قضايا وآراء

المثقف الذي ... / عبده حقي

وهذه الثقافة على إختلاف تجلياتها الفكرية والأدبية والفنية والأنتربولوجية هل إستطاعت أن تنسج لنا دثارا على مقاس هوية مغربية بخصوصية متفردة في صيغة جمعها ومتعددة في صيغة تفردها ...

إن دورالمثقف العربي عموما قد إنكبح حينما إنورط في رحى المكرالسياسي .. مكرهو عنوان لسياسة عربية لم تنضج لتنتج تصورها الحداثي ضمن مشروع عقلاني، بل كانت دائما سياسة تحلق بالأرض كمنطاد للنزهة الفضائية بدل أن تمشي على الأرض ... وباعتبارالمثقف كائنا مقيما أبدا في مدينة الرفض وباعتباره كائنا مؤهلا مبدئيا ليفاوض الواقع الجاهزمن أجل القبض على الواقع الممكن فقد تمكنت آلة السياسة العربية من تدجينه في مختبرهدنة كاذبة تحتمل العديد من اليافطات تارة بمسلسلات ديموقراطية وتارة من مبدئ الحفاظ على الإستقرارأولا وتارة خضوعا لإجبارية حالة طوارئ معمرة وتارة من واجب إلتحام القمة بالقاعدة ضد خصم مفترض ... هذا المثقف ماجدوى وجوده إذا كان فاقدا من جانبه لتصورمكتمل وشامل عن دوره .. هوتصوربمثابة خطة طريق لتنمية ثقافية تسهم في تعضيد الجبهة الداخلية الوطنية ضد كل مناورات الإختراق الهادفة إلى تقويض مقومات هويتنا المغربية بكل فسيفسائها الإجتماعي والتاريخي إلخ...

وتحضرني بالمناسبة حكاية ذلك المثقف (الثوري) المغربي وخلاصة الحكاية أن صاحبنا قد تقدم للإنتخابات البرلمانية في مقاطعة سكنية لم يكن يعلم بوجودها خلف فيلاته.. وفي أولى جولاته الإستطلاعية والتفقدية بها صرح لإحدى القنوات التلفزية (بلاما يحشم) أن دهشته كانت أشد من دهشة الميت حين يستفيق، إذ لم يدرفي فكره العلمي وخياله الإبداعي أن المقاطعة السكنية التي لاتبعد سوى عشرات الأمتارعن (برجه) العالي هي تجمع من البناء العشوائي الذي يطفوعلى مستنقع المياه العادمة وهذا الحي الخلفي هوبمثابة برميل بارود يفرخ الأجنة الملفوفة في قماطات الأحزمة الناسفة ... إنها صورة مثقف مغربي لم تسكن ثقافته أرض المغرب التي يمشي عليها ويأكل منها ولهذا السبب نهضت المدن التي نظرلها في أبحاثه العلمية الإجتماعية وأثث بها أمكنته الروائية نهضت على تربة لاتصلح عليها حدائق الأمل الممكن ...

وإذن مالون هذا الوجه حتى لانقول هذا القناع الذي يحمله هذا المثقف المغربي (الثوري) الذي يقلب طاولات الحوارفي وجه فيصل القاسم في برنامج الإتجاه المعاكس ضدا على السياسات الثقافية في الوطن العربي علما أنه قد تم تعيينه بمرسوم السيد رئيس الدولة في وزارة الثقافة وأخيرا ألا يمكن أن نحلم بتطورالمشهد الثقافي العربي لورفعت الحكومات العربية يدها عن وزارات الثقافة ووزارات الإعلام مثلما هوالحال في الدول الديموقراطية المتقدمة !!؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1556 الاثنين 25/10/2010)

 

في المثقف اليوم