قضايا وآراء

إلى وزير التربية القادم / سردار محمد سعيد

ألا هل بلغت اللهم اشهد

كذلك فإني أتكلم من خلفية تربوية عريقة امتدت لأكثر من ثلاثين عاما مدرسا ثم اختصاصيا تربويا ثم مديرا لقسم الإشراف ثم معاونا لمدير عام المناهج ثم مديرا عاما لتربية بغداد الكرخ الأولى  (كالشرطي الذي كان سابقا يتدرج حتى يصبح مامور مركز) وقد أبليت البلاء الحسن علميا على صعيد التأليف والتنقيح والخبرة العلمية، فلا تهمل ما أكتب فإنه نتاج جهود حثيثة وخبرة طويلة وخدمة محمودة، فالبلد ليس بحاجة للسياسيين والإنشاءات اللفظية والمزيد من استعمال حرف السين (سوف وسنعمل وسنقوم وسـ  و ســـــ) وهو بأمس الحاجة للخبرات والتكنوقراط كما يطلق عليهم .

أما إذا قال قائل: نعرف هذا .

فليس المهم أن تعرفه بل المهم أن تطبقة .

أليس الكل يعلم أن الله حق، وليس هذا مهما بقدر أن يطبق الحق، ويعمل بالحق، فمجرد المعرفة لا تعني شيئا !!!!!!!!!!والتذكير مبدأ قرآني وتربوي معلوم .

النصيحة الأولى

سيادة الوزير من كنت وإلى أية جهة تنتسب أرجوك أن تقرأ هذه الحلقات بعناية مبديا أستعدادي للنقاش والحواروقد أغضضت النظر عن التفاصيل الدقيقة والجزئيات فلديك من الخبراء الحقيقين من يستطيع تفصيلها لك فإستعن بهم .

 

النصيحة الثانية

يفترض بك عندما تلج باب وزارتك بل حتى عندما تفكر في إصدار قرار أو أمر أن تكون عراقيا وتنسى انك من الطائفة الفلانية أو الجهة الفلانية

 

النصيحة الثالثة

وتكون قويا لا تمرر وساطة لمن كان رئيس حزب أو قائد جمع أو برلمانيا أو صديقا أو قريبا ولو كان من عائلتك كذلك أن تكون عادلا فالعدل أساس الملك .

 

النصيحة الرابعة

المنظومة التربوية وصلت الحضيض وذلك ما تؤكده التقارير الدولية ويعترف به من له تماس بهذه المنظومة لذا فإليك ما يجب فعله:

 

1 هيكل وزارة التربية

كل بناء في الكون مهما كان  له هيكل وهذا الهيكل يتداعى بمرور الزمن فهل يا ترى لا يزال هيكل وزارة التربية صامدا مع تطور تقنيات العلوم التربوية والإدارية هل هو هيكل متهريء أم مترهل أم ماذا ؟ لذا يفترض المبادرة من الأسبوع الأول أن يجري الإطلاع على هيكلة وزارات التربية في الدول العربية والمتقدمة لأخذ ما يمكن أخذه في المرحلة الحالية

 

2 فلسفة التربية

نحن بأمس الحاجة إلى فلسفة تربوية مكتوبة وموثقة يمكن الرجوع إليها والسير بموجبها ولا يكفي أن نقول: (موجودة هنا بالمخ ، هذا ما قاله لي أحد الفلاسفة الجدد)، فهذا مجرد هراء لأن هذه الفلسفة كما الدستور يجب ان تناقش في مجلس النواب ويصادق عليها من قبل الرئاسات وتنشر في المواقع الرسمية وتكون في كل مدرسة منها نسخة واني أراك ستتعب هنا تعبا يحتاج منك لصبر وجلد لأن هذه الفلسفة ستصطدم بالفلسفات الحزبية والفئوية لذلك لا بد من المتخصصين الذين يعرفون كيفية كتابة مثل هذه النصوص، ولا بد أن أشير إلى أن فلسفة للتربية كانت موجودة على مر العهود السابقة إن كانت ترضي التوجهات الحالية أم لا كلا أو جزءا، إلا أنها كانت موجودة وكل شيء موجود هو أفضل من شيء غير موجود وإن أبسط نتاج فني أو علمي أو أدبي مدروس مهما كانت سلبياته هو أفضل من أفكار تتنازع المخ البشري دون حاصل هي عبث إن لم تصدق على الواقع وتعايشه.

ان الفلسفة التربوية يجن ان تنتبه الى أمرين هامين لا يمكن التغاضي عنهما:

الأول:  أدلجة الفكر التربوي وهو طامة كبرى فإختيار أيديولوجيات مسبقة تستند على المذهب والطائفة وتنطلق منها يعني ايقاع التربية في مازق لا طائل تحته .

الثاني: عسكرة التربية وهو أيضا لا يقل مصيبة عن الأول لكن يمكن التنحي عنه بسهولة وبإختيارات السلطة، فهو جسماني أكثر منه عقلي وفكري ولكن العـَصي  تغيير العقول لا سيما إذا حشيت بالترهات ولم تنزه إلى الأخذ بالمفاهيم  الإنسانية الطابع والتوجه،وهذا واجب تربوي أساس .

ان الفلسفة التربوية يجب ان تتجه الى فكرة ان العملية التي نحن بصددها عملية تربوية وليست تعليمية وهذا سيكون منسجما حتى مع اسم الوزارة فقد كان يوما أسمها وزارة المعارف ثم أصبحت وزارة التربية والتعليم ثم صارت وزارة التربية لكن وللأسف كانت  الفلسفة التربوية في عهود خلت أقرب لمفهوم التربية منه اليوم .

 

3 الأهداف التربوية

إن الفلسفة التربوية تحدد الأهداف التي ينبغي الوصول اليها وبدون وضوح الهدف نكون في متاهات . ماذا نريد من الطالب ؟ ماذا نريد من المنهج المدرسي (ملاحظة مهمة: المنهج ليس الكتاب المدرسي) ؟ ماذا نريد من الكتاب المدرسي ؟ ماذا نريد من المعلم ؟ ماهي الأهداف التربوية العامة ؟ ثم ننتقل بعدها إلى الأهداف التربوية الخاصة (لا أستطيع في مقالة مفتوحة أن أفصل وأكتب الدقائق المطلوبة ويمكنني ذلك لو طلبت)

 

4 قوانين وزارة التربية

لا زالت القوانين المعمول بها هي القوانين السابقة وأحدث قانون (ولا يضحكك  ذلك سيدي الوزير) هو قانون المدارس الثانوية المعدل لعام 1977 لاحظ المعدل ولكن السخرية الحقيقية اننا نعيب على الأنظمة السابقة ولا نزال نعمل بكل قوانينها فإذن نحن أمام أمرين اما لا نعرف كيفية صياغة القوانين التربوية وهو أمر ينم عن جهل وفشل او انها لا تزال صالحة وبذلك فالمفترض أن نعيب على انفسنا على أنه وبصراحة بالغة ليست كل تلك القوانين سيئة كما يراد لها التصور مبعثها كره النظام السابق لماذا؟ لأنها ليست من وضع النظام السابق برمتها فهي حاصل تراث المنظومة التربوية العراقية، وإذا قال أحد العكس فله أن يراجع القوانين السابقة في مختلف العهود وكانت في حينه ملائمة منسجمة مع واقعها.

هناك الكثير مما يسمى بالأنظمة والقرارات جلها بحاجة إلى مراجعة ودراسة .

 

5 المناهج المدرسية

قلنا ان المناهج ليست هي الكتب المدرسية التي اعتاد الناس بتسميتها جزافا بالمناهج ويعد الكتاب  من مفردات المنهج المهمة لكن المنهج يحتوي مفردات أخرى والتي ترتبط جدليا بتحقيق الأهداف فطرق التدريس بوسائل دون غيرها هي منهج ومختلف الوسائل هي أدوات توظف للسير في درب أسمه المنهج فالمنهج هو الطريق والدرب المفضي إلى مايراد الوصول إليه فقد تختلف منهجا ولكننا نصل إلى هدف واحد فما هو المنهج الأسلم للوصول الى الهدف المرجو بسرعة منطقية لتدارك التأخر الذي حصل في المنظومة التربوية ؟

أما الكتاب المدرسي فهو حالة خاصة ومن الملاحظ ان مفردات المنهج العراقي متقدمة جدا وهي مواكبة للدول المتقدمة في المواضيع العلمية وهو أمر حسن وصحيح وقد تيسر لي ان اعمل بهذا الجانب وكانت هناك عادة او عرف ان الكتاب لا يجوز له البقاء على حاله لاكثر من خمس سنوات  لكن وهنا يجدر الإنتباه أن المفردات وإن كانت رفيعة المستوى لكن أسلوب طرح المفردة العلمية لا يزال متخلفا جدا وبمراجعة بسيطة لكتب دول متقدمة سنلاحظ البون الشاسع في أسلوب طرح المفردة العلمية إذ ان الكتب العلمي لا زال يعتمد على ضخ المعلومات الأمر الذي يدفع الطالب والمعلم الى طريقة الحفظ الاصم وما يسمى (بالدرخ) دون ايلاء الجوانب التي تحرك الفكر تحليلا وتركيبا لذا نجد ان نظام الامتحانات ينساق الى ذلك وفي النتيجة يخل بالأهداف التربوية وهنا يعد هذا المنهج التربوي العتيق ما يزال المهيمن والمسيطر، والا كيف نفسر ان الطالب ينسى بعيد الامتحانات المفاهيم والاسس والمباديء العلمية وبهذا الصدد يمكنني ان لا ابالغ فاقول ان اساتذتنا ومعلمينا من الأجيال السابقة  كانوا أكثر تفهما من الأجيال الحالية في هذا الموضوع

مما يلاحظ وهو ما يحدث عند كل امتحان (وهو تقويم) ولفظ امتحان غير دقيق ويسمى في بعض الدول اختبارا وهو اقرب للصحة اقول بعد اي تقويم  غير نمطي (ولو كان في فرع واحد من سؤال) يصيح الطلبة وأولياء امورهم – الأسئلة خارجية – تم اختراع هذا المصطلح في سنوات قريبة .

اما الكتب التي تسمى إنسانية مثل التاريخ والأدب واللغات (هذاه التسمية غريبة عجيبة) لأن العلوم لا تقل عنها انسانية بدليل انك تخرج بمظاهرة  تطالب بالكهرباء والماء وبسيارة نقل لكنك لا تطالب بقصيدة فمن هو اكثر إنسانية لكن لا أغمط حق هذه العلوم لأن النفس بحاجة لها لا سيما إذا وفر لك العلم إنسانيته .في هذه الكتب ويعينك الله ياوزير التربية ويعين حكومتك لانك ستصطدم بالعقول التي تريد إسباغ التاريخ صفات معينة محددة وقد تكون ضيقة الرؤى .

 

هنا لدي الأقتراحات التالية:

أ – بالله أجيبوني بصراحة من يفهم الدين ومدلولاته وعمقه بل يفهموا القرآن الكريم ويحفظه الطلبة الذين درسوا التربية الإسلامية مع اللغة العربية كدرس واحد ام الطلبة الذين يدرسون التربية الاسلامية كدرس منفصل عن اللغة العربية كما هو الحال اليوم ؟ اذن اين يكمن الخلل ؟ الخلل في المنهج الذي يقوم عليه التدريس والتقويم . لذا المطلوب أن يصار إلى دمج اللغة العربية مع التربية الإسلامية في الصفوف العلمية وملاحظة طرق التدريس على ان يكون المزج غير مخل بالتفكر الديني بما يلزم فهو ليس بتخصص ويفصل في الفروع الاخرى – راجع تنويع التعليم قبل الرد - .

ب- ان تطرح المفردات العامة وليست الخاصة والخصوصيات سيتلقاها الطالب من جهات معرفية اخرى،

 

أمثلة اضطرارية

في التاريخ لا يهم الطالب معرفة هل الدولة الفلانية او الامبراطورية الفلانية مؤمنة ام كافرة او الحاكم الفلاني كان كذا وكذا وهو ما سيعرفه الطالب ان اراد ذلك مستقبلا فنحن وانت ربما ايها القاريء لم يحدثك معلم او كتاب التاريخ عن شيء من هذا لكن قناعاتك حصلت عليها من مصادرك الخاصة وهذا هو منطق العملية التربوية

مثلا يجوز ان نتطرق الى تكوّن الإمبراطوريات الوراثية .

في الأدب لا داعي لأن أكتب عن شعر شاعر يثير الطائفية، ومثلا يمكن القول ان من الخلفاء من كان يقول الشعردون التوغل في خصوصيات لا فائدة منها ويستطيع الطالب معرفتها فيما يجيء من الأيام.

يمكن ان نعلم الطالب كيفية التلذذ بالشعر وكيف يتحسس بالصورة الشعرية  وكيف يتحسس بالجمال أيا كان مصدره وليس ان يحفظ عشرة ابيات ليجيب عنها في الامتحان .

من المهم معالجة مناهج رياض الأطفال وإيلائها أهمية في تعليم اللغة الأجنبية بإساليب حديثة كما أنه من الضروري التركيز على الرياضة والرسم والموسيقى التي تكسب الأطفال ذوقا رفيعا وعدم تلقينهم أو تعليمهم أية فعاليات من النوع المعهود بلة أن يكون من مختارات الشعر الراقي والكلام الذي لا يغرس في نفوسهم أي مؤشرات توحي بحب الذات والبطولات الدونكيشوتية والتهيئة لمعارك المصير أو تمجيد الأشخاص والرموز بل الإيحاء بحب الغير والإنسانية عامة كما يفترض القضاء على الرقصات السخيفة التي تعتمد على هز الأيدي يمينا ويسارا وهم ينشدون أسخف الأغاني ويكفينا يابط يابط إسبح بالشط و أنا جندي عربي بندقيتي في يدي تا تا تي كما أن ذلك ينطبق على التعليم الإبتدائي لا سيما في مراحله الأولى فلينس الطلبة يا أمنا كفي الدموعا وانتظري لي الرجوعا فإن ذهبت شهيدا نادي فتوة للجهاد نادي نادي نادي هيه – عجيب متى تكف الأم العراقية عن الدموع ؟

على أن هذا لا يعني إهمال الجانب الوطني وإشاعة حب الوطن والدفاع عنه إذا إقتضى الأمر ولكن بصيغة أخرى لا تؤسس إلى حب القتل وسفك الدماء إعتباطا .

من أزمة المناهج اليوم هو إعتبار درس الرياضة والرسم من الدروس الثانوية والحقيقة هي دروس أساسية فلا تترك لمعلمين آخرين استغلالها في إكمال المادة المطلوبة ويبقى معلم الرياضة أو الرسم مجرد مساعد يعين مدير المدرسة في إداء المتطلبات الكتابية الإدارية .

ان المنهج هو برنامج للعمل ويحتاج الى عملية تقويمية لمعرفة نجاعته من عدمها علما ان عملية التقويم المهملة حاليا في العراق لا يمكن الإستغناء عنها في البرامج وعمل الإختصاصيين التربويين وفي الإدارت وفي معرفة الطريق السوي لبلوغ الأهداف المرسومة لا بل حتى معرفة مدى نجاعة الهدف نفسه .

 

6الامتحانات

ما يسمى بالامتحانات او الاختبارات عملية تقويمية وغايتها قياس ما الم به الطالب من معلومات يسخرها ويوظفها لخدمة مجتمعه ونفسه وليس ما حفظه منها ويعد النظام الحالي سيئا وقاسيا ولا يفصح عما هو مطلوب منه، ولا يزال التقويم الوحيد للطالب في العراق هو الإمتحان وهذا أمر يهمل الجوانب المعرفية والإنسانية ولا يقيس سوى  مقدار التحصيل الدراسي من خلال الإمتحانات .

من الملاحظات المهمة ان الإمتحانات كوسيلة وحيدة للقياس لا تظهر نجاعة الكتاب المدرسي ولا نجاعة المنهاج عموما .

ا: طرق صياغة الأسئلة

وهي طرق بدائية ونمطية وأصبحت كما لو أنها مقدسة فالسؤال  بصيغة – عدد واشرح واحد منها – مشهور حتى عند اجدادنا .

نمط جدولة الأسئلة أيضا مقدس وهو – أجب عن خمسة أسئلة – لأن الأسئلة عددها دوما ستة وهي دوما من فرعين في السؤال الواحد . وكذلك فإن هذه الفروع الأول مسألة رياضية والثاني غير رياضي، وسبق ان حاول أحد واضعي أسئلة الفيزياء تغيير نمطها فقلبت الدنيا على رأسه  .

ان وجود نمط واحد متكرر يدعو الطالب مسبقا الى وضع نصب عينيه  قياسات معينة وكأنه ذاهب لشراء قميص أو سراويل وليس أمام عملية فكرية .

 

ب طرق القياس

هناك مستويات معروفة عالميا تسمى مستويات - بلوم - هذه المستويات غير متحقق  منها سوى الأجزاء الدنيا اما التركيب والتحليل  وهي المستويات المطلوبة للنهوض بالدول عندنا تساوي صفرا نعم اؤكد صفرا في اعلى تقديروذلك كله عائد الى الخطل في الفلسفة التربوية وعدم وضوح الهدف وخطل المنهج التربوي .

ان الأسئلة التي تطرح على الطلبة لنمطيتها  وتكرار صيغها وأساليبها جعل المدرس النبه يحدس ما سيطرح في الإمتحانات العامة، وبذلك ظهر ما يسمى بالمرشحات من الأسئلة ويصيب المعلم في أحيان كثيرة وهذا يزيد من وارد المعلم في التدريس الخاص.

إن انجح وسيلة للتخلص من التدريس الخصوصي بشكله الفوضوي الحالي هو تغيير نمط الأسئلة والإمتحانات سنويا .

كذلك فان الدرجات الموضوعة للقياس ولكل المواد الدراسية بالحد الأعلى والأدنى نفسه للطلبة الممتحنين في الفروع المختلفة .

 

7 تنويع التعليم

المعروف ان هناك فرعان يحق للطالب إختيار أحدهما وهما الفرع الأدبي والفرع العلمي، وهذا النظام نظام متخلف إذ قنن وحدد مواهب الطلبة ولم يفصح عنها بشكل سليم كما أنه ذو صلة وثيقة بنظام الإمتحانات، كيف ؟

المشروع سبق وأن درس وصيغ بشكل نهائي لكنه أوجل وعد مشروعا مستقبليا . اليوم قد آن أوانه:

 

وأقترح الآتي

يقسم الفرع العلمي إلى قسمين الفرع العلمي هندسي رياضي

الفرع العلمي طبي كيمياوي

يقسم الفرع الأدبي إلى ثلاثة أقسام

الفرع الأدبي اسلامي لغة عربية لغة انكليزية

الفرع الأدبي  اجتماع وفلسفة  واقتصاد وتاريخ

الفرع الأدبي   الفني رسم ورياضة وموسيقى

هناك تفاصيل كثيرة جدا تخص هذا التقسيم من حصص المواد المقررة الى نوعية تلك المواد الى طرق القياس ولكن يمكن اعطاء بعض الملاحظات:

تقسم حصص الفرع الواحد إلى أساسية وجذع مشترك وثانوية

تكون درجة المواد الأساسية بمعيارية مئة بالمئة

تكون درجة الجذع المشترك بمعيارية اربعين بالمئة

تكون درجة المواد الثانوية بمعيارية عشرين بالمئة

مثال في الفرع الإسلامي واللغوي يكون درس التربية الإسلامية أساسي فتكون درجته من مئة بينما درس الأقتصاد  من الجذع المشترك فتكون درجته من أربعين في حين تكون مادة الفيزياء من الدروس الثانوية في هذا الفرع فتكون درجته من عشرين وبالعكس بالنسبة للفرع العلمي فالفيزياء او الرياضيات درس اساس فتكون درجته من مئة بينما التربية الأسلامية تكون درسا ثانويا فتقاس بمعيارية عشرين بالمئة وهذا مثال لكن بجلوس خبراء تربويين حقيقيين من الكفايات المشهود لهم في تخصصات تربوية مختلفة منها القياس والتقويم من حملة الشهادات غير المزورة وممن تخرج في جامعات مرموقة ويحملون درجات علمية مرموقة فسيتحاورون ويصلون الى نتائج في صالح العملية التربوية التي هي من صلب تخصصاتهم

 

8 الأبنية المدرسية

علينا الإعتراف بشجاعة ان ما هدم من مدارس وما تلاعب به المقاولون وأكلة السحت الحرام يعد كارثة إنسانية فالجميع يعرف ان هناك مدارس طينية ومدارس صرائفية ان صح التعبير واخرى ايلة للسقوط فضلا عن انعدام ابسط الوسائل ليس الترفيهية مثل الكافتيريا لا سمح الله بل بيوت الراحة (التواليتات) وعدم توافر الماء للشرب ولا لغسل الـــ.... ولا وجود للكهرباء ولكن الحق يقال ان وسائل التهوية متوافرة بشكل رائع فالزجاج مهشم والريح مستريح يدخل ويخرج متى شاء .

 

إقتراح مهم

تأسيس شركة خاصة بوزارة التربية تسمى شركة الأبنية المدرسية يمكن الماهمة برأس مالها المواطنون ولا يحق لهم التدخل فيها أبدا لا من قريب أو بعيد

يعمد إلى قانونيين وخبراء لكتابة دستورها وقوانينها بحيث لا تسمح لأي كان في التدخل بشؤونها

تحال جميع المقاولات الخاصة بالأبنية المدرسية إليها ولا يعطى لأي مقاول أو جهة مدنية أي جزء من أعمالها

وعلى هذا فالشركة هذه لها فروعها في المحافظات ولها عمالها من مختلف التخصصات ولها مهندسيها أيضا

تزود ثانويات الصناعة في المحافظات بورش حدادة ونجارة تعمل على انتاج الأبواب والشبابيك والأثاث المدرسي وبذلك نوفر للطالب المهني فرصة التعلم وإكتساب الخبرة كما يتم من جهة أخرى إثابة الطلبة وأساتذتهم ماديا إذا عملوا خارج أوقات الدوام بالورش نفسها

سيتم تقليص البطالة في المحافظات عن طريق ضم أعداد كبيرة من العاملين لهذه الشركة وليس تحت رحمة المقاولين

عمل يانصيب إنشاء المدارس أسوة بيانصيب انشاء المستشفيات ويضم وارده للشركة وهناك تفصيلات أخرى يمكن التحدث عنها .

 

9 التخطيط التربوي

يوجد ما يسمى بقسم التخطيط التربوي لكنه غير مفعل، كيف يفعل ؟

لابد من علاقة وطيدة بين وزارة التربية ووزارة التخطيط ووزارة التعليم العالي، وبحسابات دقيقة يصار إلى معرفة حاجة وزارة التربية لعدد المعلمين والكوادر المساندة على مدى خطة مثلا خمسية، الحسابات الدقيقة تنطلق من جرد للحاجة من المديريات العامة ويحاسب عليها في حالة التزويد بمعلومات غير دقيقة .

على سبيل المثال هناك فائض في عدد معلمي مادة معينة في المدرسة الواحدة فقد وجدت عام 2004 عندما كنت مديرا عاما لتربية الكرخ ان أكثر من مدرسة فيها 7 معلمات لمادة الجغرافية في حين أن معلمة واحدة تفي بالغرض وهذه بطالة مقنعة وهدر للمال بينما لايوجد معلمين لمواد أخرى وفيها شواغر .

اذا كان هناك تخيط مع وزارة التعليم العالي في أعداد المقبولين في الفروع المختلفة، كذلك التعاقد بين الطلبة ووزارة التربية مع الكليات التربوية لغرض تعيينهم على وفق المطلوب الذي حصر بعملية التخطيط هو الوسيلة الناجحة .

كذلك ان وزارة التربية غير ملزمة بتعيين الخريجين من الكليات المختلفة النهارية والمسائية بل من الكليات التربوية حصرا تجعل الطلبة على بينة من اختيار الفرع المناسب والتخصص المناسب مسبقا ولا يقال بعدئذ لماذا درسنا ولماذا تعبنا ولماذا صرف علينا من المال والوقت الشيء الكثير .

سيبقى ذلك على عاتق الطالب والدولة وليس على عاتق وزارة التربية .

ان العلاقة يفترض ان تكون وثيقة مع وزارة التعليم العالي في التخطيط لدعم الكليات التربوية المتخصصة بتخريج المعلمين، وأرى ان دار المعلمين العالية هو الأنسب لذلك إسما ومعنى، ويبادر الى التركيز على مواد طرق التدريس والقياس والتقويم وعلم النفس – الطفل – المراهقة - ...الخ .

أن يصار إلى معرفة حاجة كل محافظة ناحية ناحية وقرية قرية وتعطى الأفضلية في القبول والتعيين لسكان المنطقة ذاتها وهذا يقلل من مشكلة تعيين الإناث في مناطق بعيدة عن سكناهم  .

هذا غيض من فيض دون التفصيلات الدقيقة كما ذكرت سالفا وهي بعشرات الألوف، فهل ستكون مستعدا لهذا أم أنك ستكون يدا لتوقيع الأوامر الإدارية وحسب ؟

 

شكرا أستاذي مع أطيب التحيات .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1524 الاربعاء 22/09/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم