قضايا وآراء

هل عيد الغدير وهم شيعي ام حقيقة باهرة السطوع؟ / عزيز الحافظ

منطقة إسمها غدير خم تقع في السعودية طبعا حيث جمع رسول الله ص الحجاج بالالاف في هذا المفترق وخطب بهم خطبة سميت بخطبة الغدير نصّب فيها عليا خليفة شرعيا له حسب الرواية الشيعية والموجودة في كتب الصحاح (من كنت مولاه فعلي مولاه...) هنا أسال اهل الشأن الاسلامي او التاريخي او المستشرقين عدة تساؤلات حول هذه الحادثة التاريخية: هل تاريخيا منطقة غدير خم موجودة في خارطة الجزيرة العربية وهي مفترق طرق بين مكة والمدينة أم هي منطقة وهمية الجغرافية أختلقها الشيعة؟

 

هل توقف فيها رسول الله ص وجمع الحجاج قبل تفرقهم وقيل في بعض الروايات كان عددهم 120 ألف حاج ، وخطب فيهم الخطبة التي يوردها الشيعة في كتبهم بالتفصيل؟

هل نصّب الرسول فيها عليا ولي لكل مسلم ومسلمة؟ هل كان صريحا بخطبته؟ أم تركها للتأويل والإجتهادات التي تتلاعب بإلفاظ تفسير الولاية؟ فهو ( لاينطق عن الهوى إن هو الاوحي يوحى).

هل بايع الصديق والفاروق عليا حسب امر الرسول ص؟

هل قول{ اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله} تعني بالموالاة لغويا المحبة والود والتكريم اللفظي للمناقب؟

هل كانت هذه وصية رسولية بالخلافة لعلي ع لمن بعده؟

هل يجوز عقلا ان يمدح رسول الله!! عليا في جمع الحجاج الالوفي وهم يعانون فيه من حرارة قيظ كبرى وبعد نهاية مراسم الحج المرهقة ام إن الامر اكبر من هذا التسطيح التفسيري  اللامقبول عقلائيا؟

هل صحيح إن الآية (ليوم اكملت لكم دينكم..) نزلت بعد تبليغ الرسول بالولاية؟

إننا نفترض ان هناك اليوم مليار مسلم ونيف مليون فيهم آهل السنة الاغلبية هل من المعقول ان المليار مسلم لايجدون في حديث الغدير واقعية مقنعة القبول أو التامل في هذه الواقعة التي هي حجة الوداع؟ ام انه وهم جميل تاريخي صنعه الشيعة من إنهم يستدلون بتراث جمعه بكتاب الغدير عبد الحسين أحمد الأميني النجفي في 10 مجلدات جمع فيه ب40 عاما متواصلا من عمره حتى قيل أنه أُصيب بإنزلاق في العمود الفقري من شدة الانكباب على جمع المصادر، من مصادر آهل السنة حصرا  كل ما يخص حديث الغدير بالأسماء والاسانيد والشخوص والإستشهادات الرقمية التسلسلية لها بل والادهى انه اورد شعرا تاريخيا لغير المسلمين ومن المسيحيين خاصة ليدلل على حيادية النقل التاريخي للغدير فليس من مصلحة المسيحي الوقوف مع او ضد في تاريخ لايخص دينه بل و يكتب رؤيته شعرا لان الشعر وقتها ابرز صفة إعلامية متداولة و منتشرة في الوسط الحضري والبدوي يقول الشاعر الأرمني بُقراط بن أشواط (الوامق النصراني) وكان بطريقا ارمنيا وقائدهم الاكبر واميرهم المقدم في القرن الثالث الهجري:

أليس بخّم قد أقام محمد                 عليا بإحضار الملا في المواسم

فقال لهم من كنت مولاه منكم           فمولاكم بعدي علي بن فاطم

وقال الشاعر زينبا بن أسحق الرسعني الموصللي النصراني

عدي وتيم لااحاول ذكرها               بسوء ولكني مُحب لهاشم

وما تعتريني في علي ورهطه          اذا ذكروا في الله لومة لائم

يقولون مابال النصارى تحبهم        وآهل النهى من اعرب وأعاجم

فقلت لهم إني لأأحسب حبهم          سرى في قلوب الخلق حتى البهائم

ونظّم الشاعر عبد المسيح الانطاكي المصري القصيدة العلوية ب5595 بيت!! تصوروا تسطيرها كم صفحة؟مالذي يدفعه لوصفيات شعرية مُتعبة ومرهقة وبقوافي صعبة جدا توافقياتها لمن يعي ليس صعوبة القافية الشعرية بل صعوبة إقناعية الفكرة الشعرية للمتلقي؟لم فعلها الانطاكي؟ أليست تستحق التقصي؟

ونظّم الاستاذ بولص سلامة قاضي المسيح في بيروت بعد ان قرأ كتاب الغدير، قصيدته العصماء (عيد الغدير) ب 3085 بيتا وطبعت ب 317 صفحة!

فإذا كانت واقعة الغدير حقيقة فلماذا لايعترف بها آهل السنة وكتبهم ومصادرهم زاخرة بالحديث عنها؟

وإذا كان الغدير وهما خلقه الشيعة فهو وهم لايضّر احدا مع إنه ليس من المعقول عقلانيا ان يخلق الانسان لنفسه وهما ليفرح به! فكيف بملايين المسلمين من الشيعة يتيقنون إنه عيد رباني وتوصية إلهية بتنصيب الامام علي وريثا شرعيا للنبوة فهل اجتاز الوهم مثلا ومرّ (مقتحما)على عقل كم مليون مسلم شيعي ليفرحوا به كل سنة منذ الف سنة مضت ونيف؟  شيء لايصدقه العاقل بلا إستنباط.

كلنا نعلم ان التاريخ الإسلامي فيه تزويق وتزوير كبير وبطون الكتب الشهيرة كالصحاح وغيرها فيها إنعكاسات للاوضاع السياسية وقتها وحجب حقائق وتزييف وتزويق  فما مصلحة الاعلاميين الشعراء المسيحيين وقتها بإيراد الواقعة؟انا لااسلط الضوء على الجدلية الدينية التاريخية للامر ولكن للتساؤلات منبرا في خيالي وفكري حول الغدير.

أترك لكم التبحرّ والتفّكر والتدّبر والتأمل!

عزيز الحافظ

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1588 الجمعة 26 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم