قضايا وآراء

رمضان شهر ?لإنسان ?لعالم (3)

ما قلته فى مقالى عن شهر رمضان وإلى مارأيته فى كتاب "?لصوم" بفعل تأثير تعليم عالق بنفسى من تحريف كهنوت قريش ولغوه فى كتاب ?للّه "?للغة ?لفصحى".

لم أجد فى كتاب ?للّه كلمة "صوم"  إلاّ مانذرته مريم للرّحمـ?ن " نذرت للرّحمـ?ن صومًا "26 مريم. وما جآء فيه هو كلمة "صّيام". وكنت قد ?ستنبطت دليل كلمة صوم بما جآء فى مقالى ?لأول "... ومنه كلمة ?لصوم حيث أتى ?لواو وهو يدل على حق هو وتد وفيه دليل ?لمسك بقوة وثبات. فيبيّن أنّ ?لصِّدّيق يمسك بقوة وثبات بأصل ?لحيو?ة ?لمآء. ف?لصيام و?لصوم هو فعل صدّيق وتصديق للكتاب ?لّذى لاريب فيه ?لـ?مـ? 1 ?لبقرة.

فما قلته عن ?لصوم ما زلت أرى فيه ?لصواب ومازلت أتمسك به. لكنّه ليس كتابا من ?للَّه للّذين ءامنواْ.

 فما دليل كلمة صيام؟

تتكون ?لكلمة من ص ?لصادى ودليله صدّيق. يـ يوذ ودليلها يد. ا ءالف ودليله ثور. م مم ودليله مآء.

فى ?لكلمة للصّدّيق يد يثيرها ثور على ?لمآء (أصل كل شىء حى). وهو ماعلمت به من مأرب ?لصيام للّذين ءامنواْ. ف?لّذين ءامنواْ يعملون على?? إثارة وتأليف ?لحيو?ة فى نفوسهم بعد مآ أصابها من فساد نجم عنه موت فى بعض أجزآئها. وهو فعل جارى يقوم به ?لإنسان ?لمؤمن ?لحىّ إذآ أراد ?صلاح ما بنفسه وإحيآئها. ففى شهر رمضان عليه أن يرمض نفسه لتستقبل فعل ?لإثارة و?لتأليف للمآء فيها ليحييها من جديد. وكما قال ?لمفكر سمير حسن فى مقاله "رمضان شهر ?لإنزال" (?لحاجة للرمض فى ?لتراب هى خروج ?لحىّ منه. وصيام ?لمؤمن هو رمض فى نفسه وحاجة لتغيير ما فيها بإنزال قرءٍ لعلم جديد عليهآ أو قروء جديدة أو قرءان. وإنزال ?لقرء ?لجديد على نفس ?لمؤمن ?لصّآئم هو مثل إنزال ?لمآء على ترابٍ فيه رمض. فصيامه يهيىء نفسه للرّمض و?لسقاية ?لفاعلة فى ?نبات حيو?ة جديدة).

وسوف أرتّل ?لأيات ?لتى جآءت فيها كلمة ?لصيام فى كتاب ?للّه حسب ترتيب سور ?لكتاب. ففى سورة ?لبقرة جآء ?لصيام للّذين ءامنواْ فى شهر رمضان وهم كما تبين لى فى المقال ?لثانى "أهل ?لدولة و?لسلطة".

فى مقالى ?ليوم أجهد فى ?ستنباط جديد لدليل كلمة صيام كما جآءت فى سورة ?لنسآء ءاية 92 "وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمنًا إلاّ خطئـًا ومن قتل مؤمنًا خطئـًا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مّسلّمة إلى?? أهله إلآّ أن يصّدّقواْ فإنّ كان من قومـٍ عدوّ لّكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قومـ بينكم وبينهم مّيثـ?ق فدية مّسلّمة إلى?? أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبةً مِّن ?للّه وكان ?للّه عليمًا حكيمًا".

?لمؤمن هو ?لعالم ?لمختص من كلِّ علم. وهو ?لّذى يعقل بين علمه وبين ?لبلاغ ?لمبين ويصّدّق أى يوقن بأن صانع ?لقولين واحد هو ?للّه ربّ ?لعالمين فيخبت قلبه ويخشى ?للّه.

ف?لصّيام شهرين متتابعين لهذا ?لمؤمن ?لّذى قتل مؤمناً خطئًا ولم يجد ?لمال ليدفع ?لدية ?لمسلّمة أو لم يستطع بسبب فقره تحرير رقبة بسداد دينها. فصّيامه يكون ?لبدل لنفسه ?لّتى قتلت خطئًا لتصلح وتحى ما فعله ?لقتل فيها ولكى لاتكون نفسًا قاتلة. لأنّ قتل ?لنفس من ?لكبآئر ?لّتى ينجم عنه ?لفساد و?لهلاك إلاّ? إذا كان قتلاً ب?لحق. ولعظم ?لفعل "قتل" كان صيامه شهرين متتابعين ليذهب أثر ?لسيّئة لفعل ?لقتل من نفسه ويصلحها لتعمل ?لحسنات. وقد جعلها ?للّه توبةً منه إلى ?لمؤمن ?لفقير ?لقاتل لأخيه ?لمؤمن خطئًا ولأنّ ?للّه يعلم ما يصلح ?لنفس ويحكم لها ما يجب أن تفعله حين تخطأ وتقتل دون عمد.

وجآء فى سورة ?لمآئدة ءاية 89 "لايؤاخذكم ?للّه بـ??للَّغو فى? أيم?نكم ول?كن يؤاخذكم بما عقّدتم ?لأَيم?ن فكفّ?ـرته إطعام عشرةِ مسـ?كين من أوسط ماتطعمون أهليكم أو كسوتهمـ أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلـ?ثة أيامـٍ ذ?لك كفَّـ?رة أيمـ?نكم إذا حلفتمـ و?حفظو?اْ أيمـ?نكم كذ?لك يبيّن ?للّه لكم ءايـ?ته لعلَّكمـ تشكرون".

صيام ثلاثة أيام للّذى لايجد ?لمال لتحرير رقبة أو? إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم. إذا لم يحفظ عقّد ?لأيـ?م?ن.

فما هو ?للغو فى ?لأيـ?م?ن ?لّذى لايؤاخذنا ?للّه عليه؟

?للغو من أصل لغو وهو ?لقول ?لّذى يحرِّف ?لكلام أى يعطيه دليل ءاخر أو يبدِّل بكتبه ?لمؤلفة للكلمة. و?لمثل عليه فى تحريف ?لدليل هو فى جعل دليل كلِّ من تلو وقرأ. ودليل نظر وبصر ودليل ظنّ ورأى واحد. و?لإتيان بكلمة لغو نفّذ وجعلها مكان دليل كلمة سوّى وكلمة أعتقد وجعلها مكان دليل كلمة أؤمن وأرى وغيرها كثير من تحريف ?للغة ?لفصحى. و?لمثل على ?لتحريف بتبديل ?لكتب ?لمؤلفة للكلمة خط كلمة قرآن بدل قرءان وكلمة قراءة بدل ?ستقرآء أو قرء وكلمة آدم بدل ءادم وكلمة صلاة بدل صلو?ة وزكاة بدل زكو?ة وامرأة فلان بدل ?مرأت فلان فلا يدرك ?لفرق بين ?لكلمتين حيث جآء كتاب ?لتآء ة ت ـة تـ ودليله علامة مغلوقا فى ?لأولى ومبسوطا فى ?لثانية ليبيّن لنا ?لفرق بعلامة ?لأنثى ?لّتى لها زوج من ?لأنثى ?لباكر بين ?مرأة و?مرأت. وجعل كتاب ?لـوتد ?لمثانى "ء" حرف ?لهمزة مماثلا لكتاب ا ءالف وعندهم فى المعجم الوسيط:

الهمزة: صوت شديد، مخرجه من الحنجرة، ولايوصف بالجهر أو الهمس.

وتكون الهمزة من حروف المعانى، فتستعمل في النداء، لنداء القريب فيقال: أبُنىَّ. وفى الاستفهام، فيسأل بها عن أحد شيئين أو الأشياء، مثل: أأخوك سافر أم أبوك؟

( آ ): حرف نداء للبعيد.

فماذا يكون دليل كلمة آدم كما تخطه ?للغة ?لفصحى؟

إذا كانت ?لـ "آ" للنداء ?لبعيد كما يقولون فعلى أى بعيد ننادى "دم"!.

وبعمل ?لمقارنة و?لموازنة "?لعقل" بين لغو ?للغة وماجآء فى كتاب ?للّه ?لقرءان وهو ينادى ءادم فقال له "وقلنا يـ??ءَـادم ?سكن أنت وزوجك ?لجنّة" نرى تحريف لخط ?لكلمة و?لّذى ينجم عنه تحريفا لدليلها أيضًا. فواو ?لمثانى "ء " كتاب قآئم بنفسه ودليله قوة تثبيت وتوتيد فهو واو مضاعف. ءادم كلمة واحدة وليس ندآءً للبعيد (دم) كما يقول أصحاب ?لمعجم ?لوسيط!.

هذا غيض من فيض كما يقولون من تحريف ?للغة ?لفصحى للِّسان ?لشّامى ?لفطرى  ?لّذى حمل قول  كتاب ?للّه ?لقرءان.

?لأيـ?م?ن من ?ليمين وهو مايلزم ?لمرء نفسه من قول أو فعل. و?للّغو فيه يبطله ولايؤاخذ عليه. أمآ إذا عقّد ?لأيـ?م?ن أى? ألزم وربط نفسه به وهو دليل عقّد ومنه عقدة ?لحبل فعليه أن يحفظ ذلك وإذا لم يفعل  فكفـّ?رته صيام ثلاثة أيام.

?لصيام يكفّر عن عدم ?لحفظ ليرجع ?لمؤمن ويصلح نفسه ويحفظ أيـ?م?نه ويكون من ?لشاكرين. وكلمة كفـّ?ارة من كفر ويدل على ?لغطآء و?لستر و?لخفآء للشىء وهو ما يفعله ?لصيام بنفس ?لمؤمن ?لّذى لم يحفظ أيـ?مـ?نه. ف?لصيام فعل وقاية و?صلاح لنفس ?لمؤمن ?لفقير.

وجآء فى سورة ?لمجادلة "?لَّذين يظ?هرون منكم من نِّسآئهمـ مّا هنّ أمّه?ـتهمـ إن أمّه?تمهـ إلاّ ?لّـ??ئى ولدنهمـ وإنّهم ليقولون منكرًا مّن ?لقول وزورًا وإنّ ?للّه لعفوٌّ غفور(2) و?لّذين يظ?هرون من نِّسآئهم ثمّ يعودون لما قالواْ فتحرير رقبة مِّن قبل أن يتمآسّا ذ?لكمـ توعظون به و?للَّه بما تعملون خبير (3) فمن لّمـ يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتمآسّا فمن لم يستطع فإطعام ستّين مسكينًا ذ?لك لتؤمنواْ بـ?للّه ورسوله وتلك حدود ?للّه وللك?فرين عذابٌ أليمٌ (4)" .

فصيام شهرين متتابعين للّذين يعودون لماقالوه منكرًا وزورًا " يظ?هرون من نّسآئهم" على?? إنّهنّ أمّهاتهم . وفيه فعل ?لمس " من قبل أن يتمآسّا" مسّ فى دليله دخل وقرب ونكح فهو فعل يوصف به ?لنكاح بين ?لزوجين وهو ما?ستنبطه من قول مريم للرسول " قالت أنّى? يكون لى غلـ?م ولم يمسسنى بشر ولم أكُ بغيًّا " 20 مريم.

 فقبل أن يرجعا ويكونا زوجين يحل لهما ?لمس. عليه أى ?لذكر أن يصوم شهرين متتابعين ليمحو أثر قول ?لمنكر والزور من نفسه لتعود وتصلح وتقول ?لمعروف و?لصدق فأنّ ?لأم هى ?لتى تلده وتربيه وترضعه . فقد عسّر ?للّه عليه بصيام شهرين متتابعين لعظم قول ?لمنكر و?لزور فى ه?ذه ?لمسألة و?لتى فيها ظلم كبير للمرأة . فـ?للّه يوعظهم به وهو يخبر بعملهم ويريد منهم أن يؤمنواْ به وبرسوله ويلتزمواْ بحدوده لكى لايكونواْ من ?لكافرين فيحق عليهم ?لعذاب ?لأليم .

?لصيام للفقير ?لّذى لايجد ?لمال لتحرير رقبة من دين أو إطعام ستّين مسكينًا.

وكأنى بـ?لصيام دوآء لأمراض ?لنفس به تعالج من أمراض ?لقتل وقول ?لمنكر و?لزور وعدم حفظ عقّد ?لأيـ?م?ن وبه ترجع ?لنفس طيّبة صالحة تفعل ?لخير و?لصلاح وتقول ?لصّدق.

فهل يفعل ?لسنة ?لبخاريون و?لشيعة ?لجعفريون بما يوعظون به .

 أم مثلهم كمثل ?لمريض ?لّذى يُمـ?نَع من ?لأكل و?لشراب قبل إجرآء ?لعملية فيمتنع عن ?لطعام و?لشراب ويرفض إجرآء ?لعملية ولسان حاله يقول " ?للّه يشفينى" وهو لايدرى? أنّه يرمى بنفسه إلى?  ?لتهلكة  . فصيامهم رمض يميتون به أنفسهم ويغفلون عن إحيآئها فيكثر فسادها ومرضها حتى تهلك .         

    

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1171 الخميس 17/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم