قضايا وآراء

قول فى ?لفصل بين ?لنََّّّّّّاس

ويقول " لَّـءِن لَّم ينته ?لمنـ?فقون و?لَّذين فى قلوبهم مَّرضُ ُ و?لمرجفون فى ?لمدينة لنغرينَّك بهم ثمـَّ لايجاورونك فيهآ إلاَّ قليلاً(60) مَّلعونين أينما ثقفو?اْ أ خذوُاْ وقتِّلواْ تقتيلاً (61) سنَّة ?للَّه فِى ?لَّذين خلواْ من قبل ولن تجد لسنَّة ?للَّه تبديلاً(62) ?لأحزاب.

 هـ??ؤلآء يمثلون ?لاختلاف فى ?لمنهاج بين ?لناس فعدد كل فئة منهم  يزيد أو ينقص فى ?لمجتمع بـ?ختلاف لون ?لمجتمع هل هو مجتمع ميثاقى ديمقراطى( أهل قرية) أم ديمقراطى فيدرالى ( أهل مدينة ) فتكون أكثريته من ?لّذين ءامنواْ و?لصّـ?بئين و?لنّصـ?رى? أم مجتمع طاغوتى فرعونى مصرى فتكون أكثريته من ?لّذين هادواْ و?لمجوس و?لّذين أشركواْ. فكلِّ فئة لها منهاجها فى ?لحيو?ة تعرب عنه فى سلوكها ?لمعرفى و?لعلمى و?لاجتماعى وبه تكون أمّة من ?لنّاس تشترك فى منهاج واحد.

وكان ?لمفكر سميرإبراهيم خليل حسن هو أول من بيّن ?لفرق فى دليل ?لكلمات "?لّذين ءامنواْ و?لّذين هادواْ و?لصّـ?بئين و?لنّـصـ?رى? و?لمجوس و?لّذين أشركواْ" فى كتابه "?لكلمة". وه?ذه ?لفئات لها ?لحق فى ?لعيش ?لمشترك بعد ?لاتفاق على ?لميثاق ?لّذى يضمم حقوقهم جميعًا فلا تعتدِى فئة على?? أخرى? ولاتطغى فئة وتستأثر بـ?لملك و?لسلطة دون ?لأخرين ولايكون للأغنيآء دولة بينهم دون ?لأخرين. فـ?لميثاق يكفل حقوق ?لجميع وتكون ?لسلطة دُولَة بينهم فيحتكمون لسلطة ?لميثاق وليس لسلطة فئة مستأثرة وطاغية.

فى ذ?لك ?لمجتمع لايجوز ?لفصل بين ?لنّاس بسبب ?ختلاف مناهجهم مادامواْ ملتزمين بـ?لميثاق ولايعتدون فهم متساوون فى ?لحقوق.

أمّا ?لّذى له ?لحق فى ?لفصل بينهم لاختلافهم فى ?لمنهاج فهو صانعهم وخالقهم يوم ?لقيامة. فكلُّ من يسعى? ليصنع ذ?لك فى ?لحيو?ة يكون طاغوتًا يريد ?لعُلوَّ فى ?لأرض ظلمًا ليجعل ?لنّاس عبيدًا له وذ?لك منهى عنه فى كتاب ?للَّه "لست عليهم بمصيطر" " لست عليهم بوكيل". وإن حدث وصيطر وكّل نفسه على ?لناس ينجم عن فعله وعن خضوع ?لناس له هلاك للحرث و?لنسل وفساد فى ?لبر و?لبحر.

فـ?لفصل على?? أساس ?ختلاف ?لنّاس فى ?لمنهاج هو للّه وحده. وعلى ?لنّاس حاكمون ومحكومون أن يقبلواْ ويحترمواْ حقوق ?لأخرين بـ?لاختلاف فى ?لمنهاج. وهو ماتعيشه كلّ ?لمجتمعات ?لميثاقية ( ?لديمقراطية و?لفيدرالية) فى أوربا وأمريكا وكندا و?ستراليا وبعض من دول ءاسيا وأفريقيا وأمريكا ?لجنوبية. أمّآ أكثر شعوب ?لأرض فمازالت تتبع مثل فرعون ومصر فلا ميثاق ولا حقوق. بل سلطة طاغوت إلـ?ه وربّ واحد وقوم يعبدون ويطيعون فى كل فعل وقول. وهو ما يعرب عنه قولهم للطاغية (بـ?لروح بـ?لدم نفديك يا......). وعلى هؤلآء يكتب ?لذِّل و?لمسكنة ويمسخواْ قردة وخنازير. أى ضعاف أذِّلة تقسو قلوبهم فيجهلون ويثنون ويفسقون.

لقد بيّنت فى مقال "?هبطواْ مِصـ?رًا أو مِصـ?ر" ?لفرق بين ?لمثلين. فى ?لأيات 60و61و62 من سورة ?لأحزاب رأيت ثلاثة فئات هم ?لمنافقون و?لّذين فى قلوبهم مّرض و?لمرجفون قد نهاهم ?للَّه عن أفعال ?لنفاق ومرض ?لقلب و?لرجف فى ?لمدينة فإن لم ينتهوا فحُكِم بـ?لفصل بينهم "لا يجاورونك". وجعل جزآءهم ?لقتل أينما ثقفواْ فتلك سُنّة ?للّه فى ?لحيو?ة لاتبديل  لها.

فما هى أفعال ?لنفاق ومرض ?لقلب و?لرجف وماينجم عنها فى حيو?ة ?لنّاس فى ?لمدينة؟

?لفئة ?لأولى "?لمنـ?فقون" فعلها ?لنِّفاق. وهم ?لكـ?ذبون بقولهم "نشهد أنّ محمدًا رسول ?للَّه". وأعمالهم سيئة وبدّلو?اْ ?لإيمان بـ?لكفر فطبع على قلوبهم وهم يؤفكون "يكذبون زورًا" ويستكبرون ويفسقون "يبدِّلون ?لقول بغيره"  ويمنعون ?لانفاق على? من عند ?لرسول من ?لنّاس فهم لايفقهون ويسعون لإخراج ?لمؤمنين من ?لمدينة ولايعلمون لمن ?لذِّلة ولمن ?لعزَّة. فكانواْ يصدّون عن سبيل ?للَّه فيسعون لسلطة طاغوت تنقلب على سلطة ?لمدينة ?لديمقراطية ?لفيدرالية وميثاقها.

?لفئة ?لثانية "?لَّذين فى قلوبهم مّرض" هـ??ؤلآء مرضى ?لكذب و?لخداع فهم  يقولون  ءامنّا بـ?للّه و?ليوم ?لأخر ليخدعواْ ?للّه و?لّذين ءامنواْ ويفسدون فى ?لأرض ولا ينتهون. ويزعمون بأنّهم هم ?لمصلحون ولكنهم لايشعرون وهم يستهزءون ويطغون وقد ?شترواْ ?لظّلـ?لة بـ?لهدى?. وفعلهم فعل ?لكهنوت يسكنون فى ?لظلام فلا يبصرون.

ومثلهم ?ليوم ?لّذين يكفِّرون ?لنّاس ويكثر صراخهم يحرّضون ?لنّاس على قتال أهل ?لقرية "?لديمقراطية"  وأهل ?لمدينة "?لفيدرالية" ويدعون لسلطة قوم وطاغوت.

?لفئة ?لثالثة "?لمرجفون" ?لّذين يرجفون فيقتلون ?لنفس بغير ?لنفس ومثلهم ?ليوم فى طالبان ومن يتّبع منهاجهم فى ?لعراق وفلسطين ولبنان وباكستان و?لصومال وغيرها من بلاد ?لمسلمين لدين قريش.

ثلاث فئات جزآءهم ?لقتل أينما ثقفواْ بعد ?نذارهم لعلهم ينتهون فهـ??ؤلآء يفصل بينهم من دون ?لنَّاس لما ينجم عن عملهم من ضرر وفساد كبيرين فى حيو?ة ?لنَّاس.

فما تقوم به ?لدول ?لديمقراطية و?لفيدرالية دفاعًا عن مثلها بفصل وتشريد وقتل لهـ??ؤلآء حق وواجب عليهم لحماية ?لنّاس. وهم بذ?لك يطيعون أمر ?للَّه ويطبقون سُنّته ?لّتى لاتبديل لها فى ?لَّذين خلو?اْ من قبل. فكلِّ قول لغو عن ما يسمى? "جدار ?لفصل ?لعنصرى" أو غيره بزعم دفاع عن حقوق وطنية مشروعة وتراب مقدس وكرامة ودين وشرف هو دفاع عن هـ??ؤلآء ?لقتلة وأفعالهم.     

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1129  الثلاثاء 04/08/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم