قضايا وآراء

قراءة في نص (حلم واسطورة) للمبدع عيسى ابو الراغب

وتنحني لعشق منتشرا في مسارب القلب

الارض تميد وانا امد كف الروح إليك

كم يعجبني أن اعبر أحلامك

وأكون غيمة حبلى

بك.................................

نعبر الازمنة القديمة

في وطن لم يأت بعد

تعبر الريح شرفات الذاكرة

وترسم حقل ليمون تحت خطواتنا

لندخل الان فجرا تتوزع فيه

غابات حبلى بكلمات العشق .................

 

___________________________

القراءة بقلم: جوتيار تمر

حلم واسطورة

عنوان يمتدد بين عالمين متجانسين من حيث البعد الذهني والصوري، فالحلم يمتاز بقدرته التخيلية العميقة التي تجبرنا احيانا الى امتطاء صهوة حصان ابيض نغزو به السماء، كما الحال في الاسطورة التي دائما تخلق عالمها الخاص من خلال ابجديات لاتتوفر لغيرها، عالمان مبنيان منن الخيال الخصب.

تعبر الرياح شرفات الذاكرة

وتنحني لعشق منتشرا في مسارب القلب

الارض تميد وانا امد كف الروح إليك

كم يعجبني أن اعبر أحلامك

وأكون غيمة حبلى

اتسمت البداية بفعل دال على حركية فائقة، هذه الحركية تؤتي ثمارها من خلال مستويين: الاول: الدلالي الذي يدخلنا الى عوالم مليئة بالصور المنسوجة بالخيال، وذلك من خلال تتبع سير الحركة التي تتخذ صفة العبور المتخذة من الرياح كعمق وكوسيلة لخرق الذاكرة، والثاني: امكانية ربط المرورث بالحاضر من خلال تفكيك ماهية الذاكرة نفسها، بحيث نتوقف عند ربط زمكاني واضح بين الماضي والحاضر من اجل استمرارية برداء صوفي، وهذا ما يلزم الشاعر باستعارة مفاهيم تمنطق الروح الصوفية هذه، وقد خلقت نضجاً واضحاً في المسار الشعري، وذلك من خلال عبور الاحلام والغيمة الحبلى، كتعبير واضح على اهمية العبور الى الاخر من خلال الاخر، اتحاداً وحلولاً.

بك....................

نعبر الازمنة القديمة

في وطن لم يأت بعد

تعبر الريح شرفات الذاكرة

وترسم حقل ليمون تحت خطواتنا

لندخل الان فجرا تتوزع فيه

غابات حبلى بكلمات العشق.....................

تحديد يخلق تساؤلاً لدى المتلقي، لماذا اراد الشاعر ان يحدد ويمنطق الرؤية منذ البدء في هذا المقطع، هل اراد لنا ان نخوض في تجليات ورؤى ثابتة تخصخص الاخر ضمن اطار دائري ثابت، أم انها اءت مكملة للروح الصوفية الباحثة عن اندماج تام، حلول تام، عبر خرق زمكاني نراه مخاض خيال خصب، لعل هذا ما يتجلى من خلال استعارة الذاكرة مرة اخرى، لتتقمص رداء وصفياً يغري بالديمومة، ويخلق بلغتة مؤرقة عالم عشق مرئي واخر غير مرئي، واخذ المتلقي الى اقاصي بعيدة تخلق في جسم النص تمفصلات تعطيه دهشة متحركة، تغري المتلقي بأن يفتح افاق التخييل لديه مفتوحة على الاخر.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1423 الخميس 10/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم