قضايا وآراء

هموم الثقافة ....ام هموم المثقفين

(مع ان السياسي اقل ابداعاً بكثير من الفنان) واعتقد ان المطالبة بأنٍصاف الثقافة من خلال الرزمة الشهرية وباقي تلك الأستحقاقات (والتي لا اعرف من يحددها وقيمتها) سوف تنتعش الثقافة العراقية وسوف تنتج لنا (مئة عام من العزلة)ولكن بالنسخة العراقية كما قال القاص الكبير ...... قبل اكثر من عشرين سنة اعطوني الة كاتبة وسكرتيرة وخمس سنوات وسوف اعطيكم رواية بمستوى مئة عام من العزلة !!! وانا شخصيا لا زلت انتظر لحد الان , وهنا أود ان اطرح سؤالا اعتقد انه ليس مهما ان كل المثقفين العراقيين الذي غادروا الوطن وحصلوا على ما حصلوا عليه من جنسيات ليس من السهل التخلي عنها وكل الأمتيازات كونهم مواطنين تلك الدول لم نجد منُجز بمستواهم او بمستوى العراق (بكل تاريخه)؟!صحيح ان البعض ظل محافظاً على مستواه مع اضافة ثقافات جديدة ولغة جديدة وأغناء التجربة الشخصية ...الخ ولكن بالمقابل كل الأبداع المترسخ في العقلية العراقية والعربية هو أبداع من صميم الشارع العراقي ومن هموم الوطن التي اجاد المثقف العراقي التعبير عنها على الرغم من انه لم يستمتع بجميلات أوربا او بشواطئ سدني .... ولتحديد نقاط مهمة يجب التعاطي وبموضوعية لأستقراء المشهد الثقافي العراقي من خلال :   

1 – مثقفو العودة سواء كانت محمودة ام لا وهم أساتذتنا الكبار والذين لهم حصة الاسد اينما حلوا وارتحلوا في المناصب او الوضائف كذلك في المواقع الألكترونية والصحف الحزبية منها او المستقلة ولأنهم (اسماء وعلاقات اغلبها قديمة ) وايضا لهم حقوق منها تعرفونها ومنها لا تعرفونها كونكم (ما شفتوا شي) ولكونهم حملوا هموم الوطن الى اصقاع الارض ورجعوا بجنسيات تتيح لهم التنقل بسهولة بين البلدان التي يعاني فيها المواطن العراقي الأمرين لانه عراقي كذلك رجعوا الى ارض الوطن سالمين بمجموعة أوراق ليس باللغة العربية طبعا وبعض الأفلام الوثائقية والتي أنُتجت مع نخبة من اشباه الفنانين في بلدانهم والذين يصدروهم لنا على اساس انه تعاون فني مع بعض الفنانيين العالميين ...ولأنهم رجعوا الى ارض الوطن فيجب ان تكون عودتهم محمودة وتليق بمستواهم وان يأخذوا مكانهم الذي يليق بهم وبلغتهم الجديدة وألاسماء كثير هل نذكر بعض ألاسماء لكي نفتح باب جهنم طبعا لا.  

2- المثقفين المظلومين (هم يقولون هذا ليس انا)هم المثقفين الذين لم تطئ اقدامهم ما وراء الحدود الموغلون في المحلية والذين تحملوا كل الذي مر بالعراق بكل أنواعه وأشكاله ولا زالوا يتبادلون صور الشقراوات وفي افضل الاحوال الدخول على بعض مواقع ألأنترنت او النظر من بعيد الى مجندات جيش الملائكة التي توزع الديمقراطية على المجتمعات المحرومة ولكن على طريقتهم هم وقادتهم ومخططاتهم وليس على ما تحتاجه تلك المجتمعات ... وهولاء المظلومين (المثقفين طبعا) يجب ان يأخذوا مكانهم ووضعهم الذي يستحقون والذي تنص عليه كل الشرائع السماوية وحتى القوانين الوضعية ... كونهم عانوا جميع الظروف من طاغية وحصار وحروب وأخيرا احتلال(اقصد تحرير وديمقراطية وجنة عرضها ...) وليس من المعقول ان تستمر معاناتهم ومظلوميتهم بين الدكتاتورية والديمقراطية هل ممكن ان يتوحد هذان المفهومان في آن !!! والا متى يأخذوا نصيبهم من (لا اعرف من منّ) اذا ما عرفنا ان الحديث دائما وأبدا للخارج بمبدعيه وسياسيه وعودتهم الميمونة , اما امير المكاميع ومن لف لفيفه فلهم الديمقراطية وحرية الكتابة وانتقاد أداء الحكومة دون اي اعتقال او سجن كذلك لكم ان تتحدثوا في اي موضوع تختارونه لا محظورات اما الديمقراطية وكشف اي سارق او لص او مرتشي وبأي منصب كان وأثبتوا عراقيتكم ووطنيتكم ولأنكم لا تستطيعوا ان تحددوا السارق من سواه ولأننا نمتلك الرؤى والعقلية العلمية وايضا نستطيع ان نعبر عن هذه الحالة وغيرها بأكثر من لغة كذلك لم تنعم عليكم السماء بركوب الطائرة والتي تقربكم كثيراً منها انت لم تقترب من السماء فكيف تستطيع ان تحدد افعال الأخرين فانت دائما تحت هل تعرف ماذا تعني كلمة تحت في الارض فلا تذهب بعيدا في احلامك وان تكف عن اسقاط همومك على الثقافة العراقية لانها بخير والف خير وكونها لا تعتمد على اي اسم مهما كبر ولا على اي مجموعة والتي طالما نراها تجامل بعضها البعض مواقع الشبكة او في بعض الصحف ومع وجود مفرادت بينهم (شيفرة) كونهم من اصدقاء قداما والتي طالما اشعرتني بال........!

لكل هولاء اقول دع مُنجزك هو الذي يصرخ بوجوههم ويحدد اين انت منهم وامن ديمقراطيتهم حينها سيأتون اليك ولتثبت انك تستحق اكثر مما طلبته وتطلبه وان ركوب الطائرة والجنسية الاجنبية ليست المقياس ألأمثل لأنسانيتنا.

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

 27-5-2009

في المثقف اليوم