قضايا وآراء

مراحل النمو التعبيري في رسوم الأطفال قبل المرحلة الابتدائية

انما احساسا بشعور التملك ومسك الأشياء اولا ثم لذة الرسم واندهاشه بألوانه وخطوطه.والقيامبحركات تنتج عنها خطوط مضطربة مشوشة بعيدة عن الانسجام، الا ان الطفل يقوم بذلك ويجد فيه الكثير من اللذة، وهو في عمله هذا انما يشبع دافعا فطريا لحب الحركة والنشاط.ولاتلبث هذه الخطوط التي تفتقر الى النظام والاتساق ان تميل الى الانتظام فتبدو في اشكال متموجة او دائرية ثم تتميز اتجاهاتها فتصبح خطوطا مستقيمة ومنحنية ومتكسرة،ويستمر الاطفال في اخرؤاج هذه الأشكال حتى سن الثالثة، ويبدو انهم بتلك الخطوط لا يعبرون عن فكرة خاصة او شيء معين. وبعد ذلك ينزع الطفل الى ان  يجعل من رسومه اشياء معبرة  عن افكار تدور في ذهنه.   فيطلق على هذه الخطوط المبهمة اسماء من خياله فيسمي هذا بابا وهذه ماما وهذ ا بيتنا . ويتدرج من هذه المرحلة الى مرحلة يحدد فيها اسم الشيء المراد رسمه، فيقول لك الطفل انه سيرسم كرة او صندوقا، وكثيرا ما يعود الطفل الى اعطاء اسم جديد للشيء الذي رسمه في البداية واعطاء اسما خاصا..

في المرحلة الر ابعة يدخل الطفل مرحلة مهمة في التعبير بالرسم ذلك انه يتخذ من الرسم وسيلة للتعبير عن شيء اتخذ وضعا اكثر وضوحا في ذهنه وتسمى رسومه في هذه المرحلة بالرسوم الاصطلاحية..  وتبدأ هذه الرسوم عادة برسم جسم الانسان فيدل الطفل على رأس الانسان بدائرة، وعلى الجذع بشكل مستطيل او بيضوي يخرج منه خطان يمثلان الساقين وآخران يمثلان القدمين، وقد يرسم الهيكل العام للصورة في وضع رأسي، ويدلل الطفل على الاصابع بعدد الخطوط، ليس من الضروري فيها ان تطابق العدد الصحيح لأصابع الانسان..ويأخذ الطفل في محاولة رسم الكثير من الاشياء التي تقع تحت حسه في المنزل او المدرسة او المناظر الطبيعية  ويكون رسمه في هذه المرحلة بسيطا حرا بعيدا عن الخضوع لقواعد الفن واصوله ولافرق في ذلك بين البنت والولد وهم بذلك لا يعبرون بالرسم كما تعبر عن الواقع بل انهم يعبرون عما يجيش في صدورهم، ولذا كانت رسومهم وسيلة لفهم نفسياتهم .كما انهم لا يهتمون بالنسب والمقاييس والاوضاع الصحيحة،فنجد طفلا يرسم اباه بسبعة اصابع او يرسم اخته ورأسها خال من الشعر والفم،وقد يرسم احد الذراعين اطول من الآخر لأنه يرسم احدى اليدين وهي تحاول اقتطاف ثمرة او الامساك بشيء على الارض، ولذلك فهو يمدها ليحقق الغرض الذي يريده بصرف النظر عن حقيقة تساوي الذراعين عند الانسان.وفي الخامسة نجد ان خيال الطفل يزداد خصوبة ويميل الى رسم الصور الذهنية الغنية بالألوان والاشكال، ذلك انه يحب سماع القصص ويطالب دائما بدقة الوصف لشيء او حادث ما، وهو يتابع بخياله فيرسم صورا ذهنية حية لكل ما يقص عليه من قصص .وعلى المربي ابا او اما او اخا في هذه المرحلة ان يستفيد من هذه الظاهرة في تعليم الرسم فيثير خيال الطفل بالقصص الخرافية وان يتوخى جمال الاسلوب وان يلقي القصة بشكل جذاب مما يدفع الطفل الى التعبير عنها بالرسم. وسيجد من الاطفال اقبالا كبيرا على رسم الصور التي تستند الى هذه القصص الجذابة، وسوف يعبر كل طفل عن القصة بالصورة التي تطابق خياله وتوافق تصوره الخاص لها ويعبر عن الناحية التي تستهويه اكثر من غيرها وتكون اعمق اثرا في نفسه، ومن الافضل عدم التدخل في هذه المرحلة برسومات الطفل انما يقتصر على التوجيه والاشراف. وعندما يدخل الطفل في مرحلته السادسة او السابعة اي مرحلة الصف الاول الابتدائي يدخل مرحلة تنمو فيها شخصيتهوتستقر .وتبدو عنده زيادة العناية بالمحسوسات ومحاولة فهمها، وتبدو في رسومه النزعة الى التعبير عن التفاصيل كتحديد اصابع اليد وادراك النسب وتحري الدقة في ادائها .في هذه المرحلة يبدأ دور المعلم في ان يختار للتلاميذ النتماذج السهلة الشيقة ذات الالوان الجذابة ليجعل منها موضوعات للرسم عن الطبيعة ..كما تتاح للمعلم فرصة ترقية ذوق التلاميذ وتهذيب ادراكهم للألوان بلفت انظارهم لها وتوجيهها الى ما في الطبيعة من جمال ..  

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1531 الخميس 30/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم