قضايا وآراء

عندما يتلألأ الشاعر في عين السؤال(*) / ذياب شاهين

 

هذا ما قاله أحمد في مقالة له تحت عنوان (العيش في المستشفى)، نشرت في الاتحاد الثقافي العدد 243 في 8 ديسمبر 2011م، ثم يضيف(1):-

ولقد امتدت الفترات التي سكنت فيها المستشفى، من شهر ونصف أحيانا وتلك أطول فترة إلى ثلاثة أيام، وسواء امتدت الفترة أوقلّت فإنني كنت أتعامل -مع نفسي، وكأنني في سفر ما، رحلة أجبرتني الظروف على القيام بها، وعلي التحلي بأخلاق الرحالة، إذ ليس سيئا كليا العيش في مستشفى، السيء أن لا تستطيع العيش فيه، ألا يمكنك هو كمستشفى من التواطؤ مع العيش، ألا يمكنك قلقك على الحياة، أو تعتقد بأن العيش كمريض في المستشفى أقرب إلى اللاعيش، وهذه حقيقة، ولكن كيف بإمكانك تقبلها كي تعيش في مستشفى. سقراط لم يمت، سقراط يتلألأ في عين السؤال.

إذن فالشاعر كان متهيئا للموت ومتمرنا عليه لذا فلم يكن مفاجئا له، فالموت يبادرنا أنى يشاء بتهكمية مريرة ومفزعة وأحيانا مضحكة لذا فليس أمام الشاعر سوى الكلمات لكي يشعر الموت بعدم قدرته على دحر الانسان الشاعر، بل ربما يكون الموت حياة للشاعر.

ولو تجاوزنا الموت لقراءة الشاعر نصيا ومن ثم تحليل تلك النصوص نقديا لابد من المرور على نص مهم للشاعر يخاطب به الصحراء يختصر فيه رحلته الوجودية حين يقول(2):-

يا صحراءُ...

أنا نبعٌ يدق ّ الليلَ

على سماءِ بابك ِ

في العاصفة ِ

 

ألا افتحي عن مجرى

ألا انفرجي عن بئر ٍ

ألا قومي في الغيم

ألا قومي عني

ألا اندمي .

 

الصرخة أعلاه التي تأتي ضمن نص غير معرّف الثريا (...) تمثل انطولوجيا الوجود عند الشاعر الإماراتي "أحمد راشد ثاني"، هذه الصرخة المدوية التي يطلقها الشاعر بوجه الصحراء..هي صرخة حياة .. وصرخة وجود، هي حقيقة حلم وأغنية وجد يرددها الشاعر بكل عفوية وصدق كي يبذر الحب ويطلق الضواع من الأريج لدحر جحافل المحل واليباب المتوحشة، هو يطاردها بريّا الماء الدافق(أنا نبع) كي تغادر سباتها الأصفر وصفيرها المعتم، الشاعر ببساطة نادرة يهدد الصحراء (الموت) بالماء (الحياة)، مطالبا إياها أن تفتح لمائه المتدفق مجرى عظيما أو على الأقل بئرا عميقا لاحتواء كل هذا الماء، إن ماء الشاعر العذب السلسال، هو بدءُ خصبٍ، ضوعُ كلماتٍ، بريقُ حروفٍ، ورنينُ مقاطعَ وانبعاث أبجدية متماوتة، إنها دعوة للصحراء لارتشاف نرجسيتها من شبق الغيم والقيام عنه بعيدا وإلا فالندم بعد حين فعل متهالك سيبقى معلقا بين الأرض والسماء تلوكه الأماني وتلتهمه عصافير الريح، ولكن أنى للصحراء وأدلائها أن يرشدوا حيث يريد الشاعر وهل هنالك من سيفطن إليه(3):-

 

فما أنا-

كما أدعي-

إلا تناسلُ آبار غفيرة

على سطح البحر...

 

يتكرر ملفوظ "البئر" وكذلك الآبار كثيرا في نصوص الشاعر، إلا أنه يختلف باختلاف السياق مدلولا وثراء ومعنى، أي أن الملفوظ (البئر هنا) تداوليا مرتبط بسياق القول ومكوناته الصغرى أي الجملة ولا يعبر عن حقيقة واحدة لكل المقابلات، أي إنها تمثل نمطا لامتلاكها مقابلات متعددة ، وبالتالي سيكون للملفوظ على مستوى التداول وظائف متغايرة بوصفه مقابلا مختلفا في السياقات المختلفة، وهذا يحثنا لمعرفة الأثر الذي يتركه ملفوظ البئر أو الآبار في الجمل المختلفة الذي تنطوي عليها نصوص الشاعر وبالتالي سيحتاز الملفوظ  قيمته وثراؤه جراء الأثر الذي سيتركه عند المتلقي ذلك الأثر الذي سيعزز بدوره من قيمة النص موضوع المقاربة حيث نقرأ(4):-

أول مرة

فرطت بطفولتي

قرب بئر

تقبل متناثرة علي

فيما يليني من أيام

وكأني لن أقبض

بعد النطفة

على أحد

ولن أنطوي

- بعد الرحم-

على كون

 

البئر الأول يعني الرحم..والرحم هو العالم الآمن والمكان الأثير والكون الأصغر، إنه مياه الآبسو وعالم الغمر، هو عالم ينطوي على ثنائية الـ (مكان- زمان)، والزمن هنا هو الزمن البدئي المرتبط ببواكير الوعي الأولى (الطفولة) واضطراب الأنا وعدم اكتمالها، إنها تشير إلى عالم التشظي وعدم امتلاك الذات الإنسانية لأناها، هي كما يقول الشاعر (ذات الهرولة) وذات الطريق بل وذات المصير، ولكن ما معنى أن يكون الطريق غير سالك وغير معلـّم(بدون علامات)، لا يقودك سوى إلى متاهة، إنه طريق غير حافل بالآبار(5):-

 

ولا يرون

صدفة

ما أجيء به

مما جعلني

على الطرق

حافلا

بالآبار،

وعلى البحار

غيورا

 

يدخل الليل

إلى غرفنا في الخرافة

إلى بساتين أعضائنا

حيث تكمن لأرواحنا الآبار

 

المياه (الحياة) تكمن مابين الأبراج والآبار، والشاعر هو من يحتطبها في الفسحة الزمكانية ما بين البرج والبئر، لذا لا نستغرب عندما يقضي الشاعر سنوات طوالا باحثا عن عشبته (ماء الروح) هناك في الأعالي وهو مدجج بالمياه العميقة، إن حديث الشاعر(كلماته وشعره)يستزيد طزاجة من هذه الآبار، إذ إن حديثه كما يخبرنا لاحقا عن الآبار يشرب، لذا فلا صدى يرافقه عندما يبحث عن ماء الروح في قمم الجبال(6):-

 

عن ماء الروح في رؤوس الجبال

وكان العشب يملأ خطواتي وكان البحر لي

حديثي عن الأشجار والنساء

تنتابه الرقة

حديثي عن الآبار يشرب

 

إن الشاعر في الأعلى غريق، صومعته هناك في القبة، نوافذه مشرعة، مستغرقا في آباره ونوافذه تتسرب من يديه سراعا بعيدا عنه ولا يدري إلى أين(7):-

 

كانت المائدة لتفاحة البحر

والرسل لأرجاء القوارب

أما النوافذ

فللاستغراق

في الآبار

في نص (هنالك أيضا) للشاعر" أحمد راشد ثاني" تكون الكتابة عملية صعبة تتشاكل مع الولادة من حيث الطلق وآلام المخاض، إذ تنبجس الكتابة عن قصيدة قاهرة ومتفجرة مثل نبع أحمر(8):

 

ورائي أرض

هي حبل سري

لمنفى ضائع

أتبعه على دخان

وتلك القصيدة

القصيدة القاهرة

تنفجر نبعا أحمر

تحت أجفاني المغروزة في لبن الظهيرة

 

إن الكتابة (كتابة القصيدة) ليست سهلة بالمرة.. كما أن القبض على القصيدة يستوجب رحلة غير عادية في دروب وأصقاع نائية.. الكتابة منفى الشاعر.. وهذا المنفى يرتبط به الشاعر من خلال حبل سري بين ما كان وما سيكون.. إن عالم الشاعر يمثل رحما للقصيدة تنمو فيه وتكتمل.. ودليل الشاعر إليها أنوار ضبابية ودخان.. وعندما تحين لحظة الولادة.. تكون إحساسات الشاعر مشابهة لتلك الإحساسات التي تثيرها لحظات الطلق والمخاض. لذا يرى الشاعر قصيدته طفلا مخضبا بالدماء، ويجد نفسه في حالة غير عادية، حالة انتماء كلي لهذا الوليد (القصيدة).. وكأنها الهدية المثيرة التي تحمل عناء الحصول عليها.. إن القصيدة تمثل رؤى الشاعر القاهرة المتفجرة من تحت أجفانه مثل نبع احمر وهو يتأمل ويحلم أحلام يقظته في ظهيرة متوهجة../.

إذن فمرجعية اللون الأحمر عند الشاعر راشد ثاني ترتبط بالدم.ولكن ليس الدم الذي يشير للعنف والموت.. بل على العكس يشير إلى حالة الحياة والبقاء التي تنبجس بصورة عنيفة وباهرة – إنها مرجعية طبيعية في اجتلاب المعنى وبناء النص الشعري.

عند الشاعر(أحمد راشد ثاني) يأتي ملفوظ الزمان واضحا ويحيل إلى زمن نفسي يتقلب على جمراته الشاعر، فالزمان لديه لا يمثل عدادا للوقت(ساعة) وليس مسباحا يعد حباته بيديه بل هو ألم يتناثر من جراءه كبد الشاعر(9):-

زمانك

ليس الساعة

تتكسر للعدد

ولا مسباحاً

يتردد

في الأيدي

وتناثر كبدي

إن الشاعر يعمد للتوازي (التكرار) وهو يخاطب امرأة، ويجد أن زمانها المتطاول يملأ زمنه بالفيض والومض، حتى أنه يبدو معدما أمامها وليس عنده ما عند هذه الحبيبة، لأنه ليس من البشر(الطين المعجون بالماء) وليس بالمدر(الطين الجاف)(10):-

زمانكِ يملأ زمني بالفيض

وبالومض

وبالفتان

وعندكِ

أنتفض عليّ

على ما ليس لدي

فأنا لست من البشر

ولست من المدر

 

الشاعر والموج

الموج ابن البحر وفي خورفكان ينتحر الموج على الرمل ويتلاشى كما تتلاشى الحياة في قارعة الصحراء، لذا لا عجب عندما تكون أمواج الصحراء صفراء ، فللبحر أمواجه وللصحراء أمواجها، ولكن من يصنع من؟ وهنا نبدو وكأننا أمام إشكالية وجودية هي من هو أولا البحر أم الصحراء أم أن أحدهما يلد الآخر(11):-

يصفونَ لي الصحراءَ
وينسونَ حبَّةَ رمل
في موجةٍ مازالت تركضُ
على البحرِ

وهذا يعني أن البحر والصحراء يقودان إلى بعضهما البعض فحبة الرمل تأتي وتعود من البحر إلى الصحراء والعكس صحيح أيضا، االحقيقة ليس في كثبان الصحراء بل في حبة رمل تسبح في عرض البحر تتلوى على ظهر الموج وتركض إلى منتهى أمرها عند نهاية البحر وبداية الصحراء، إن البحر صحراء يغطيها الماء والصحراء بحر غادره الماء، فالحقيقة الجغرافية تنطوي على حقيقة وجودية جوهرية يتبادل فيها البحر والصحراء قبعة الماء، وإذا كان الليل ينتهي بالنهار، فالبحر ينتهي بالصحراء وما لا ينساه البحر خطوات الشاعر الذي يحفظها الرمل ولكن الحقيقة المرعبة هي في أية موجة غرق الشاعر أو سيغرق، فالموج هنا ذو دلالة زمنية لا يعرفها البحر ذاته ولا يتوقعها الشاعر والشاعر يتكلم بصيغة الرائي العارف فهو يذكر من يصف له (يصفون) وهم بصيغة الجمع والوصف يعني أنهم رأوا وشاهدوا فهم يتكلمون عن حقائق إلا أن هؤلاء الواصفين ينسون أشياء صغيرة ولا يذكرونها رغم أهميتها، وفي الواقع هم لا يروها كي يصفوها ولكن الشاعر لا ينساها لأنه يراها ببصيرته لا ببصره، وكذلك فهم يصفون خطواته الكثيرة لأنهم طالما شاهدوه يركض هنالك ولكنهم لا يعرفوا متى سيغرق ولا في أية موجة سيهلك وهذا لا يمكنهم أن يتنبأوا به وكذلك البحر فهو أيضا لا يدري أيا من موجاته ستهلك الشاعر بالرغم من أن حديث الشاعر ينطوي على يقينية الموت وحقيقته التي ستأتي يوما ما ولا مفر منها وهو فعلا ما حدث(12):-

يصفونَ خطواتي الكثيرة
على شاطئ البحر
بينما لا يعرف البحر
في أيِّ موجة غَرِقْت

يختلط عند الشاعر الكتابة بالرسم، وحين يرسم لوحة يرسمها بالكلمات، وهنا تبدوالكلمات وكأنها فرشاة تضيف أشياء يقترفها الشاعر لبناء صورة متخيلة يندمج بها العفوي بالسحري، فالشاعر يقول (أكتب موجة) ولا يقول (أرسم موجة)  وهنا يوجه القارئ إلى حقيقة مهمة هي أن الشاعر محض كاتب وليس رساما، وهو في مقطعه يكتب لوحة شعرية وليس لوحة بصرية، وبالتالي فملفوظ الموجة يقود إلى ظل غيمة تخدع الطائر فيظن أن ما يراه سمكة فيهبط عليها ليأكلها(13):-

في البيتْ
أكتبُ موجةً
وعليها ظلُّ غيمةٍ
كان يَظُنُّها سمكةً
الطائرُ الذي أكلْ·

إن الطائر والموجة يترافقان في نص الشاعر، كترافق الصحراء مع البحر، حيث ما يصيب الأمكنة يجرح الموج ويلهم البحر بعدم الكلام أما الطيور فهي لا تجد إلا المرايا لتضعها في اعشاشها، كل هذا يحدث لأن شيئا خطيرا قد حدث للحدائق(14):-

عندما عَرِفتْ بما جرى للحديقة
لم تخرج الموجةُ إلى الشاطئ،
ولم يعد البحرُ يكلِّمُ نفسَهُ·
الطيورُ وَضَعَتْ المرايا
في الأعشاشِ،


 في نص (أخيرا) يسرد الشاعر حوارا بينه وبين (أناه الغائبة) حيث نبصر صراعا فالأنا تسأل عن الموج في حين يخبره الشاعر عن حذاء البحر وكأن البحر يسير إلى الشاطيء منتعلا الموج، وحين يسأله عن أسباب السماء(نواحيها) يخبره عن قبعة القمر فالشاعرغير معني سوى ما يعتلي رأس القمربعدما كان معنيا بأقدام البحر وأخيريتوقف الكلام لأن الشاعر يبحث عن الحصى ليرميها في كأس القصيدة(15):-

يسألني عن دوافِعِ الموجِ
وأخبرُهُ عن حذاءِ البحرِ
يسألني عن أسباب السماءِ
وأخبرُه عن قبعةِ القَمرِ
أخيراً صَمَتَ،
فأخذتُ أجمعُ الحصَى
من على شطآنِ الكلامِ
وأضعُهُ في كأس القصيدةِ·

في نص "لسان البئر المقطوع" يندمج الشاعر مرة أخرى بأناه، وأناه تنبجس عنها عدة وظائف منها الانتظار ومنها الغرق في الطوفان، وتلك الأنا التي بقت محض أنين، وقامت ظلا على شفة البحر، إن هكذا (أنا)  تنطوي عليها ذات الشاعر تعبر عن (أنا) غير متيقنة بما يحدث أوسوف يحدث لذا كانت أنا غير فعالة وغير مبادرة وارتضت مصيرها بدون أي جهد لتغييره(16):-.

أنتَ أنا الذي لم يعبرْ
الذي ظلَّ غريقاً في الطُّوفان
الذي ظلَّ أنينا، وظلاً
على شفةِ البحر·

إن (أنا الشاعر) كانت عاجزة عن تحقيق أحلام الشاعر، فهو كان يحلم بأن يجعل من النجمة مخدة ليضع رأسه عليها، وأراد أن يختزل النبع ويحوله إلى صنبور، أراد الرحيل ليبحث عمّا يخبئه المجهول، أراد وعدا بالرحلة كي يستقرئ ما تخبئه الأقدار إليه، إن ذات الشاعر كانت تحلم بأشياء كثيرة، لكن أناه كانت غير قادرة على تحقيق هذه الرغبات الغائرة في اللاشعور(17):.

لم يُحوِّل النجمةَ إلى مخدّةٍ
ولا النبعَ إلى صنبورٍ
لم يرحلْ
لم يعدْ بالرحلةِ
لم يعدْ والرحلة
على ركبتَيهِ
تنثرُ رُمَّانَ المجهولِ،
وتقرأُ الرملَ بالأجفان·

 

ملاحظة

(*)هذه الدراسة جزء من دراسة طويلة عن الشاعر وأنشر جزءا منها لرحيل الشاعر الذي غادرنا مبكرا قبل عدة أيام

أبو ظبي /الجمعة

24‏ شباط‏، 2012

 

......................

الهوامش والمصادر

1- ملحق جريدة الاتحاد- العدد 242- الصادر بتاريخ 8ديسمبر2011 – ص 15

2- حافة الغرف – أحمد راشد ثاني – بيروت – مؤسسة الانتشار العربي – ط1 – 1996-  ص 75

3-  م ن - ص14

4- م ن - ص42

5- م ن - ص44

6- م ن - ص108

7- م ن - ص115

8- م ن -  ص56

9- حيث الكل – أحمد راشد ثاني – دار رؤى – بيروت – 1995 – ص12

10- م ن – ص14

11- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

12- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

13- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

14- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

15- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

16- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

17- http://www.jehat.com/Jehaat/ar/KetabAljeha/nasoos/ahmed_r.htm

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2041 السبت 25 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم