قضايا وآراء

رؤية في سحر القوافي للمبدعة ابتسام السيد/ جوتيار تمر

يسامر الريح مجدولاً بلجين المساء ستار الكلمات

 

الفعل (يسامر) يدل على استمرارية الفعل، هذه الاستمرارية تعطينا الحق في التخيل الممكن ضمن تعددية ايحائية ممكنة ايضاً، بحيث لامطلق في التأويل، لكن مدلول الفعل ومن ثم الكيفية التي تتم بها المسامرة، هي التي تعطينا الصورة الواضحة، فالريح لاتقف وذا حركية عالية، والمساءات تدل على وحدة قاسية، وستار الكلمات انما تصعيد للفعل النفسي وتأثير المسامرة عليه.

يرتعش ليلي تحت قوافي النجوم

 

أليس من المعرف ان الفعل المضارع يهيأ النص لامر آت، او يحط بالرحال على آمال مستقبلية ممكنة او حتى متخيلة، هكذا اشعر وانا اقرأ النص، وكأن الانتظار هنا يبوح بسر الذات الشاعرة، والوحدة تفضي بها الى اقاصي ابعد غير ممكنة واقعاً، لكنها في الشعر ممكنة لان الشعر يخلق ما لايخلق، كانت القوافي هنا في هذا السطر تأكيد على تلازمية العنوان التأثيري الايحائي، لكنه لم يخرج من دائرة الليل وظل معتكفاً تحت وطأة النجوم.

 

يعانق الخيال ظلي

تحت قوافي النجوم، ومعانقة الخيال للظل، مرة اخرى فعل استمراري حي، وحدث جوهري يخلق صور شعرية جانبية، فالظل في الليل لايمكن ان يكون بدون قمر تتأمله الذات الشاعرة، او حتى ضوء يعطي للجسد المعتكف تحت وطأة النجوم ظلاً يعانق الخيال، ولعل مساحة التخييل هنا تتسع باتساع الرقعة الجغرافية التي تتأملها الذات الشاعرة.

 

أرميني تحت دفئها سبية ليحنو كوكبها على روحي ببضع لحظاتٍ شعرية

كم هي الصورة مدهشة هنا، ف (أرميني) تمنطق الحالة النفسية التي وصلت اليها الشاعرة، وربما التأثيرية القائمة في النفس، بحيث توظف الشاعرة مفردة (أرميني) كفعل ارادي ممكن، على الرغم من ادراكها بامكانية تأويل الكلمة في نسق مخالف للرؤية الممكنة والمنشودة، لكنها الجرأة الفعلية والمعجمية التي يتسلح بها الشاعرة، وكل هذا من اجل منشود قائم فيها، وهو منشود ممكن لكونه خلق هذه الومضة الشعرية الرائعة.

 

سحر القوافي

ابتسام السيد

يسامر الريح مجدولاً بلجين المساء ستار الكلمات

يرتعش ليلي تحت قوافي النجوم

يعانق الخيال ظلي

أرميني تحت دفئها سبية ليحنو كوكبها على روحي ببضع لحظاتٍ شعرية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1458 الخميس 15/07/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم