قضايا وآراء

"?هبطوا مِصرًا" أو مِص?ـرَ

و?لمثل على سلطة ?لطاغوت وقومها ?ليوم هو فى سلطة وشعوب ?لبلاد ?لشامية جميعها وكذلك سلطة وشعوب أسيا وأفريقيا وأمريكا ?لجنوبية.

 

فى كتاب ?للَّه ?لقرءان وفى سورة ?لبقرة ?لشاهد على هذا ?لمفهوم:

 "وإذ قلنا ?دخلواْ هـ?ذه ?لقرية فكلواْ منها حيث شئتم رغدًا و?دخلواْ ?لباب سجّدًا وقولواْ حِطَّةُُ نَّغفر لكمـ خطـ?يـ?كم وسنزيد ?لمحسنين (58) فبدّل ?لّذين ظلمواْ قولًا غير ?لّذى قيل لهمـ فأنزلنا عَلَى ?لَّذين ظلمواْ رجـ?زًا مِّن ?لسّمآء بما كانواْ يفسقون (59)".

?ختار ?للّه لهم قرية. أى بلد يقرى ?لغريب ويفتح له باب إقامة وسكن وعمل. و?سم قرية هو لمجتمع يحكمه ميثاق (ديمقراطى) بين أهلها. وطلب أن يدخلوا ?لباب سجّدًا ويكونواْ من أهلها. و?لباب قوة فتح ونشر فقيّد دخولهم بخضوعهم  للميثاق (سجّدًا). لآ أن يكون دخولهم بابها غزاة ومحتلين. بل دخول مهاجرين محسنين.

وطلب ?للّه منهم أن يقولواْ حِطةُ ُ. فما هو قول ?لحِطّة ليغفر لهم خطـ?يـ?هم؟

هو ?لاعتراف بـ?لخطأ وكلّ عمل سو?ءٍ وأن يكون عملهم ?لإحسان بين ?لنّاس. وقد فصل ?للَّه ?لقول فى سورة ?لاعراف ?لأيات ( 159-171 ). وبيّن عمل ?لطرفين ?لمحسنون منهم و?لظالمون ?لَّذين يعملون ?لسو?ء ويفسقون.

ه?ذه أشراط دخول ?لقرية للمهاجرين من ?لمؤمنين فمن يبدل ?لقول بغيره يكون من ?لظالمين وينجم عن عمله ?لفسق.

لقد نهاهم ?لله عن ?لفساد فى ?لأرض ولكنَّ ?لّذين ظلمو?اْ أرادو?اْ أن يستبدلواْ ?لّذى هو أدنى? بـ?لّذى هو خير فهبطواْ مِصرًا. و?لهبوط نقيض ?لعلو. لقد أراد ?للّه لهم ?لعلو بأن يكونواْ من أهل ?لقرية ويوثقوا أنفسهم بـ?لميثاق ويأخذواْ ما فيه بقوة لعلّهم يتقون. ولكنّهم  أرادواْ غير ذ?لك وكان لهم ماسألواْ فنجم عنه أن ضربت عليهم ?لذِّلة و?لمسكنة وبآءو بغضب مِّن ?للَّه. فصفتهم فى مصر بأنّهمـ كانواْ يكفرون بـءِـايـ?ت ?للَّه ويقتلون ?لنَّبيين بغيرِ ?لحق ذ?لك بما عصواْ وكانواْ يعتدون.

فأهل كلّ مصرٍ تلك صفاتهم. وقد بيّن ?لقرءان أنّهم كانواْ يقتلون ?لنَّبيين بغير ?لحق. فهل هناك قتلاً للنَّبيين بـ?لحق؟ متى? يقتل ?لنّبى بـ?لحق؟

إنّى أرى? ذ?لك عندما ينقلب على? ?لميثاق فيكون من ?لظالمين فيصبح طاغوتًا إذا كان حاكمًا أو كاهنًا مجنونًا يطيع ?لطاغوت ويدعو لطاعته بعد أن كان يدعو ?لنّاس لعبادة ?للَّه و?لامتناع عن عبادة ?لطاغوت وعندئذ يكون قتله حقًا. أمّا قتله بغير ?لحقِّ فهو من ?لعصيان و?لاعتدآء.

ءاية (60) تقول لنآ إنَّ من ?لنَّاس أربعة فئات هم ?لّذين ءامنواْ و?لَّذين هادواْ و?لنَّصـ?رى? و?لصَّـ?بئين ومن تلك ?لفئات من يؤمن بـ?للّه و?ليوم ?لأخر ويعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربّهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون. هـ??ؤلآء يصنعون قرية يحكمها ?لميثاق فيرتقواْ فى ?لأسباب ويصنعواْ مدينة يكون أهلها مهاجرون من ?لنّاس على? ?ختلاف ألوانهم وألسنتهم. ومنهم من لايؤمن بـ?للّه و?ليوم ?لأخر ويعمل فسادًا فيكون من ?لعابدين للطاغوت ومن أهل مصر فيلعن ويغضب ?للَّه عليه.

ه?ذا ?لفرق بين ?لمثلين "أهل مصر" وصفتهم و"أهل ?لقرية" وطورها ?لأعلى? ?لمدينة وصفتهم يمثلان زوجية جدلية تحكم مجتمع ?لنَّاس. وللناس ?لخيرة فيما يريدون أن يتصفواْ به بين مثل مصر أو مثل أهل ?لقرية أو? أهل ?لمدينة وهو أعلى? طور يصله ?لنَّاس فى ?سلوب عيشهم وذ?لك ينجم عن تمسكهم بـ?لميثاق ?لّذى يضمم حقوقهم جميعًا. ويكون سبيل ?للَّه فيه مفتوحًا للجميع و?لحكم فيه شورى? بينهم على? ?ختلاف ألوانهم وألسنتهم. وهو ماعليه ?لنّاس ?ليوم فى جميع ?لأرض فهم ينقسمون إلى?? أهل مصر وهم أكثر أهل ?لأرض وأهل قرية وأهل مدينة ونرى?? أنّ أهل ?لولايات ?لمتحدة ?لامريكية هم أقرب ?لنّاس لمثل أهل ?لمدينة ولذ?لك نرـ?هم فوق ?لجميع علوًا وقوةً وعلمًا.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1110  الخميس 16/07/2009)

 

في المثقف اليوم