قضايا وآراء

الحجاب خوفا ً من المرأة أم عليها؟ / علوان حسين

إنما توسعا ً للموضوع ومحاولة أغنائه وطرحه كوجهة نظر قابلة للنقاش.صار من البديهي القول أن الحجاب من حيث الأصل هو موروث أجتماعي وعادة قديمة جدا ً كانت موجودة من أيام الآشوريين وحقب ما قبل الأسلام. الحجاب كان ميزة للمرأة الأرستقراطية لتبيان مكانتها الأجتماعية المرموقة، ويدل على الرفعة وسمو المقام. الحجاب لم يأت مع الأسلام كتشريع، وهو كزي خاضع لظروفه الأجتماعية والتاريخية والأقتصادية والسياسية أيضا ً. في أوربا نفسها كان الحجاب شائعا ً حتى خمسينيات القرن الماضي، ولا ننسى تصويره في الكثير من أفلام المرحلة الكلاسيكية حيث أرتدته أليزابيث تايلور وصوفيا لورين وحتى مارلين مونرو. فرض الرجل الحجاب على المرأة خوفا ً منها وخشية ً من سطوة أنوثتها وسحرها الذي لا يقاوم. ولأنه يخشى على نفسه الفتنة والوقوع في شرك الأنوثة كما وقع أنكيدو من قبل وتجرد من بداوته ومظهر الوحشية والفظاظة، حينما تحول إلى كائن متحضر يعبد الجمال وينظر للمرأة نظرة ً فيها من الوله والإعجاب والإحترام والحب والتقديس أيضا ً، لا على أساس أنها مخلوقة ناقصة عقل ودين. في أيامنا هذه تحول الحجاب من قضية زي ترتديه المرأة لستر ما أوهمها الآخرون، أي الذكور، بأنه عورة يجب سترها إلى رمز سياسي لجماعات الأخوان المسلمين والأحزاب الدينية المتطرفة منها بشكل خاص، والغاية منه أبعد عن أن تكون دينية. تريد هذه الجماعات والأحزاب الأعلان عن قوتها ونفوذها في المجتمع. وتصبو لفرض هيمنتها وأفكارها بدءا ً من الشكليات للوصول إلى الجوهر. مسألة الحجاب وبالرغم مما يبدو ظاهريا ً بأنها مسألة شخصية هي في جوهرها مسألة فكرية وموقف وصراع قد يتأخذ أشكالا ً متعددة ً يتجاوز الحجاب كمظهر وسلوك إلى النظر إليه كسلاح ووسيلة إرهاب تمارسها الجماعة على المجتمع بأسم الدين والدين منها براء.

 

كاتب من العراق 

................

للاطلاع على المقال:

الشاعرة والحجاب .. رد حول مقالة الكاتب علوان حسين (الشاعرة والحجاب) / رسمية محيبس

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1506 السبت 04/09/2010)

 

في المثقف اليوم