قضايا وآراء

أضاءات في نصوص النهج

شغفت بقراءة ما سطره يراع الفرح المؤجل، فتحت انتظار كلمات عشقت الخير وناجت صاحب المسكون بالفقراء والجلال والنزف والالق ....

فارس الازمنة كلها

 صديق المعذبين والمتعبين

 وفجر العقول والحب

 من بوابة مشرعة للسهل الممتنع ابتدأ نوفل ابو رغيف كتابه (مستويات الجمالية في نهج البلاغة). حيث يأخذ ما يقوله الامام علي كرم الله وجهة " ولا يعرف ما أقول الامن ضرب في هذه الصناعة بحق، وجرى فيها على عرق. (وما يعقلها الاالعالمون) ولايعي حديثنا الا صدور امينة واحلام رزينة "

 

وفي ما تناوله الكاتب عن نهج يستحق للتأريخ ان يقف عند اسطره ويقال عنه انه ايقونة العصور والياذة التاريخ الانساني .... بما يحمله من مادة كرست الوصف والغور في خصوصيات النفس البشرية والعلوم الالهية مما حدا بالباحث ان يأخذ دراسته عن نهج البلاغة   بجانبين : -

1-   الخصوصية لنهج البلاغة .. وما قد تحقق فيه من تكريس لقيم اخلاقية وانسانية واسلامية وعقائدية .

2-   المستوى الشعري والجمالي والمكتشف عن تلك المستويات والمدارس الادبية الحداثوية . منهج البلاغة  خاض في نتيجة وعي الذات لما فيه من إمكانات، وثقته بالتالي بقدرة هذه الإمكانات على تحقيق التطلعات.إذا وعي الذات بداية كل معرفة، وفائدة الجدل ناشئة من قدرته على تنبه الفكر بذاته، هذا بالإضافة إلى أن المقارنة التي تتم في الجدل تبين مراحل التفكير الثلاث..

 مرحلة الرؤية المبسطة، حيث يبصر الإنسان ـ جانبا واحدا وجامدا من الأشياء ـ ثم   مرحلة الرؤية المركبة ـ حيث يكشف الإنسان وجود جوانب جديدة للأشياء يعتقد بأنها متناقضة كليا لرؤيته الأولية ـ ثم مرحلة الرؤية المحللة وعند الامام علي النص يُولد متكاملاً، في تأديته الوظيفية الخاصة به، رغم أنه يُبرهن ـ في حالات ثانية ـ عن جدارات أسلوبية.

لكنّ علياً عليه السّلام لم يكن (رغم ما أُوتي من مَيلٍ للدُّعابة ـ أحياناً) راغباً بأن يبتعد عن رسالته لحظة.

.فطغت الجديّة التي كانت من وَقْر المسؤولية الثابت فالنص عنده.. هو الفكرة والأداة معاً، هو المضمون والشكل، في اتّحادهما المتبادَلِ الإغناء، في إعطاء دلالات مؤكدة، كان الإمام عليّ يُظهر نفسه فيها من جانب، ويُحمّلها الطاقة التوصيلية (للوصول إلى الآخرين) من جانب آخر.

ويتضافر الجانبان في العملية الواحدة، التي تُكرّس صدق القضية، وتهيئ الآخرين للتجاوب مع الصدق.«فالنص ـ في نهج البلاغة ـ ليس قطعة بلاغية ذات جمال مجرد، بل هو وظيفة مُتقَنة، إنه ثمرة التزاوج الطبيعي بين البلاغة والأفكار»، والذي ترتّب عليه إنجاب أفكار جديدة، واستحداثات لغوية وبيانية جديدة.

ومما انبثق عن الشعرية النصية استنبطت الانظمة والخصائص التي شكلت قراءة النصوص واستدعت تسجيل دائرة تركيبة تفصلت عنها نوعية اللغة ما بين الحقيقي والمجازي والتناصات او الاقتباسات القرأنية من هنا اخذ الامام لنصوصه البلاغية استنادات على الايات الكريمة من القول الحكيم كجزء منه او تعضيد او شاهد لتعزيز المعنى كما وان الغريب من المفردة والنادر في المعجم صاغت تراكيب واقيسة دلت لعموم معجم النهج .

من ناحية اخرى جاء استعمال التكرار في المضامين والافكار والصور والعبارات ليركز عل قابيلية المادة الانسانية

ان النص النهجي تلخص بأنه واسع الثقافة مأخوذ بفكرة العالم الانساني المنشد للعدالة والحيادية .... فيما اخذت الخطوات الاولى لتأسيس دولة مساواة عل اساس التحرر من الذاتية كي لا تفسد الانسانية، ومن شديد ما يلفت النظر للقارئ في ادب النهج هو دوام صلة الدين بالعلم وهي ما تضمنته الصفحات من مساءل العقيدة تطرق سطور الصوص والتيولوجية والميتافيزيقية والوصفية او الواقعية بأعتبارها حالات يمر بها عقل الجماعات االبشرية وبهذه المذاهب اتصل النهج بالحياة الروحية والعقلية كما يتصل بالطبيعة والحياة المادية .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1096  الخميس 02/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم