلى ?لمقاومة ومقاتلة ?ل?حتلال حتى هزيمته وهزيمة كل ?لـأحزاب ?لسياسية ?لمشاركة فى ?لسلطة و?لبرلمان ووصفوهم بعملآء ?ل?حتلال.

فه??ؤلآء لا يريدون عهدًا ولا ميثاقًا ديمقراطيًا يصنع لهم قرية ويكونون من أهلها يتعاهدون ويتواثقون على حفظ حقوقهم ?لفردية و?لجماعية كأقوام وشعوب وطوآئف وأحزاب. فمنهاجهم قومى طاغوتى "وطن واحد وشعب واحد". وقد خطواْ كلمة ديمقراطية فى ?سم تجمعهم تسبقها ?لوطنية و?لقومية. فعن أى ديمقراطية يتكلمون وصاحب ?لقول ?لفصل هو ?لوطنى و?لقومى "?لطاغوت"؟ وقد ?حتفلواْ بذكرى سيدهم ومالك روحهم ?لطاغية ?لميت صدام فى دمشق. وكان ?علانهم عن تجمعهم فى دمشق وهى ?لمثل ?لـأعلى لوطن ?لطاغوت عند ?لـأعراب.     

 يدعو حزب ?لبعث إلى سلطة  طغوى ?لقوم "?لعرب" فهو حزب قريشى ويريد أن يوحدهم من ?لخليج إلى ?لمحيط وشعاره "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" و"وحدة حرية إشتراكية". فهو حزب يجمع بين منهاجين ويمثل فئتين من ?لناس  ?ليهود و?لنّص?رى. وقد قاد ?لسلطة فى ?لعراق وطغى فنجم عن طغيانه هلاك ?لحرث و?لنسل و?لفقر و?لجهل و?لمرض و?لذل و?لهون و?لتثريب و?لفساد. فكان صدام حسين ?لطاغية ?لذى لا يرى? لقومه إلاّ ما يرى?ـه هو كقول فرعون لقومه. وقد أطاعه ?لناس خوفًا من بطشه وكانواْ يهتفون له "ب?لروح ب?لدم نفديك ياصدام". فأسلمواْ له ?لروح وبذلك مسخو?اْ إلى قردة وخنازير وعبدة طاغوت. وبعد سقوط سلطته وقتله شنقًا قررو?اْ أن يجتثواْ كلّ أصل له فى ?لبلاد فصنعواْ "هيئة ?جتثاث ?لبعث" وحرمّواْ حزب ?لبعث فى ?لدستور ومنعوه من ?لعمل و?لتبشير بين ?لناس فى ?لعراق. وقد ظنو?اْ أنّ ذلك سيخلّصهم من ?لطاغوت ومنهاجه. وهو عمل طاغوت أيضًا لأنّهم قررواْ ?لفصل بين ?لنّاس وجعلو?اْ أنّفسهم ربًا وإلـ?هًا للنّاس من دون ?للّه ?لذى حرّم ?لفصل بين ?لناس على?? أساس ?لفكر و?لمنهاج وأسلوب ?لعيش. فقولهم "?لبعثيين ?لصداميين و?لتكفريين" ومثلهم أصحاب يونس وعزت وجبهتهم "?لوطنية و?لقومية و?لديمقراطية". فأين " ?لبعثيين غير ?لصداميين" فى ?لعراق؟ وأين حقوقهم فى ?لعمل ?لسياسى و?لتبشير بأفكارهم بين ?لناس؟ ف?لخوف من عودة سلطة ?لإنقلابيين من ?لبعث ?لصدامى لآ أصل له. ف?لبعث ?لصدامى فئة قليلة فى ?لعراق. فهل يريد ?لبعثيون غير ?لصداميين إن وجدواْ (فكلامى? إليهم) أن يتعاهدواْ على ميثاق ديمقراطى مع ?لناس يحكمهم ويحكم سلوكهم؟ فلهم ?لحق كغيرهم من ?لـأحزاب ب?لعمل و?لتبشير لما يؤمنون به. لأنّ ?لديمقراطية أساسها ?لتعدد وحرية ?لرأى. أمّا بعث يونس وعزت وحلفآؤهم و?لسلفيون ?ليهود من ?لقاعدة وغيرهم" فه??ؤلآء هم ?لمرجفون ?لّذين لا عهد لهم ولايرضون ب?لميثاق بين ?لناس ويرجفون فى ?لأرض فيقتلون ?لنفس بغير حق. ف?لموقف منهم هو ?لقتل "مّلعونين أينما ثُقفو?اْ أُخذواْ وقُتّلواْ تقتيلاً" 60 ?لـأحزاب. مالم يتوبواْ ويصلحواْ قبل أن نقدر عليهم. ولكن لا يُوَلُّو?اْ أمرًا من أمور ?لناس بل أفراد لهم حق ?لعيش و?لإيمان بما يشآءون.  

?لذى? أرى?ـه من خلط و?عتدآء على حقوق ?لناس أفرادًا وجماعات هو ?لنقص ?لكبير فى ?لدستور ?لجديد فى بيان وتبيان وتفصيل حقوق ?لناس ?ل?جتماعية و?لسياسية كأفراد وأحزاب وجماعات قومية أو طآئفية. و?لذى به يتحصن ?لبلد من سيادة وهيمنة فئة على?? أخرى. فيقطع سبيل عودة طغوى ?لقوم أو ?لطآئفة أو ?لحزب. وبهذا يكون للبعثيين ?لذين يتعاهدون ويقرّون ب?لميثاق  حق فى ?لعمل و?لتبشير بين ?لناس. ف?لقومية و?لوطنية منهاج ما زال مصيطرًا على?? أكثر أهل ?لعراق ولكن ب?سمآء أخرى غير ?لبعث كل يدعو للوطنية ولحقوق قومه فأين ?ل?ختلاف عن ما يقوله ?لبعثيون؟

كما قلت أنا لآ أدفع عن حزب ?لبعث لـأنّى أُؤمن بأفكاره ومنهاجه. فقد كنت أُؤمن ب?لماركسية وحنفت عنها و?ليوم أسعى لأن أكون مسلمًا للّه رب ?لعالمين. فمنهاجى وأفكارى تنقض وتدحض ما يؤمن به ?لبعثيون. ولكنهم يمثلون حزبًا خرج من بين ?ليهود و?لنّص?رى ولتلك ?لفئتين ?لحق فى ?لوجود و?لعيش ?لمشترك مع ?لأخرين إذا قبلو?اْ أن يتعاهدواْ على ?لميثاق ?لديمقراطى بين ?لناس. فموقفى منهم يتّبع ما جآء فى ?لقرءان من قولٍ يبيّن موقف ?لفئتين من ?لرّسول "ولن ترضى? عنك ?ليهود ولا ?لنّص?رى? حتّى? تتّبع ملّتهم قل إنّ هدى ?للّه هو ?لهدى? ولئن ?تّبعت أهوآءهم بعد ?لذى جآءك من ?لعلمـ ما لك من ?للّه من ولىٍّ ولا نصيرٍ" 120 ?لبقرة. ومنعهم ومحاربتهم بعد قبولهم ب?لعهد و?لميثاق هو كفر وفعل طاغوت. فأطلب من ?لجميع ?لرجوع عنه وإلغآء "هيئة ?لمسآئلة و?لعدالة". وأنصحكم بأن تكمّلُواْ ?لنقص فى ?لدستور وتدعون ?لجميع للعمل على صناعة ميثاق يضمم حقوقكم أفرادًا وجماعات وب?لتفصيل لألوانكم وألسنتكم وطوآئفكم وأحزابكم لتخرجواْ من ?لتثريب ?لذى صنعتموه بأيديكم. وأرجو من ?لسياسيين أن ينظرواْ فيما كتبه أخى ?لعزيز ?لمفكر سمير حسن عن ?لميثاق فى ?لعراق وما كتبته فى "ميثاق ?لـأمة ?لعراقية" وهو نسخة عن" ميثاق ?لأمة ?لسورية" له. وعن حقوق ?لفرد و?لديمقراطية و?لفيدرالية ومقالى ?لأخير عن ?لوطن و?لقرية و?لمدينة لعلّكم تهتدون إلى سبيل ?للّه فى عيش ديمقراطى يقوم على ?لعهد و?لميثاق.  فتصنعون قرية تكونون أهلها وتخرجون من ?لتثريب ?لذى تعيشون.

 ولكى لا يكون حالكم كقول أبآؤكم من قبل "وقالتِ ?ليهود ليست ?لنّص?رى? على شىءٍ وقالت ?لنّص?رى? ليست ?ليهود على شىءٍ وهم يتلون ?لكت?ب كذ?لك قال ?لّذين لا يعلمون مثل قولهم ف?للّه يحكم بينهم يوم ?لقي?مة فيما كانواْ فيه يختلفون" 18 ?لبقرة. ف?لحكم ليس لكم بما ?ختلفتم فيه ?ليوم. وما عليكم إلّآ أن تتعاهدواْ وتوفواْ بعهدكم على ميثاق واضح بيّن مفصل يضمم حقوقكم جميعًا فهل أنتم صانعون؟ وهل منكم مّن يتطهر من يهوديته ونصرانيته ويكون من ?لّذين ءامنواْ ليكون ?لحكم بين ?لناس وصاحب ?لسلطة و?لقضآء فتولّوه أمركم ليخرجكم من تثريبكم كما صنع أهل يثرب مع رسول ?للّه فولّوه عليهم بعد أن صنع لهم ?لميثاق ?لمدينى و?لذى حفظه فى "?لصحيفة" فصارو?اْ أهل ?لمدينة "أمة من دون ?لناس"؟

أعيد ?لقول لكم فإن لم تجدواْ منكم من يستطيع ذ?لك ف?طلبواْ و?سألواْ عن واحد من ?لذين ءامنواْ وهم أقل فئة عددا من ?لناس فى ?لعراق وأضعفهم شأنا. ولكنها ?لفئة ?لتى تحمل منهاج ?لقرية و?لمدينة ف?حتكمو?اْ إليها وولّوها أمركم تفلحون وفيها هدايتكم لسبيل ?لقرية و?لمدينة فتصبحون أمّة من دون ?لناس "أهل قرية" و"أهل مدينة". فأمامكم سبيلين ?لعودة إلى?? أمريكا و?لقبول بحكم ?لغريب ?لذى يخرجكم ممآ أنتم فيه من تثريب. أو ?لعودة لواحد من ?لّذين ءامنواْ منكم تولوّه أمركم  فهل أنتم فاعلون؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

في المثقف اليوم