قضايا وآراء

عما كتبه الناقد والفنان "خالد خضير الصالحي"حول مهرجان المربد الثامن / جاسم العايف

ما يهمني في مقاله بعض النقاط التي اختلف فيها معه، واعتقد أن حق الاختلاف وارد. وقد نُشرتْ مناقشتي هذه في الصحيفة ذاتها،ملحق(أدب وثقافة)،الخاص بالبصرة، والمعنون (بصرياثا)، العدد/ 2263 /بتاريخ الأول من حزيران 2011 .وأعاد الزميل (خالد) نشر مقالته في بعض الصحف الالكترونية اليومية،منها (كتابات والنور والمثقف) بتاريخ 28 آيار 2011. مضيفاً لها بعض الأفكار، و وجهات النظر الخاصة به، ومصححاً الهفوة التي وقع بها تجاهي، دون قصدٍ، بعد حديثي معه في (مقهى أدباء البصرة) حول دقتها، وإنني إذ أُكبر فيه ذلك. انشر حواري معه،، لغرض الوصول إلى بعض الحقائق، ولا أقول جميعها،فأنا أعتقد بأن أي إنسان على هذا الكوكب لا يمتلك الحقيقة كلها، بل هي مسألة نسبية.علماً إنني لم أضف لمقالي هذا،الذي تفضل الزميل الشاعر(احمد عبد الحسين) بنشره كاملاً، سوى هذه المقدمة البسيطة، كما لم أعمد للحذف منه غير(خمس كلمات) فقط، وأضفت بعض الإضافات البسيطة عليه، التي أظنُها ضرورية.  

عن المربد مرة أخرى..توضيح ليس إلا

 يستشهد الناقد والفنان "خالد خضير الصالحي" بمقالة الكاتب الأستاذ "يوسف أبو الفوز" حول مهرجان المربد الأخير، والتي نشرها في المواقع الالكترونية، وأعادت نشرها بعض الصحف العراقية، والاستشهاد بمقالة الأستاذ" أبو الفوز" لا ترفع من شأن مقالة الزميل "خالد خضير الصالحي" المعنونة (مهرجان المربد.. جدواه الثقافية وأجناسيته). فالسيد أبو الفوز، مع كل الاحترام له، يعيش خارج العراق، ومَنْ هو هناك،أشبه بمَنْ،يده بشيء قريب من رماد النار،أما مَنْ هو داخل العراق، فأن يده في النارذاتها، وشتان بين الاثنين.إن البحث في نشأة المربد واسمه مسألة عفا عليها الزمن، ولم يتم الإجماع عليهما. والمهم ما يهمني أن أؤكد أنني قلت للزميل خالد،بصفته فنانا وناقداً تشكيلياً معروفاً، في معرض حديثنا عن بوستر المهرجان، الذي صممه الفنان التشكيلي "يوسف الناصر" خلال زيارته الأخيرة للبصرة، نصا: ً(لقد رأيته على جهاز الحاسوب، وكان جميلاً جداً ومُدهشاً، لكن يبدو إن الخطأ قد حصل في التنفيذ، إذ لا توجد مطبعة في البصرة، تقنياً قادرة على تنفيذ مثل هذا البوستر متعدد الألوان). ولم أتطرق إلى ضغط نفقات الصرف المادي عليه، لان هذا ليس من شأني، ولا من اهتماماتي، ولا علاقة ليَ به إطلاقا . اتفق مع الناقد خالد خضير في فوضى مهرجان المربد الثامن وانخفاض مستواه الثقافي والفني والإبداعي، و يُعد تراجعاً مؤسفاً، مقارنةً بالمهرجانات السابقة. وأثق جداً إن الدعوات للحضور إلى المهرجان، قد خضعت-كالمعتاد- لمبدأ (العلاقات النفعية العامة) وان بعضها اعتمد مبدأ (ادعوكَ وادعوني)، السائد حالياً في المهرجانات الثقافية والأدبية والفنية التي تُعقد في كل مكان بالعراق. والدعوات لمهرجان المربد الأخير، تقع مسؤوليتها الرسمية على الجهة الداعية، وهي اللجنة المنظمة للمهرجان، والتدخلات النفعية والشخصية، لبعض أعضاء الهيئة الإدارية في البصرة أولاً، ولا استثني من ذلك بعض أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد العام في بغداد ثانياً. أما بالنسبة للجان المهرجان، فهي لجان (خدمية)،ولا أظن إن كل أعضاء اتحاد أدباء البصرة من القادرين أو الراغبين بأداء هذه المهمات (الخدمية). صحيح انه تترتب على ذلك بعض المكافآت المادية الفقيرة والتافهة، بالقياس لميزانية المهرجان، و للمتاعب الحاصلة جراء(الخدمات)التي يقوم بها أعضاء اللجان. أما بالنسبة للدعوات فهالني ما رأيت مساء يوم وصول الوفود، إذ تواجد أكثر من (ثلاثين أديباً) من خارج البصرة،ناهيك عن وصول بعضهم خلال أيام المهرجان،مع مرافقين لهم،دون دعوة رسمية، من اللجنة المكلفة بتوجيه الدعوات حصراً، مما أحرج الهيئة التنظيمية، التي عمدت في وقت متأخر من الليل، لإيجاد مأوى لهم في احد الفنادق،إذ من الصعب عدم الاهتمام بهم، أو رفض حضورهم، فتم الخضوع للأمر الواقع، واستضافتهم . والسؤال الذي لابد منه هو:" كيف يسوغ (أديب) لنفسه أن يحضر لمهرجان، أي مهرجان كان، دون أن يُدعى رسمياً!؟.ألا يصنف هذا التصرف ضمن "انعدام اللياقة "؟. أقول ذلك، وأنا أتحمل نتائج قوليَ هذا، ومستعد أن انشرَ، وفي جريدة (الصباح) بالذات، أسماء (الأدباء) الذين حضروا، دون دعوة من اللجنة المكلفة بتوجيه الدعوات رسمياً. إلا إنني متأكد، أن ثمة من وجه لهم الدعوات، بشكل شخصي، دون الإعلان عن ذلك على طريقة" العلاقات النفعية العامة" التي تطرقت إليها آنفاً. وبعضهم من أعضاء الهيئة الإدارية في البصرة، ومن المعروفين جيداً للجميع هنا، وكذلك من الهيئة الإدارية للاتحاد العام في بغداد.أما بالنسبة لمجلة "فنارات" فهذه (مصيبة).لقد شكي الـ".........." من كثرة الأخطاء في مادته المنشورة فيها، وهو عضو هيئة تحريرها!؟. فقلت له أنت عضو (هيئة التحرير) وهذا يعني إنك لم تسهم بتحرير المجلة!؟. فرد بوضوح" نعم هذا ما حصل"!! وأضاف:" لم أحضر أي اجتماع لهيئة التحرير ولا أعرف الآليات المتبعة للنشر فيها"!؟. وللعلم إن مجلة" فنارات" هي أول مجلة ثقافية- أدبية عراقية صدرت بعد سقوط النظام الفاشي، وتم توثيق ذلك رسمياً لدى الجهات المعنية بهذا الشأن، وقد طُبع عددها الأول في" الكويت"على نفقة شخصية عراقية وطنية، عاد للعراق بعد سقوط النظام الفاشي مباشرة، وأحجم عن ذكر اسمه، لأنني لم استأذنه في ذلك. أنا من الداعين لفصل عضوية هيئة تحرير مجلة "فنارات" عن الهيئة الإدارية،وأدعو لذلك علناً، ومنذ عددها الأول، ولكن هذا لم يحصل،عدا ما قام به الزميل القاص "مجيد جاسم العلي"،حينما كان رئيساً للاتحاد، إذ تنازل،هو فقط، عن رئاسة التحرير للقاص" ودود حميد"، أما هيئة التحرير فكالعادة كانت من أعضاء الهيئة الإدارية بإستثناء زميل واحدٍ ليس منها، ولازال عضواً في هيئة التحرير حتى الآن. أما عن مهرجان المربد الثامن،أؤكد انه مهرجان بالقياس لما سبقه يعد خطوة متراجعة على مستوى النوع، بإستثاء النزهة البحرية الرائعة في (شطنا العربي- البصري- العراقي). وأذكر أنني شاهدت صباح اليوم الثاني في (كافتيريا فندق المربد) الزميل الشاعر "كريم جخيور" رئيس اتحاد أدباء البصرة، مهموماً ومنزعجاً جدا، جراء تصرفات بعض أعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد أدباء البصرة، فهَدأتُْ منه كثيراً، واقترحت عليه إجراء حوار معه حول المهرجان وما حصل خلاله، بعد انفضاضه، وما سيكتب عنه، وسأحاول نشره في صحيفة (الصباح). بعد فترة على نهاية المهرجان، قدمت له الأسئلة التالية للإجابة عليها:-المربد الثامن تجربة لاتحاد أدباء البصرة، بعد المربد الأول، في الإعداد والتنفيذ، دون تدخل وزارة الثقافة في التفاصيل، واكتفت بالدعم المادي، كيف ترى ذلك؟. وهل تم دعمه، مالياً، من جهات أخرى؟.

-ما هي الآليات الثقافية التي تم بموجبها توجيه الدعوات للأدباء العراقيين؟

-نلاحظ أن توجيه الدعوات إلى الأدباء العرب والأجانب كان محدوداً؟.ولم يُفعَل،ولم تتم الاستجابة المرجوة لذلك؟.

 -بعض الأدباء العراقيين في الخارج أبدى استغرابه، عندما وجد اسمه مدعواً على شبكة الانترنت، دون إخباره بوقت مناسب،لماذا ذلك؟

-هل تم الالتزام بالعدد المدعو، أم حدثت خروقات من قبل بعض الأدباء في داخل العراق وحضروا دون دعوة،ومن يقف خلف ذلك الأمر؟.

-هل يجب أن يقرأ كل الشعراء الذين تمت دعوتهم، وقد وصف البعض بأن ما حصل في جلسة الختام التي قرأ فيها أكثر من (35 ) شاعراً وبعد إعلان البيان الختامي بالذات بـ"المجزرة الشعرية"!!. ألا يمكن أن تكون هناك دعوات للحضور فقط، وأخرى للمشاركة، اعتماداً على النوع، دون النظر للكم، أم إنكم تعملون على الترضية لحسابات نفعية خاصة؟.

 -ثمة إجحاف واضح حصل لبعض الحلقات النقدية وتم ضغط وقتها نهاراً،وبعضها تحول إلى وقت متأخر من الليل، بعد يومٍ مربديٍ متعبٍ هل يمكن إيجاد آلية لتلافي ذلك مستقبلاً؟.

-ثمة مَنْ كتب وأعلن صراحة عن تردي المربد الثامن تنظيميا و ثقافياً خاصة عدم الالتزام بالوقت، الذي هو سمة حضارية وتنظيمية، وآخرون وصفوه بالكرنفال للفرح، رغم ما عليه من هفوات، ما هو تقييمكم لذلك؟.

-أرى أن تدرس هذه التجربة بدقة، وان يتم الاستعداد منذ الآن للمربد القادم إلا توافقني على ذلك؟.

-لماذا تم استبدال شعار المهرجانات السابقة، وهو" من أجل ثقافة وطنية عراقية متعددة الأطياف والرؤى"، مع انه ضروري للوضع الثقافي والاجتماعي العراقي والراهن بالذات؟.

-هل يمكن اطلاع الهيئة العامة لاتحاد أدباء البصرة، في جلسة حوار مفتوح وصريح، على أبواب الصرف المادي الموثق رسمياً، وليس شفوياً، على المهرجان، دون جعل هذا الأمر سرياً، خاصةً أن المسؤول المالي للاتحاد رسمياً، قد أُقصي عن ذلك، وهذا الأمر مثير للتقولات ضدكم، مع إني أثق بنزاهتكم، لكني انقل ما يتم التهامس به، وأقوله لكَ، بصوتٍ عالٍ ودون خشية ما؟.

 وللأمانة فأن الزميل "كريم جخيور" قد وافق على ذلك، وقد طلبت منه أن تكون إجاباته مطبوعة وعلى قرص(سي-دي). وفي صباح احد الأيام رأيت الزميل"كريم جخيور" وسألته عن مصير إجاباته،خاصة انه قد مرَّ حوالي الشهر على استلامه الأسئلة،وكتب الكثير قدحا في المهرجان، فأكد لي انه وضع إجاباته على قرص(سي-دي) وعند مراجعتها من قبله، لم يعمل القرص. فذكرت له أنني قد أبدلت بعض الأسئلة والأخرى دمجتها بعضاً ببعض، في ضؤ كتابات بعض الأدباء في الصحف العراقية عن المهرجان، وإنني ارجوه التفضل بزيارتي في مسكني، خاصة ونحن نسكن قريباً من البعض، ومعه الإجابات، وسنعمل معاً على تعديلاها في ضؤ تغيير بعض الأسئلة وإضافة أسئلة أخرى، ويقوم هو بالإجابة عليها حسب ما يشاء. وحتى اللحظة لم استلم إجابات الزميل الشاعر" كريم جخيور". وعن ما جاء في مقالة الزميل (خالد خضير الصالحي) حول جدوى مهرجان" المـربـد" أؤكد إن انعقاده، رغم الهفوات التي لابد منها في أي مهرجان، والنواقص غير المقصودة، وضرورة ديمومة انعقاد المهرجانات المشابهة له، في المحافظات العراقية كافة، هو مواجهة حاسمة ومصيرية، مع الفكر الظلامي الراهن، الذي يحاول وبمساعدة جهات سلطوية وحكومية متنفذة، خاصة في مجالس المحافظات، أن يستأسد، وينفرد بالساحة الثقافية- الديمقراطية العراقية، لإعادة إنتاج دكتاتورية، مقنعة بقيم رثة بالية ومتخلفة،حضارياً واجتماعياً، وبطرق أعنف، وبربرية اشد وأقسى مما ذقناه سابقاً.

 

للاطلاع

 

المربد.. الجدوى الثقافية والاجناسية الـمـ(ـهرجـ)ـانية / خالد خضير الصالحي

 

 

 

 

في المثقف اليوم