تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

التصحر / مسلم السرداح

حيث تزحف الرمال نحو القرية ولا احد يهتم بذلك وليس بمقدرة الناس فعل شيء امام صمت الحكومات إلا الانتظار. وهذا هو ثمن النقص في امدادات المياه في نهري دجلة والفرات وتاثيرات الحروب الذي ابتدا واستمر طويلا منذ زمن النظام البائد والذي نتج من سكوت بل وتشجيع راس النظام للقضاء على الاهوار لانها شكلت خطرا بالغا على حياة نظامه .

ويعتبر التصحر من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه العراق خاصة والعالم بصفة عامة، ولذلك خصصت الأمم المتحدة اليوم العالمي ضد التصحر والجفاف في السابع عشر من حزيران، من كل عام .

التصحر: - هي ظاهرة تصيب الطبيعة تؤدي الى تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وتجريف القرية بسبب زحف الصحراء عليها وبسبب التغيرات المناخية او بسبب تعامل الإنسان الجائر على الطبيعة . ويؤدي ذلك الى اذى التربة .

ملاحظة : التربة هي الطبقة السطحية الرقيقة من الأرض . الصالحة لنمو النباتات والتي تتوغل جذورها بداخلها لكى تحصل علي المواد الغذائية اللآزمة لنموها من خلالها. والتربة هي الجزء الذي تقوم عليه الزراعة والحياة الحيوانية، وتتشكل التربة خلال عمليات طويلة علي مدار كبير من الزمن - ملايين السنين - حيث تتأثر بعوامل عديدة مثل: المناخ، الحرارة، الرطوبة، و الرياح إلي جانب الطريقة التي يتعامل الإنسان معها من الناحية الزراعية من ري وصرف وتسميد وإصلاح وغيرها من التعاملات الأخرى . ويعتبر التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في جميع أنحاء الكرة الارضية . و يؤدي عامل التصحر الى تناقص في القدرة الإنتاجية للأرض و تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بما يكسبها ظروفا تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلي انخفاض إنتاج الحياة النباتية .

وتتدهور الأرض في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي فيها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيراً كبيرا على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسائر فادحة .

يخلق التصحر جوًّا ملائمًا لحرائق الغابات وإثارة الغبار، وهو ما يزيد من الضغوط الواقعة على موارد الأرض .

و تثير الرياح الأتربة في الصحراء والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم، ويتم استنشاق تلك الأتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدلات المرض والوفاة.

أسباب التصحر

1-   الاستغلال المفرط للأراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة.

2-   إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض.

3-   الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها.

4-   أساليب الريّ الرديئة وغير العلمية .

احصاء :

1-   على الصعيد العالمي، يتعرض حوالي30 % من سطح الأرض لخطر التصحر مؤثرًا على حياة مليار شخص في العالم.

2-   ثلث الأراضي الجافة في العالم قد فقدت بالفعل أكثر من 25% من قدرتها الإنتاجية.

3-   كل عام يفقد العالم 40 مليون دونم من الأراضي للتصحر. (الدونم = 2500 متر مربع).

4-   في سنة 1988 فقط كان هناك 10 ملايين لاجئ بيئي.

5-   يكلف التصحر العالم 42 مليار دولار سنويًّا، في حين تقدر الأمم المتحدة أن التكاليف العالمية من أجل الأنشطة المضادة للتصحر من وقاية وإصلاح وإعادة تأهيل للأراضي لن تتكلف سوى اقل من نصف هذا المبلغ (حوالي 18 مليار دولار سنويا ).

6-   ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي اقل قليلا من ثلث جملة المناطق المتصحرة في العالم .

7-   وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتيّ 1970م و1995م.

العوامل المؤدية للتصحر

تساهم في التصحر تغيرات المناخ:

1- ارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار أو ندرتها تساعد علي سرعة التبخر وتراكم الأملاح في الأراضي المزروعة . اي انها تزداد صيفا عن باقي فصول السنة اذا تجاهلنا عامل السيول .

2- السيول كذلك تجرّف التربة وتقتلع المحاصيل ما يهدد خصوبة التربة.

3-الاعتماد علي مياه الآبار في الرى، وهذه المياه الجوفية تزداد درجة ملوحتها بمرور الوقت مما يرفع درجة ملوحة التربة وتصحرها.

4-الرياح تؤدي الى زحف الكثبان الرملية التي تغطى التربة والزرع وتؤدي إلى سرعة جفاف النباتات وذبولها الدائم خاصة إذا استمرت لفترة طويلة. هذا بالإضافة إلي أنها تمزق النباتات وتقتلعها وخاصة ذات الجذور غير العميقة ما يؤدى إلي إزالة الغطاء النباتى.

5 - ارتفاع منسوب المياه الجوفية.

وهذا يقودنا إلى أن نركز أكثر على عاملي الرياح والأمطار الغزيرة أو السيول لما تسببه من انجراف التربة حيث يجرّفان سنويآ آلاف الأطنان من التربة التي تحتوي على المواد العضوية والنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والكبريت وغيرها من العناصر الأخرى حيث ان ما تفقده التربة أكثر مما تنتجه مصانع الأسمدة.

ويعتبر انجراف التربة من أخطر العوامل التي تهدد الحياة النباتية والحيوانية في مختلف بقاع العالم، والذي يزيد من خطورته أن عمليات تكون التربة بطيئة جدآ فقد يستغرق تكون طبقة من التربة سمكها 18 سم حوالي 4000 سنة، وتقدر كمية الأراضى الزراعية التي تدهورت في العالم في المائة سنة الأخيرة بفعل الانجراف حوالي ربع الأراضي الزراعية.

وبالرغم من أن انجراف التربة ظاهرة طبيعية منذ الأزل إلا أنه ازداد بشكل ملحوظ بزيادة النشاطات البشرية ونتيجة لمعاملات غير واعية مثل: 1-إزالة الغطاء النباتي الطبيعي. 2-الرعي الجائر خاصة في الفترة الجافة. 3-التعاملات الزراعية غير الواعية مثل حرث التربة في أوقات الجفاف وهوما يؤدى إلي تفكك الطبقة السطحية من التربة ويجعلها عرضة للانجراف من قبل الرياح .

وينقسم التجريف إلي نوعين هما:

1- تجريف الرياح 2- تجريف الماء

1- الريحي: يحدث التجريف الريحي الذي ينتج عنه الغبار والعواصف الترابية في أى وقت وحسب شدة رياح. ويكون تأثيره شديد في المناطق التي تدهور فيها الغطاء النباتى خاصة عندما تكون سرعة الريح من 15 – 20 متر/ ثانية فأكثر.

2- المائى: التجريف المائى ينتج من جريان المياه السطحية أو نتيجة اصطدام قطرات المطر بالتربة. ويزداد تأثير الانجراف المائي كلما كانت الأمطار غزيرة ما لا تتمكن معه التربة من امتصاص مياه الأمطار فتتشكل نتيجة ذلك السيول الجارفة.

وسائل الحد من انجراف التربة وتصحرها:

1- المسح البيئي للوقوف علي الأسباب التي تؤدى إلي تدهور النظم البيئية. 2- تثبيت الكثبان الرملية ويشمل: أ- إقامة الحواجز الأمامية والدفاعية كخطوط أولى أمام تقدم الرمال. ب- إقامة مصدات الرياح الصغيرة. ج- تغطية الكثبان الرملية بالآتي: - المواد النباتية الميتة. - المشتقات النفطية والمواد الكيميائية أو المطاطية. - تشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة كحزام اخضر لصد الرياح . 3- الحفاظ علي المراعي الطبيعية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي. 4- وقف التوسع في الزراعة المطرية علي حساب المراعى الطبيعية. 5- استغلال مياه السيول في الزراعة. 6- وقف قطع الأشجار والشجيرات لاستخدامها كمصدر للطاقة. 7- ضبط الزراعة المروية وإعادة النظر في وسائل الرى والصرف الحالية. 8- الزراعة الجافة: حيث يتم استزراع النباتات التي تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف. 9- تحسين بنية التربة بإضافة المادة العضوية إليها وحرثها مع النباتات التي تعيش فيها. 10- القضاء علي ميل الأرض بإنشاء المصاطب (المدرجات). 11- حراثة الأراضي في أول فصل الأمطار. 12- إنشاء البرك والبحيرات في الأخاديد لوقف جريان المياه. 13- إقامة السدود للتقليل من قوة السيول. 14- الحفاظ علي الغطاء النباتي والابتعاد عن الرعى الجائر. 15- إحاطة الحقول والأراضي المعرضة للانجراف بالمصدات من الأشجار والشجيرات.

في عام 1994م نظمت الأمم المتحدة مؤتمرًا دوليًّا لمكافحة التصحر، وأوصت بإيجاد تعاون دولي لمكافحته، كما أوصت الدول المتعرضة للتصحر والجفاف بإعداد برامج تكون أهدافها التعرف على العوامل المساهمة في عملية التصحر واتخاذ الإجراءات المناسبة لمكافحته والوقاية منه والتخفيف من حدة آثار الجفاف. وينبغي أن تحتوي هذه البرامج على:

•    أساليب لتحسين مستوى قدرات البلاد من حيث علوم الأرصاد والطقس والمياه ومن حيث التنبؤ بجفاف قادم.

•    برامج لتقوية استعداد البلاد لمواجهة وإدارة إصابة البلاد بالجفاف.

•    تأسيس نظم لتأمين الغذاء بما في ذلك التخزين والتسويق.

•    مشاريع بديلة لكسب الرزق مما قد يوفر لأصحاب الأراضي وسائل بديلة لمصادر دخولهم في حالة إصابة أراضيهم بالجفاف.

•    برامج الري المستدام من أجل المحاصيل والمواشي معًا.

•    برامج للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.

•    برامج لتعليم الأساليب الملائمة للزراعة.

•    تطوير مصادر مختلفة للطاقة وحسن استغلالها.

•    تقوية إمكانات البحث العلمي والتدريب في البلاد في مجالات التصحر والجفاف.

•    برامج تدريب للحفاظ على الموارد الطبيعية والاستغلال المستدام لها.

•    توفير التدريب المناسب والتكنولوجيا المناسبة لاستغلال مصادر الطاقة البديلة، خاصة المصادر المتجددة منها بهدف التقليل من استخدام الخشب كمصدر للوقود.

•    تنظيم حملات توعية للمجتمع العام.

•    تطوير مناهج الدراسة وزيادة توعية الكبار حول الحفاظ والاستغلال الملائم وحسن إدارة الموارد الطبيعية في المناطق المصابة.

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2061 الجمعة 16 / 03 / 2012)

 

في المثقف اليوم