قضايا وآراء

البيان القرآني: من الامتاع اللغوي، الى الابداع الفني، الى التكوين الانساني (2)

ولو تحدى بها أبلغ العرب لأظهرعجزه.."أبوعثمان الجاحظ من كتابه"بيان الاعجاز القرآني"

 

"... وانما الشعر صياغة .. وضرب من التصوير عند العرب في جاهليتهم ..." هكذا وصف الجاحظ لغة العرب في جاهليتهم، فقد كان الشعرهوالفن المطلق عندهم، فهورسمهم وموسيقاهم وديوان أخبارهم، ومن خصائصه الصدق التسجيلي، أوالتطابق الهندسي، وكان الأعرابي في الجاهلية، كعالم الطب أوالفلك، يدهورالبيت من الشعر بين شدقيه كالحلوى الطرية أوكاللحن القرير، فينظم الروائع...وما زالت معلقاتهم مفخرة العرب وستظل كذلك الى قيام الساعة

 

كما كان الغناء من خصائص كلام العرب شعراأونثرا (أنظر خطبة قس ين ساعدة الأيادي في الجاهلية)، فكلامهم له أوزانه المنغمة، وخاصة الشعرالذي يتميزعن أشعارالشعوب الأخري بالايقاع والموسيقى والوزن والقافية

 

فكان أصحاب المعلقات لشعراء الجاهلية الصناديد، وخاصة ظرفاؤهم الصعاليك، قد تصوروا الوجود"دراما"وهم صانعوها، والحياة ملحمة وهم فرسانها، جمعوا بين النعرة العصبية، والتيه والعجب (بضم العين) والنبل، والمنافرة والمفاخرة، نقلوها من ساحة الوغى وطعانها، الى ملكوت اللغة وسماقتها وعلوها وتعاليها، وكان الكلام عندهم–شعرا ونثرا-معرضا ومظهراللبلاغة، بايجازه وحشده المعاني والصورفي نطاق ضيق، وقوة تأثيرالكلمات المنظومة، والعبارة الموزونة، لذلك كان بديهيا، أن يغدوان الميدان الطبيعي لفرسان البلاغة والبيان عندهم،

 

 وبمجيء القرآن، تشربت أفئدتهم المزيد من الافتتان بلغة الفرقان والبيان، فاذا بهؤلاء البدو يغدون أول مجموعة بشرية وصفها المستشرق مرجيليوت (شيخ طه حسين الذى لم يكن قط ودودا مع حضارة العرب) بأنهااستحوذ عليها الدين – ثم استحوذت عليه-عبرمعايشة حميمية متفردة في تاريخ الحضارات الانسانية لتجربة (استيتيكو- لسانية) متفردة النوعية في كل أعصار الآداب والفنون والأديان، ...فبشار، وأبو نواس، وأبو تمام، وابن الرومي، وعبد الحميد، وابن المقفع، وسهل ابن هارون، وعمرو بن مسعدة، والصولي، والخوارزمي، والزمخشري، والغزالي، والتوحيدي، والهمذاني، والجرجاني، والمتأخرون من فصحاء العربية ذوى النسب العجمي، مثل أميرالشعراء أحمد شوقي، قد أصبحوا الأبناء الشرعيين للسان مضر، (وهم ليسو بعرب) ومبتدعات للغة قحطان، وعدنان، قبل أن ينسبوا الى بني الروم واللاتين والساسان والأمازيغ والتركمان والكرد، حيث امتد سحر بيان لغة الفرقان الى مجموعات، وشعوب وثقافات أخرى، فخالط منها الروح والذوق والكيان، فأصبحوا أساطين في الفصاحة اللسانية والذلاقة اللغوية، وفقهاء حذاق في علوم الآلةو قواعدها، ومجمل فنون اللغة واللسان بدون منازع، حتى فاقوا بذلك كل بني يعرب أنفسهم(فواضعوا قواميس اللغة العربية القدامى ليسو بعرب) حيث جازلهذه اللغة أن تسمى بفضل هؤلاء الأعاجم الذين تعشقوالعربية وعشقتهم "بحضارة القول"على حد تعبيركبير المستشرقين الأنغلوساكسون "بروكلمان"- وأضاف شيخ المستشرقين الفرانكوفونيين "لوى ماسينيون" بأنها"حضارة فن القول"L’art du verbeعلى حد تعبيره

 

تأثير القرآن النغمي والموسيقي في نفوس العرب:

لا جرم أن علوم البيان وتنوع مباحثها، من أهم ما يعتمد عليه في خدمة العقيدة الاسلامية، لأنها تعمل على ابراز ما في القرآن الكريم - وهوكتاب العقيدة الاسلامية وآيتها المعجزة- حيث قال امام اللغة وفقيهها الكبير"الخطابي"

 

"...وفرق ما بين نظم القرآن وتأليفه، ونظم سائرالكلام وتأليفه، فليس يعرف فروق النظر واختلاف البحث، الا من عرف القصيد من الرجز، والمخمس من الاسجاع، والمزاوج من المنثور، والخطل من الرسائل، وحتى يعرف العجز العارض الذي يجوزارتفاعه من العجز الذي صفة الذات..، .فاذا عرف صنوف التأليف، عرف مباينة القرآن لسائر الكلام، ثم لم يكتف بذلك حتى يعرف عجزه، وعجز أمثاله عن مثله، وأن حكم البشر حكم واحد في العجز الطبيعي، وان تفاوتوا في العجز العارض"..(2)

 

لقد تحدى الرسول صلى الله عليه وسلم العرب قاطبة بأن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا عنه وانقطعوا دونه، وقد بقي (ص) يطالبهم به مدة عشرين سنة، مظهرا لهم النكير، ومزريا بأديانهم وعقائدهم، ثائراعلى تصوراتهم وعاداتهم، مسفها آراءهم وأحلامهم حتى نابذوه وناصبوه الحروب

 

أجل...، ولقدنزل القرآن مفرقا ليقرأعلى قريش"ذؤابة العرب"وساداتها الموصوفين برزانة الأحلام، ووقارة العقول والألباب، وعلى العرب كافة، للفهم والتأمل والتدبروالاستيعاب، لتعلم أحكامه والتفكير في مقاصده...، فكان الاعجازالقرآني بعجزالقدرة الانسانية عن قول مثله، واستمرارهذا العجز مع استمرارالزمن وتقدم العلم والعالم ...، فالعالم في عجزعن صنع مثله، في اعجازه في ألفاظه، وفي عباراته وفي معانيه، وفي اجتماع هذه الوجوه، على أعلى مستوى، مع خصائص الفصاحة في ألفاظ كأنها السلسال، ومع البلاغة في المعاني والمواعظ ومضارب الأمثال والقصص والخبروالأوامروالنواهي، مع موسيقى اللفظ وجرسه، تخاطب الأذن والعين والعقل، بألفاظ فيها حياة واطراد نسق واتزان...، مقطعا مقطعا، ونبرة نبرة، وكأن النفس توقعه توقيعا ولا تتلوه مجرد تلاوة

 

فالحرف من القرآن معجز في موضعه، يمسك الكلمة التي هو فيها، ليمسك بهاالآية، فيؤدي للسامع صوت النفس، وصوت الفكر، وصوت الحس، في الألفاظ والمعاني

 

"لايؤلف برهانه تأليف المنطقي العادي من مقدمة صغرى وكبرى ونتيجة. ولا يثير مسائل الفلاسفة يفصلها ويبني عليها، لأن الدين لم ينزل للفلاسفة، أو المفكرين، أو العلماء وحدهم، فهم الفئة القليلة، ..انما اعتمد القرآن الفطرة الانسانية والعاطفة النقية وهما قدر مشترك بين بني البشر جميعا، وهو قد أنزل جميعا، " على حد تعبير الأستاذ "عبد الحليم الجندي"

 

 لقدجاء تنزيله بترتيب عجيب، جعلت العرب من أرباب الفصاحة والبيان، يتلقونه منذ نزوله مبهورين و مسحورين، يستوي في ذلك مؤمنوهم وكافروهم، فجاء أحسن لفظ، في أحسن نظم فى التآليف…، معجز بلفظه، ونظمه وتركيب عباراته..، مفردة أو مركبة، فكان معجزا بموسيقاه، ومعجزا بتأثيره في الأرواح والعقول، بين جمال ترتيله وحسن تأويله، ومن خلالهما برزت معانيه الخالدة للمتمعنين، والمتأملين، والقارئين له والمنصتين اليه، فانشغلوا بعذب جرسه وروعة كلماته، و كيفية ترتيبها المونق والدقيق، وتناسقها المعجب، وتعدد أساليبه الموسيقية، ووقعها في النفوس، فيجد فيه البعض سموا شعريا، و يرى فيه البعض سحرا أخاذا، فاعجز الشعراء وليس بشعر، وأعجز الخطباء وليس بخطبة، وورد الايقاع الموسيقى فيه حدا لا مثيل له لا في شعر، ولا في نثر، منذ أن تكلم العرب العربية في الجاهلية وهم أساطينها وأربابها، فافتتن كفار قريش فى البحث فى "منابع السحرفيه" تجلت في شخصيتين متماثلتين، من حيث مكانتهما الا جتماعية وبداوتهما، وسليقتهما اللغوية، ومتناقضتين فطرة وايمانا وصفاء ونقاوة، وهما: الوليد بن المغيرة من عتاة كفار قريش وفصحائها وبلغائها، وعمر بن الخطاب من أشرافها، وفوارسها الصناديد، الأول سمع شيئا من القرآن فرق قلبه (كفنان مرهف الأحاسيس) فتداعى كبرياؤه، رغم كفره وتعنته، وانسداده عن الحق، مما أذهل كفارقريش وأثارروعها وفزعها، فتعالت أصوات ساداتها تصيح"صبا والله الوليد، ولتصبون قريش كلهم"، فهرع اليه أبو جهل مستغربا ومستنكرا انبهاره بسماع بضع آي من القرآن فما باله اذا سمع كل القرأن، فأجابه المغيرة مأخوذا بهول صدمة كلمات القرآن الكهربية، ومصعوقا بقوة ألفاظه، ومنتشيا بلذة تعابيره قائلا:فماذا أقول فيه؟ فوالله ما منكم رجل أعلم مني بالشعر ولا برجزه، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن، (أو الانس في رواية أخرى) .. والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا، ....والله :ان لقوله لحلاوة..، وان عليه لطلاوة...، وانه ليحطم ما تحته.، وانه ليعلو ولا يعلى عليه...."الى آخرالرواية المشهورة ف..

 

أما عمر البدوي القوي الشديد، فاختلفت الروايات في كيفية اسلامه الا أنها تلتقي في أنه "سمع" (كما سمع المغيرة كذلك) شيئا من القرآن، لقولة عمر"فلما سمعت القرآن رق له قلبي"

 

 وهنا نرى مشهدين متناقضين لرجلين عربيين بدويين من سادة فصحاء العرب وفوارسها الصناديد، عمر بن الخطاب الشديد الحساسية، والأقرب الى الايمان والروحانية بالفطرة، والمغيرة ربما الأشد حساسية (كشاعر) والأبعد عن الايمان والروحانية بالجبلة والسليقة، الا أنهما التقيا على نقطة واحدة وهي : انبهارهما و اقرارهما بسحرجاذبية "القرآن" السمعية قبل العقلية، أو الملكة الذهنية الاستيعابية..

 

وفى حادثة المغيرة الرافض للايمان نقرأ هذه الآية ذات الجرس الموسيقى الأخاذ التي سحرته وبهرته والجمت لسانه عن "اللغو" في القرآن، أوالتنقيص من بلاغته وقوة تأثيرنغمته وهي: "انه فكر وقدر، ..فقتل !..كيف قدر؟..ثم قتل ..!كيف قدر؟..ثم نظر !..ثم عبس وبصر، !.. ثم أدبرواستكبر !، .. فقال :ان هذ الا سحريؤثر !!"..

 

. فنلاحظ ان كلي الرجلين"سمعا"بعضا من آي القران، ولم يكن عمر أكثر فهما أواستيعابا للمعاني من المغيرة، الاأن كلا منهما تأثرعلى شاكلته وحسب وعاء قلبه...

 

 وكم توانى الباحثون في تبيان هذا الجانب المأثر لدى سماع القرآن من عرب الجاهلية، التى كانت تغلب عليها الأمية، فنجد أن المتبحرين في الاعجاز اللغوي والبلاغي للقرآن، ومعظم المفسرين، قدانساق معظمهم في مباحث حول" المبنى والمعنى" أو"اللفظ والمعنى" وأيهما أكثربلاغة، متذرعين بالقواعد البلاغية التى وضعت لاحقا، بالكوفة والبصرة، فبقيت مزايا القرآن الفنية (التعبيرية والموسيقية) مهملة ومسكوتا عنها، الا لقلة ناذرة، مثل الزمخشري صاحب الكشافـ الذي ينصرف عنه الكثير من المعاصرين لتشيعه - حسب زعهمهم-، وقبله عبد القاهر الجرجاني ذاك اللغوي المنقب الذي بلغ غاية التوفيق في ابرازالصورالحافلة بالحركة الموسيقية والايقاعية "فى كتابه "دلائل اعجاز القرآن"ولم يصل المحدثون بعد الى الكشف عن هذا الجانب المشع والواضح في القرآن الكريم ..الا تلك المحاولة الكبيرة من سيد قطب في كتابه القيم "التصويرالفني في القرآن"

 

ولذا فاننا لنجد الآيات التي سحرت المغيرة، أو عمربن الخطاب، هىآيات مكية لاتوجد فيها شرحا لعقيدة، اوأوتفصيلا لتوحيد، أوتفسيرا لبراهين العلوم الكونية، أووضعا لقوانين الدولة، بل سحرت العرب الأوائل "صيغه المعبرة المنغمة" –حسب تعبيرسيد قطب- في وقت لم تتنزل فيه آيات التشريع المحكم، أو التفصيل في القضايا الكونية والميتافيزيقية الكبرى، بل اقتصرت على ذكرعناصر نفسية ووجدانية بطرق ابداعية لغوية أخرى سحرت سمعهم، واستحوذت على مشاعرهم، مما جعلهم يلتفتون فيما بعد الى"صاحب الرسالة" الذي ألهم مثل هذه التعابيرالبيانية والابداعية، يترصدون حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله وتعابيره اللفظية والسلوكية، محاولين استشفاف ايماءاتها وايحاءاتها، واكتناه أسرارها ورموزها، علهم يجدون فيها أو في الرسول شبهة أو ثلمة أو حطة، وكأني بهم يضعونه تحت المجهر والمكبرات...لقول غائشة رضي الله عنها "وكان خلقه القرآن"

 

وكما فعل كفار قريش في الماضي البعيد، يحدث نفس الشيء منذ القرن الثامن عشر من عتاة المستشرقين بأدوات الاستشراق كعلم له كيانه الخاص، ووضعت له فلسفته و مناهجه ومدارسه ودراساته، وأغراضه وأتباعه ومعاهده ومؤتمراته، بكل نزوعاته المختلفة من المناهج ): التفوقية والتحليلية والتخصصية واللاهوتية والسياسية ( وما ترك هؤلاء كبيرة ولاصغيرة الا أحصوها في مباحثهم، وكان منهم الصادقون، وكان منهم ما دون ذلك، وذلك من طبيعة الأمور"..فلا وربك لا يؤمنون حتى يحمكوك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (اللية65 من سورة النساء) أولم يكن هذا الرجل العربي الأمي هوصاحب هذه الرسالة؟–..كما وصفه المرحوم الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه" نطرات في لاسلام" ص14حين كتب.." .... وما أدراك من صاحب الرسالة، فحسبك منه أنه عليه السلام جمع خلالا كل واحدة منها كانت عنصرا فعالا في نجاح الدعوة، خلالا نعد منها ولانعدها، ونرسم شيئامن جوانبها ولا نحدها:

 

صبر ومصابرة، وجد ومثابرة، وحرص على بلوغ الغاية، والتزام لأدق حدود الصدق في الوسيلة والغاية، (فالغاية المشروعة لاتجيز وسيلة غير مشروعة فالغايات في الاسلام لا تبرر الوسيلة (كما هو الشأن في الماكيافيلية والنفعية الانغلوسوسنية والذرائعية الأمريكية، والله سبحانه تعبدنا بالوسائل كما تعبدنا بالغايات).. تلطف في الدعوة وقصد في الحاجة، وتعليم بالأسوة والقدوة، وتأديب باللمحة والنظرة وطهر في السيرة والسريرة، لا حقد ولا ضغينة، ولا ختل ولا مواربة، سخاء بما في اليد، وزهده بما في يد الناس....."

 

 وهكذا تجاوبت نفسية صاحب الرسالة بالرسالة فالتقت القوتان في حلقة مفرغة حملت الى العالمين رسالة الاسلام بلغة العرب والبيان الذي هو باق الى يوم الدين ولو كره المتعنتون...

 

.................

هوامش

(1) ابن خلدون :مقدمة ابن حلدون ص545 طبعة المكتبة التجارية – القاهرة

(2) الخطابي: بيان اعجاز القرآن : ص18(مطبعة دار التاليف- القاهرة1953

وعن تفوق اللغة العربية عن غيرها من اللغات وتميزها بخصائص القوة والحركة والتوليد والترادف أنظر بعض المصادر التالية :

 tudes d’islamologie- : Robert Bruschvic

 E dition maisonneuvre et la rose مؤلف من مجلدين كبيرين من 766صفحة (معهد الدراسات اللغوية والاسلاميات والاستشراق)

PARIS – Edition maisonneuve et LAROS

بروكلمان:" موجزفى علم اللغات السامية " بالفرنسية ص 40

لوي ما سينيون: في تقديمه لكتاب خليل عزة" مقولات ارسطو فى ترجماتها السوريالية والعربية " بالفرنسية طبعة بيروت..

الدكتورمحمد عبد الله دراز ":النبأ العظيم" مكتبة الهدى -حلب بحث دكتوراه من جامعة السوربون بباريس عام 1948

..د.عثمان يحي. :" الكوجيتو الديكارتى واللغة العربية".

د.عثمان يحي : فلسفة اللغة العربية من ص 96الى102 .المكتبةالثقافية 1965

مالك بن نبي : –انتاج المستشرقين وأثره في الفكر الاسلامى –دار الارشاد بيروت

 مالك بن نبي :-الصراع الفكري فى البلاد المستعمرة- دار الفكر بيروت

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1160 الاحد 06/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم