قضايا وآراء

التميز المتعلق بالمرأة في الشريعة الإسلامية / رشيد كهوس

فهي مكرمة ومعززة في شريعتنا الغراء، وأكد الإسلام كرامتها الإنسانية: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) (سورة الإسراء: 70).

أما في أمور الآخرة والجزاء والحساب فهي وشقيقها الرجل سواء بسواء:

قال الله تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (سورة النساء:32).

 وقال عز من قائل: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء:1). إنه الخطاب القرآني إلى جميع بني آدم على حد سواء رجالها ونسائها لا تمييز ولا عيب ولا تنقيص من قدر المرأة.

إن الإسلام بريء من تلك العادات المتوارثة الغريبة عن شريعتنا الغراء، وإن الإسلام بريء ممن يتخذ بعض النصوص الشرعية متكأ للتعسف على المرأة وإهانتها دون أن يدرك مغزى تلك النصوص ومعناها الحقيقي...

 إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل حاميا للمرأة طوال حياته بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان من آخر وصاياه -صلوات الله وسلامه عليه- لأمته: "ألا فاستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم".

وديننا الإسلامي وضع دعائم أساسة لحقوق العباد عامة وحقوق المرأة خاصة؛ وهي: حفظ الدين (وندرج فيه تربية المرأة على الأخلاق الحسنة وتعليمها دينها وشريعة ربها وما ينفعها في دنياها وآخرتها...)، وحفظ النفس (ندرج فيه حق المرأة في الحياة وتوفير ما يحفظ لها هذا الحق من الإحسان إليها والنفقة عليها واحترام نفسيتها والابتعاد عن إذايتها ماديا ومعنويا...) ، وحفظ العقل (تعليمها وتوعيتها...)، وحفظ العرض (حفظ الأنساب، ومعاقبة من تعدى على شرف المرأة وعفتها...)، وحفظ المال (لها ملكيتها المالية الخاصة‏، لها الحق في أن تبيع وتشتري وتتصدق...)...

وعليه، فإذا كانت المرأة عماد الأمة واللبنة الأساس في المجتمع فإن أي خلل في هذه الدعامة واللبنة ينتج عنه خلل في المجتمع.

وإذا كانت المرأة تحرم من التعبير عن رأيها، أو اعتبرت كائنا ناقص الأهلية وكما مهملا لا قيمة لها، أو اعتبرت مصدر العيوب وتم تهميشها.. فنتائج كل هذا وخيمة: تحطيم لنفسيتها ينتج عنه خلل في حياتها الزوجية مما يكون له الأثر السلبي على المجتمع.

 

في المثقف اليوم