قضايا وآراء

مداخلة على مداخلة .. يجوز للشاعر تجاوز عيباً للقافية لسمو المعنى ضرورة / كريم مرزة الاسدي

سأنشرها بعد أن ألملمها  وأكملها، خدمة للتاريخ الأدبي وللذكرى، لأن الأمور العفوية،  تكون صادقة المشاعر، سريعة البديهة، حلوة الظريفة ، كما حدث  مع أخوة عراقيين وعرب آخرين، وفي مواقع أخرى، ولكن ما يهمني الآن المداخلة الدقيقة والجميلة للشاعر الأديب  سامي العامري، فبعد تأمل وإمعان أرتأيت أنها أكبر من أن تحصر بين شخصين، أوعدّة قرّاء كرام، على ما يبدو أن الأخ العامري كان يخزن في وعيه الأبيات الجميله له، والتساؤلات حولها، فوجد الفرصة سانحة لمشاركة الآخرين  وإثرائها، وللإمانة العلمية، أنقلها إليكم كما وردت، وهي بالأساس منشورة في موقع (المثقف) المثقف، وأشكر شاعرنا الجميل للثقة التي أولاني إياها:    

" سامي العامري
الشعر قبل كل شيء هو فن وذوق وإحساس والحكم أولا وأخير للأُذن العربية
------
الأستاذ الفاضل كريم مرزة الأسدي
أطيب التحيات
بصدد القافية كتبتُ قبل سنتين تقريباً قصيدة عمودية حاججني حولها أحد الشعراء العراقيين فاعترض على قافية (واحدِ) من خلال فهمه لألف الإسناد فكان ردي عليه بأن القافية تسوِّغها أذن الشاعر المرهفة وأضفتُ بأني أيضاً كثير الإستماع إلى الموسيقى العالمية ثم إنه ليس من الصحيح أن نبقى رهن ذائقة القدامى مع معرفتنا أن كل شيء في سبيله إلى الرقي والتطور ومنه الشعر الذي يسعى الشاعر الحريص على ضخ حياة أكثر فيه دون المساس بمرتكزاته الجمالية الأولية ... وهذا حق أما عن هذه القصيدة والتي هي بعنوان : بفضول اللبلاب أُعدِّد شرفاتك ... فهنا عدة أبيات منها مع البيت الذي عنيتُه وعنيتُ قافيته ومداخلة الشاعر حول سناد التأسيس الذي كان سبب اعتراضه :
قالت : إذا الإخلاص شَعَّ فلا أسىً
وعلى أمانينا انتزاعُ الفرقدِ
ما همَّني إنْ كنتَ تَغضبُ ساعةً
وتعود ترضى … يا لَسِحْر المشهدِ
كلماتُكِ المترقرقاتُ حَمَلنَني
لشذا الفرات وخدهِ المتوردِ
وشعرتُ إذْ هاتفتِني وكأنني

أحيا ودجلةَ تحت سقفٍ واحد !
----
والآن سؤالي لك ما هو تقييمك للحالة هنا إذا سمحتَ سيما وأنا أجد جمالية البيت الأخير متأتية من كوني استخدمتُ صياغة جد معروفة ومتداولة في لغتنا اليومية استخداماً شعرياً أي
(تحت سقفٍ واحد) وإلا كان بإمكاني أن أسبتبدل : واحدِ، بـ أوحدِ مثلاً، رغم لجوئي في هذه الحالة إلى الضرورة الشعرية حيث : أوحد .. كما تعلم ممنوعة من الصرف وحكمها هنا النصب أو الفتح أضفْ إلى ذلك ما في كلمة
(أوحد) ضمن هذا السياق من ضعف أو ركاكة حسب تقديري
وجزيل الشكر على مقالكم الشيق "

انتهت مداخلة شاعرنا وأديبنا وناقدنا الأستاذ سامي  العامري .

1-شرعت مداخلته الكريمة بهذه العبارة :   
"الشعر قبل كل شيء هو فن وذوق وإحساس والحكم أولا وأخير للأُذن العربية "

العبارة من وجهة نظري غير دقيقة تماما، فالذي كتبته في بحثي المتواضع - وأنا أعني الشعر الفصيح العمودي، والتفعيلة بدون قافيته، وليس الشعبي : " وربما تسأل  هل الشعر هو علما العروض والقوافي وكفى ؟ أقول لك كلا، وألف كلا !!  ولكن بدونهما لايمكن أن نطلق على الكلام شعراً بالمفهوم العربي الأصيل والعريق، لاريب يخضع الشعر لمعايير الصيغ البلاغية، والقواعد النحوية والسلامة اللغوية، والمعاني السامية، والعواطف الجياشة، وسعة الخيال، ورقة الوجدان :

آلا يا طائر الفردو       س ِ، إنّ الشعرَ وجدانُ "

فإذن الشعر بالإضافة  لخضوعه لعلمي العروض والقافية ،يخضع أيضاً لمعايير الصيغ البلاغية، والقواعد النحوية، والسلامة اللغوية، ويبدو لي من شعرك، ومقدرتك تتفق معي، ربما أنت أردت (سناد التأسيس الوحيد) في أبياتك ! ثم الأذن العربية، إذا كنت تقصد بمسمعها الجمعي والآني، الحكم غير صحيح، فالعقل الجمعي أحياناً يقود مسامعه نحو الرديء لظروف مضوعية تحيط به  ! أو أنّ العبقري نفسه لخصائص فردية نفسية ... اجتماعية ... اقتصادية، لا يستطيع فرض نفسه على مجتمعه ، فابن الرومي الموسوس  المتطير، المَضحَك المُبكي نسته عهود وعهود، وهو من أكبر عمالقة العرب في الشعر، وأبو حيان التوحيدي  وهو الآخر من أكبر عمالقة العرب في النثر والأدب، الذي سار بين الأشواك، وأكل الحشيش !! لم يشر إليه،  ويلفت الأنظار لعظمته إلا المستشرق السويسري (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري) ، وهكذا في الغرب فهذا هيرمان ملفيل وروايته (موبي ديك  / الحوت الأبيض)، لم يشتهر إلا بعد وفاته حتى أن سومرست موم عدّها واحدة من أحسن روايات في العالم،  في حين عانى ما عانى مؤلفها من السخرية والأستهزاء في عصره، ومثله الأنكليزي دي - ايج - لورنس صاحب رواية (عشيق السيدة شاترلي)، ولا أطيل حتى شارل بودلير، لم يشتهر  حقا حتى بعد وفاته، المهم العبقري أوالشاعر الملهم، قد تحكم عليه أذواق أجيال أخرى، أو يبرز في عصره، ونقصد بالذوق بمعناه الأوسع مدى  من زمان لزمان ، فكم من تجربة برزت وخمدت بعد حين وحين، وكم من تجربة خفتت ثم  توهجت بعد جيل وجيل، وما لنا إلا أن نكزز مع المتنبي :

سيظهرُ الجهلُ بي وأعرفه        والدرُّ درٌّ بالرغم ِ منْ جهله  !

2- صاحبك محق وغير محق ! محق من حيث أسس علم العروض و (سناد التأسيس) ، وغير محق من حيث تمردك على القافية من أجل المعنى، وبالأخص أنت كنت تعرف ما تريد، بادىء ذي بدء ،المقطوعة التي أمامي من البحر (الكامل)، أصاب  ما يقارب نصف تفعيلاتها سيان في حشوها  وأضربها زحافات الإضمار، الأعاريض لم تتعرض ، ولا البيت الثالث على أغلب الظن، والإضمار جائز وحسن في الكامل حتى لو جاء بالضرب، والإضمار تسكين ثاني السبب الأول من التفعيلة   (متفاعلن  ///ه //ه) ، أي تتكون من فاصلة صغرى (أي سبب ثقيل وسبب خفيف) ووتد مجموع، بعد الإضمار  تصبح التفعيلة (مستفعلن  /ه/ه //ه)، أي (سببان خيفان ووتد مجموع)، فنسبة المتحركات الى السواكن قلـّت دون إسراف، وعندي في هذه الحالة تكون الإنسيابية أجمل، وعلى العموم أكثر الشعراء نظموا من  البحر الكامل لرشاقته ورقته وجماله ، أمّا  وزنه :

متفاعلن متفاعلن متفاعلن      متفاعلن متفاعلن متفاعلن

ويمكن لـ (متفاعلن) بعد الإضمار أن تصبح (مستفعلن)،  والأخيرة إذا كررت ستة مرات  يتشكل البحر (الرجز)، ولكن إذا رأينا تفعيلة واحدة في  أي قصيدة مهما بلغ طولها،تفعيلة واحدة من صيغة (متفاعلن)،فالبحر بحر كامل !!

الأبيات تنم عن شاعرية  رومانسية جميلة، بخيالها الخصب، وأحاسيسها الصادقة، ووجدانها الرقيع،واستعاراتها الرائعة، ومحاوراتها المخملية البديعة،  فالشاعر لحظة نظم القصيدة، لا يمكنه أن يكون إلا صادقا،، والحقيقة أربعة أبيات لا يمكن لها أن تحكم على شاعرية شاعر، وللأسف الشديد لم تتسنَ لي الفرصة لقراءة دواوينك، أما  هذا السناد من وجهة نظري مقبول - ولو انه نادر لدى الشعراء - لعدة أسباب :

1- سناد التأسيس  (سنأتي عليه في موضوعنا علم القوافي)، هو أن  تكون القصيدة مؤسسة بالألف ما قبل حرف الروي والدخيل مثل (هائل، عالم، واحد)، شرط أن تكون الألف في نفس الكلمة، وأنت-  أساساً - مقطوعتك غير مؤسسة، وجاء بيت واحد فيها مؤسساً (العكس)،و حركة (الدخيل) في قافية التأسيس له خصوصية، وتسمى حركته بـ (الإشباع) .

2 - قال العجاج (رؤبة بن عبد الله التميمي)، وهو شاعر مخضرم جاهلي إسلامي :

يا دار مية اسلمي ثم اسلمي         فخندفٌ هامة هذا العالم ِ

ولو أن العروضيين والنحويين واللغويين  قد توقفوا على الأستشهاد بالشاذ بعد استقرار مدرستي البصرة، والكوفة، ومن ثم المرسة البغدادية، وسادت مدرسة البصرة بشكل شبه تام، لأعتمادها القياس المتعقل لعدم ضياع اللغة وتشتتها، إلى أن المتنبي سار على المذهب الكوفي بعد الإسقرار  مرات ومرات ولم يبالِ ِ، فمثلاً  ترك صرف (حمدون) و (حارث) فب يته الآتي، وأهل البصرة عندهم غير جائز :

وحمدانُ حمدونٌ وحمدونُ حارث ٌ     وحارث ُ لقمان ٌ ولقمانُ راشدِ

والجواهري في عصرنا حين خاطب (متنبيه)، منع من الصرف، وهذا غير جائز عند البصريين  :

ومن قبل ِألف ٍعوى ألفٌفما انتفضتْ       أبا محسّدَ بالشتم ِ الأعاريبُ !!

سار على المذهب الكوفي، نعم أهل البصرة يجوزون صرف  الممنوع من الصرف للضرورة الشعرية، ولكن العكس عندهم غير جائز، والجواهري تعداهم كالمتنبي وأخذ بمهب أهله !! والأكثر من ذلك الجواهري آتى بالعجب العجاب حيث اعتمد على قوم رؤبة العجاج نفسه صاحب (سناد التأسيس) الذين ينصبون الجزأين بـ (إنّ) وأخواتها على حد قول (ابن سلام)، وذلك في مطلع قصيدة له ! :

نحن الكبار ليتنا أطفالا           ولمْ نزلزل بعضنا زلزالا

كيف جاءت (أطفالا)، إنـّه الجواهري وكفى !

3 - وأنت عزيزي تريد أن تبدل (واحد) بـ (أوْحد)، وتمنعها (الكلمة) من الصرف، بهذا الشعر كلـّه يسقط، لأن شتان بين معني الكلمتين (الأوحد)هو الله، أو الإنسان الذي لا نظير له، ولا يقال عن السقف (أوحد)، وتبريرك رائع جدا، وخصوصاً حين ربطته بالمثل السائر، وهذا تضمين بلاغي بليغ، لا يمكن الأستغناء عنه ،ثم أن الواو أيضا هنا حرف لين، سبقها الفتح (أَوْحَدِ)، والألف حرف مد  ولينسبقه أيضاً الفتح (وَاحِدِ)، والفرق بينهما أن حرف الألف الساكنة  لا يُسبق إلا بحركة من جنسه  ، أي  (الفتحة)، لذلك إيقاعه (الكمي) أكبر قليلا من الإيقاع (الكمي) للواو الساكنة المسبوقة بحركة من غير جنسها (الفتحة) .

4 - ولو افترضنا أن الألف بالحركة التي تسبقه متحرك، يكون لفظ القافية  (متكاوس)، لأن الحرف الذي سبق واو (واحد) تنوين، وهوحسب علم العروض حرف ساكن، فيكون لفظ القافية  (فِنْ وَاحِدِي /ه ////ه)، وهو مجرد افتراض بعيد المدى، لأن الألف ساكنة، ولكن الذي أريد أقوله، إن التنوين الذي سبق الواو أفاد القافية كثيرا، بدون شعور منك،لأنك على ما يبدو تحمل أذناً موسيقية مرهفة، وهذه ليست مجاملة ومحاباة ، وإنما دراسة هدفها العلم والعام ! بينما البيت الثالث لفظ قافيته متدارك (وَرْر ِدي /ه//ه)، والبيت الثاني والثالث أيضا لفظهما   -وأعني ألقاب قافيتهما -  متدركان  (أرجو عدم الخلط بين البحر المتدارك، ولفظ القافية المتدارك)، ولا داعي للمثل، فالحلقات آتية بإذن الله .

5 - مثلما أنت تعمدت على  حشر (سقف واحد)، فقد تعمد من قبلك بأكثر من ألف وخمسمائة عام الحارث بن حلزة اليشكري، صاحب المعلقة الشهيرة بإقحام عيب (الإقواء) في معلقته لسبب حكيم وبارع !(سنأتي عليه وعلى غيره في حينه) .

6 -  و الجواهري في عصرنا  - كرمز شامخ في الشعر العمودي، لا يضاهى - لجأ إلى عيب (الإجازة) تعمدا لغرض المعنى الذي يريد إيصاله، وعيب (الإيطاء) بشكل لا شعوري، ألبسه أياه الإلهام، وتركه على حاله، أليس هو القائل : (وخلـّها حرّة ً تأتي بما تلدُ)، و(الإجازة) جمع روييَن مختلفي المخرج كالعين والقاف  كحالة الجواهري في (موشحته) أبان رحلته المرهقة - كما يذكر د. الأعرجي - وحسبهما روياً واحداً، وبعد  تنبيهه  عدل عن إصلاح العيب :

(وجنته اليدان) سقط  المتاع ِ       عن سفاح ٍ وفاسق ِ النظم ِ

وهو سمٌّ مروّقُ في  العراق         من فم ٍ يبصــــــقونه ُ لفم

      وهوحلوالمساغ ِعذبُ المذاق ِ         لصعاليكِ في  حمى النعم ِ

      ونُرجىْ (الإيطاء) لبحثنا .

7 - كما ذكرت في الحلقة الثانية من  (الشعر وقضاياه)، كمدخل لعلم العروض : الإيقاع ظاهرة طبيعية تعني  التسلسل المنتظم لمجموعة من العناصر، فنبضات القلب، ودقات الساعة، والمناظر الرتيبة قي الطبيعة، وضربات الصفارين، ورقص الرقاصين، وشعر الشعراء، والرسوم المنتظمة للرسامين والمهندسين، كلـّها إيقاعات إن جاءت متسلسلة بإنتظام، أما إذا تدخل العقل والفكر والإبداع بين ثناياها ، فعندها تكون الإيقاعات غير تامة الإنتظام عندئذ تصبح فنـاً، ولهذا يرى عالم الجمال (هو جارت) "  إنّ القاعدة المثالية للفن هي أن تتحاشى الإنتظام " يقصد التام، لا أن نجعل من الفن سوقاً للهرج والمرج ... والى أين أريد أصل، لماذا مابين كل ّ أربع أبيات تلجأ إلى سنا التأسيس، وإلا من أين جاءت الأبوذية والموشحات والدوبيت (المثنى) !!!

بقى شيء لا بد أنْ نعرج عليه، آلا هو قولك  " ثم إنه ليس من الصحيح أن نبقى رهن ذائقة القدامى مع معرفتنا أن كل شيء في سبيله إلى الرقي والتطور ومنه الشعر الذي يسعى الشاعر الحريص على ضخ حياة أكثر فيه دون المساس بمرتكزاته الجمالية الأولية " .

هل تتخيل - يا عزيزي -  هذه المقولة التي يكررها بعض مثقفي عصرنا  وشعرلئهم وأدبائهم جديدة على العرب !! ألم يقل امرؤ القيس أول شاعر عربي (ت 530 م) :

ما ترانا نقول إلا معادا          أو معاراًمن لفظنا مكرورا  !!

وقال عنترة بن شداد (ت 615 م)  من بعده :

هل غادز الشعراء من متردم         أم هل عرفت الدار بعد توهم ؟!!

ألم تحدث  هذه الصرخات والأحتجاجات  أي تحول على مستوى اللغة والشعر ةالأدب ؟! عل يعقل هاذا؟ّ  أم يصرخ أبو العتاهية محتجاً على البحور، وقال " أنا أكبر من العروض " !!وجاء بوزن شعري جديد،لم يكن معروفاً من قبل :

همُّ القاضي بيتٌ يطرب      قال القاضي لمّا عوتب

ما في الدنيا إلا مذنب       هذا عذرُ القاضي واقلب  

ألم تظهر فنون شعرية جديدة على  مر العصور كالمواليا، والكان كان، و القوما البغدادي، والمسمطات، والموشحات، وما أورده الباقلاني  في (إعجاز القرآن)، وابن خلكان في (وفيات أعيانه) من  رسالة منسوبة إلى  أبي العلاء  المعري من شعر تفعيلة بالتمام والكمال دون تسميته بذلك ؟ََ ألم يظعر (بند) ابن الخلفة الحلي،... ومن ثم تجارب  علي أحمد با كثير ومحمد فريد ومحمود حسن اسماعيل وبديع حقي وغيرهم حتى توجت بجهود السياب ونازك والبياتي ؟ هل يريد بعض  المحسوبين على  جيلنا - ولا أعنيك طبعا ، لأنك أنت القائل بوضوح وعقلانية متزنة " دون المساس بمرتكزاته الجمالية الأولية " - أن يكون مثل الأنكليزي الذي  يمسك   بكتاب لشكسبير (المتوفي سنة 1616م فقط)، أو مثل الفارسي الذي يقرأ  للفردوسي (المتوفي  1020 م) مثلا،  ولا يفهم معظمه، في الوقت الذي ما زلنا نعرف خفايا شعر امرىء القيس والشنفرى وحسان والجاحظ والكندي والمتنبي وأبي العلاء، هذا دليل على ديمومة اللغة وحيويتها وحتمية استمرارها، ولا ريب كان للقرآن الكريم الدور الأكبر لبقائها وتجددها والحفاظ عليها من الضياع والتشتت ، ولم يستطع أحد أن يقول أن الجواهري وشوقي وبشارة الخوري والسيد مصطفى جمال الدين والعقاد وطه حسين ونزار قباني والسياب ونازك  عاشوا منعزلين مغمورين لإصالتهم وتمسكهم بتراث الأجداد، وهذا لا يمنع التطور بأي مجال  كان، ولا يغطي عليه، ولا يكبته، الفن  الرفيع، والخيال الخصب، والعبقرية الفذة، والشعر الخالد يفرض نفسه فرضا، واللغة والتراث والشعر أمانة ثقيلة وثمينة تقع على عاتق من يستطبع حملها ، شكرا للأستاذ الشاعر سامي العامري لإتاحة الفرصة لتوضيح  بعض ملامح خفايا  سناد القافية،والشكر موصول للقارىء الكريم على تحمله وصبره  وعذرا للتقصير، والكمال لله وحده ، وهو المستعان على كل حال 


العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2037 الثلاثاء 21 / 02 / 2012)


في المثقف اليوم