تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

الدكتور نزار احمد يشكو عذاباته الى بغداد / قاسم ماضي

من قرون وميض الضوء الذي ذهب عن شعب بأكمله تحت يافطات مذهبية وطائفية على مر الأزمان التي مر بها، المعاناة والتردي والألم يرفضه عبر قصائد مفعمة بالحب والأمل والسلام بالرغم من سماء بغداد التي أضحت سوادا متشحا يغطي كل منافذها التي ألفها عبر حروب وجنرالات تقحم نفسها في كل شاردة وواردة،أليس الشعر يرصد كل التفاصيل اليومية التي تحيط بالشاعر عبر آلية يتبعها الشاعر وهو يقتنص مفرداته اللغوية بإعتبار اللغة وسيلة من وسائل الكتابة لتوصيل ما يدور بخلده، " في ضفاف الحب عصفور أغني / ناصل الألوان وجهي " وهويدور في فلك الابتهاج الذي يحلم به من خلال قصائد تغنى بها وتغنت به، فهو يحاول السير على من سبقوه ومنهم نزار قباني / ومحمود درويش / سميح القاسم / فؤاد كحل / وغيرهم من الشعراء الذين اصبحوا نجوما في عالم الخريطة الشعرية العربية .فظل يصوّر عالم بغداد على نحو ما لأنه بدأ ينهل من رحلاته المكوكية التي جمعت قدرا هائلا من المعلومات .ويمكن الإشارة الذين سبقوه هم ممن تغنوا بأوطانهم وعاشوا معاناة شعوبهم .

 

ليسَ عندي غير صبرٍ يستدل

عن عظامٍ يَلْحفُ المجهول فيها

صخرةً , في المرفىءِ المغفول , يحبو

قربها ضوءٌ وظلُ .

وهم يكرس جهوده بالبحث لتشكيل الصور الشعرية ناجما عن شعوره بالخصوصية والأصالة لمقارنته بأن الثقافة للمجتمعات تبنى على أساس البيئات الحضارية المختلفة التي يتكون منها العالم،والرصيد الفكري لدى أي شاعر يسهم مساهمة فعالة لمرحلة بناء هيمنة القصيدة من خلال تعبئة المواقف الإنسانية التي يحملها عقله وقلبه مما يكسب قصيدته جديته في طرح رؤاه التي تشكل محركا لأهتمامته التي يغلب عليها معايشة الواقع المعاصر لغة وثقافة وعلما، مذاهب ونظريات وآراء، وفي قصيدته و بإعتقاده هو قادر على رص كلماته الشعرية على تحقيق الحياد والموضوعية .

 

إسأليها عن فلولِ النازحينَ

خلفَ أغوارِ المدينهْ

عن دمارٍ حلَّ بينا

وهنا يتساءل ومن خلال مجموعة من التصورات المتشابهة والمتشابكة التي تضعه في حالة تحدي مستمر منطلقا من مقولة ويليام بريانت " الشعر هو ذلك الفن الذي ينتقي رموز الفكرة ويرتبها في أسلوب يثير الخيال بقوة وإبتهاج " وحين تتصاعد موجات الإتهام ضده بإعتباره مناهضا للواقع العراقي من خلال مقالاته السياسية التي تصب في رفع الحيف الذي تعرض له أبناء جلدته نتيجة الإستحواذ على ممتلكات الوطن من قبل المفسدين القادمين مع قوات الأحتلال،فهو يعبر عن واقع الأنا المشكلة مع الشاعر والكاتب السياسي فخياله يومض خطابه الشعري ليكون وراءه قيمة تشكيلية وهو خارج البحث عن اللذة والمال في زمن عزّت فيه الرجال سوى أنصافها المتملقين .

                         

 أسأليها أين بغداد الحزينة

أهي زهرٌ في حديقة

أم رهينة

يذكر أن الشاعر المذكور كان قد شارك في الأمسية الشعرية التي نظمها المركز الثقافي العراقي في واشنطن الى جانب عدد من الشعراء العراقيين وذلك في مستهل تدشين فعاليات المركز الثقافي العراقي .

 

قاسم ماضي – ديترويت   

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1509 الثلاثاء 07/09/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم