قضايا وآراء

اسرار الاحتفال بعيد الغدير الاسلامي يوم عيد الشكر المسيحي / سلام جمعه المالكي

 لمحاربتها والدخول في لجة المتاعب والاحراجات اليومية وهو يتوهمها تنانين مفترسة فتّاكة.  ولو عاش كل منهم ايامنا هذي لتعلموا من مؤلفينا كيفية اختراع شبح مرعب في كل حركة وسكنة لمن يشاءون، مع تغيير عدة الحرب ولأمتها بمستحدثات العصر من تقنيات واساليب حديثة تكون القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية على رأس قائمتها.

ان قام شخص معين او قعد، ابتسم او وجم، زار مكانا او امتنع عنه، لبس ربطة عنق اوقميص بلون معين، سافر لتلك البقعة او تلك، فان وراء الاكمة ما وراءها وانما لتلك الاعمال مغاز طائفية عنصرية قوقعية ذات ابعاد ميتافيزيقية جيوبوليتيكية مرتبطة بهلالات شريرة تستهدف ضرب اللحمة القومية في الصميم، ويتسع نطاق شرها من بوابة الشرق منتهيا بجبال الاطلس، وعلى المحللين، وما اكثرهم في بلاد العرب، الانتباه والتنبيه لها ولمقاصدها مع وجوب تحليل كل متعلقاتها من ارقام واشارات واشكال والوان ما ظهر منها وما بطن واستقراء التوقعات المستقبلية وتحديد افاقها ومن ثم العمل على تأسيس جبهات صد وردع ازاءها.

المثير في جو المؤامرات والرعب الاممي المحيط بالامة واهلها الابرياء ان نطاق تفريخ التنانين (الطواحين) آخذ بالاتساع فلم يعد محدودا بالشخوص والكيانات الموسومة بصبغات عقائدية دينية، بل يبدو انها نوع من العدوى الانتقالية غير القابلة للصد، فقد انتقلت مؤخرا الى شخوص هي ابعد ما تكون عن تلكم الاجواء تاريخا وتطبيقا ولا تربطها برموز تلك البيئة اية روابط قومية او عقائدية واضحة، لكنها العدوى الفتاكة التي بزّت انفلونزا الطيور والخنازير حسب ما تصوره المخيلات الرهيبة في اتساعها والتي لو قدّر لها التواجد في سالف الايام لما وجد سرفانتس، المحظوظ، اي ناشر لاقاصيصه ذوات الابعاد المحدودة مقابل سيل اقاصيص "سرفانتسات" العراق الحديث التي تتناقلها شبكة عنكبوتية مهيئة ومغذاة باسلوب محترف للتعامل مع كل نواة بطريقة "عمل الكبة من الحبة"....فهذا تكليف السيد رئيس الوزراء ،المحسوب على التيار الاسلامي السياسي، رسميا من قبل السيد رئيس الجمهورية، الكردي المحسوب على التيار اليساري العلماني، بتشكيل الحكومة والسّر الخطير والاحجية المطلسمة القابعة خلف اختيار يوم عيد الغدير لتلك المناسبة لا يجب تفويتها دون ملء مواقع الكتابات والفضائيات بالتحذير والاستعداد لمواجهة التنين المخفي وراءها بنيرانه التي ينفثها مع انفاسه الحارقة...و ربما ان فوز المنتخب العراقي على البحرين قد كان مقصودا له ان يكون بعد يوم من عيد الغدير خاصة وان انف المفتش كولومبو، لو قدّر له التواجد اليوم، لشمّ وجود اغلبية شيعية متآمرة على العرش البحريني لصالح ذلك الهلال الشرير الذي نوه عنه حكيم العرب المصري منذ زمن، والا فلم لم يفز المنتخب العراقي بنفس اللاعبين قبلا؟؟ سؤال يطرح نفسه بل ويتمرغ في بحر العقول النبيهة الاعرابية.

اود في هذه المناسبة التنبيه الى ان فيروس التنانين الخيالية قد اجتاز البحار السبعة ولم تعد مديات تأثيره محدودة في بلاد الرافدين او الدول الاعرابية وانما قد وصل الى صلعة النسر الاميركي مستهدفا طرد العم الكهل سام من الارض، ربما عقابا له على الاثم الذي اجترحه قبلا بحق الهنود الحمر...استقبلوا هذا السر الخطير يا اقلام الكتابات ومذيعي الفضائيات: لقد نجحت القوى الطائفية المذهبية الصفراء التابعة للعدو الشرقي في تحريك جدول الاعياد في القارة الاميركية بحيث اجبرت الاهلين على الاحتفال بعيد الشكر يوم عيد الغدير، وهكذا صار الديك الحبشي طعاما احتفاليا بتلك المناسبة الشيعية، فما هي المغازي والاهداف المختفية بين تلافيف وخنادق ذلك الاختيار ليوم الغدير بالذات لاحتفال الاسر الاميركية بعيد شكرهم؟ هل هي نشر التشيع، ام التآمر على الكنيسة الكاثوليكية، ام لغرض فرض البرنامج النووي الايراني على الحكومة الاميركية....كل تلك اسئلة بانتظار "المحللين" الجهابذة.

أي محظوظ أنت يا سرفانتس، لقد حمتك الحاجة ام سرفانتس من قطع الرزق، عندما ولدتك تلك الايام في ارض بعيدة عن ارض العراق حيث دونكيشاتنا تحارب بلا هوادة طواحين الارض جميعا.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1589 السبت 27 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم