قضايا وآراء

في ذكراها الثانية والخمسين .. ( جماعة المسرح المعاصر) تشهر إعادة تأسيسها مجدداً / جاسم العايف

"جبار صبري العطية"  بمشاركة الفنانين الرواد:غازي التميمي وألبرت فيليب و نجم الشاوي، وعبد الحسين السريح  وجواد الشويلي وباسم البدر وعادل عبد الرحيم النعمة وهلال نافع العطية وسمير جوير.وقد قدمت (الجماعة) حينها أعمال مسرحية عدة، وكان لها الريادة في تقديم أول مسرحية خاصة بالأطفال عام 1961 . و مؤسسها الراحل "جبار صبري العطية" ترك إرثا مسرحياً تجاوز الثمانيين عملاً،  توزعت بين التأليف و الإعداد والإخراج و البحوث التوثيقية عن المسرح وفن الأوبريت. وقد ارتقى الراحل جبار صبري العطية خشبة المسرح حينما كان تلميذا في الدراسة الابتدائية وعندما انتقل للدراسة الإعدادية شارك في التمثيل مع بعض الطلاب ومنهم: طعمة التميمي وغازي التميمي وصدام راضي ودحام راضي وعبد الرزاق إبراهيم والشاعر خالد علي مصطفى وقد مثلوا في مسرحيات (المروءة المقنعة و لهجة الأبطال ودربونة أم علي) واخرج هذه المسرحيات الراحل د. زكي الجابر، وكذلك مثل العطية في مسرحيتي (أهل الكهف) لتوفيق الحكيم و( عرس الدم) للشاعر الاسباني لوركا وقد أخرجهما أستاذنا الراحل القاص محمود عبد الوهاب. كما كان (العطية) عضواً مؤسساً لنادي الفنون في البصرة وهيأته الإدارية، قبل ختمه بالشمع الأسود من قبل السلطات الحاكمة في نهاية السبعينيات، وعضو جماعة "كتابات مسرحية" . كما قُدمت من تأليفه أعمال درامية ومسلسلات تلفزيونية عدة، وبعض الأفلام السينمائية التي كتب سينارويهاتها. وأخرجت المخرجة "منتهى محمد رحيم" مسرحية من تأليفه  للأطفال قدمتها الفرقة القومية للتمثيل في بغداد، وكان عضواً دائماً في لجان التحكيم الخاصة بالمهرجانات المسرحية العراقية والبصرية، وقد تم حل (جماعة المسرح المعاصر) بعد 8 شباط 1963.وتعرض الراحل لتعسف النظام المنهار، إذ اعتقل في نهاية السبعينيات و نقل من عمله في التعليم. وعند تأسيس معهد الفنون الجميلة في البصرة، انتدب بصفة (خبير) للعمل فيه، ولعدم موافقات الجهات الأمنية، تم الاستغناء عنه. وبمبادرة من الفنانين: جميل سامي حول/ ضياء حسين خلف / د. عبد الله عبد علي/ د. عباس حمدان جاسم/ علي العضب/ علي الزبيدي/ كاظم حسين خلف / د. عبد الكريم عبود المبارك/ مجيد عبد الواحد / محمود أبو العباس/ مؤيد عبد السلام/ هلال نافع العطية، وبعضهم زملاء و تلاميذ الراحل، فقد عمدوا لإشهار تأسيس (جماعة المسرح المعاصر) في ذكراها الثانية والخمسين خلال حفل أقيم على  قاعة النادي الثقافي الطبي مع معرض فوتوغرافي توثيقي لنشاطات الجماعة والراحل المسرحية المتنوعة، و بالتعاون مع (مجموعة البصرة الإعلامية)، وقد تبنى محافظ البصرة الدكتور"خلف عبد الصمد خلف" المشروع الطموح الذي كان قد أعده الراحل "جبار صبري العطية" والمعنون  " مقترح حول ثقافة الطفل في العراق" كما جاء ذلك في الإعلان الرسمي للـ(الجماعة) الذي أثنى على هذا التبني. وخلال الحفل الذي أداره الشاعر عبد السادة البصري وحضره عدد من الفنانات البصريات وممن كان لهن الدور الريادي في الحركة المسرحة في المدينة، وبعض الفنانين الرواد والشباب تم تقديم كلمة لـ"مجموعة البصرة الإعلامية" ألقاها الكاتب عادل علي عبيد وكلمة للأستاذ غالب الاسدي، المستشار الثقافي لمحافظ البصرة، و تعهد في كلمته نيابة عن محافظ البصرة بدعم كل النشاطات الثقافية والفنية في المدينة دون تحفظٍ أو اشتراطات أو ممنوعاتٍ ما، طالما كانت هذه الفعاليات تعكس التوجه المشرق والمدني للثقافة الوطنية العراقية. وقرأ الشاعر صبيح عمر قصيدة بعنوان" بداية الطوائف" و كلمة للدكتور عبد الكريم عبود عميد كلية الفنون في جامعة البصرة، واستذكارات  لبعض الفنانين الرواد . وتم تقديم شهادات تقديرية لبعض الفنانات و الفنانين الرواد وبعض الكتاب في البصرة . وقد أشهر خلال الحفل الفنان علي الزبيدي بيان إعادة التأسيس الجديد لـ(جماعة المسرح المعاصر) واحتوى على  بعض الرؤى والتصورات الفنية عن أهمية الثقافية الوطنية العراقية حالياً، و  دور الجماعات المدنية في ضرورة اهتمامها بالحركة المسرحية،ومنها (جماعة المسرح المعاصر) وذلك لإيمانها بدور المسرح في بناء كرامة الإنسان العراقي وقيمه الراقية المتحضرة سابقاً، ولأجل الانطلاق نحو أفق التغيير، ترى (الجماعة) أن حضارات الشعوب  لا يكتمل عقدها إلا بالمسرح  وان المسرح يجعل الحياة أكثر بهاءً  وجمالاً، ولكون البصرة قطب فاعل في الثقافة الوطنية العراقية  فكان  لزاماً على  نخبة من مسرحيي البصرة من الأكاديميين وأصحاب الخبرة والتاريخ الفني- المسرحي، ضرورة العمل على إعادة تأسيس هذه الفرقة وفاء لرموز المدينة من المسرحيين الرواد، وان نشاط (الجماعة) لن  ينحصر في البصرة فقط بل يشمل العراق كله. وأكد بيان إعادة التأسيس إن (الجماعة) تولي الفنانة والمرأة العراقية عموماً اهتماماً خاصاً ينسجم مع مكانتها الإنسانية اللائقة . وتعتمد(الجماعة) التمويل الذاتي المستقل وتؤمن بالمشاركة الحقيقية الفاعلة مع مؤسسات المجتمع المدني  الحكومية وغير الحكومية  في العراق والوطن العربي والمحيط  الإقليمي والعالم كله، من اجل ثقافة ومسرح السلام والإخاء بين الشعوب، دون التعصب والكره والانحياز لقيم العدالة الاجتماعية- الإنسانية،  وان (الجماعة) منفتحة على كل المهتمين بالمسرح العراقي والثقافة العراقية الوطنية بعيداً عن التشدد الفكري والديني  والطائفي  والإقصاء والتهميش مهما كان نوعه والجهات التي تدفع نحوه أو تعتمده وتديمه وتقف خلفه، وتعتمد (الجماعة)،في هذه المرحلة بالذات، فكراً تنويرياً وطنيا عراقياً، دون الانعزال عن حركة الثقافة الكونية لأن وسائل الاتصال بين الشعوب باتت متوفرة وسهلة، وكذلك تعمل (الجماعة) على ترسيخ قيم التجديد المسرحي الوطني والمحلي  والعالمي وتسعى في توجهاتها لوضع خطط وبرامج مستقبلية إستراتيجية تشغيلية  لمسرح عراقي جاد، دون اللجؤ للتحزبات والتكتلات الفئوية أو الطائفية والعرقية  والتي لا تراث لها ثقافياً  و وجدانيا في تاريخ و ضمائر وسلوك العراقيين وقيمهم الشعبية- الثقافية الأصيلة المبنية على التسامح  والتآخي والانفتاح، وان (الجماعة) تثق في قيمة العمل الفني- الثقافي المتجدد الذي يواكب العصر وتحولاته الفنية من اجل تحقيق تطلعات الإنسان العراقي في العيش ضمن محيط وطني- مدني خالٍ من الاضطهاد والتعسف والتمييز مهما كان نوعه أو شكله. و(الجماعة) مع بداية إعادة تشكيلها مجدداً: تعلن عن  إقامة  مسابقة في التأليف المسرحي  خاصة بـ(الكتاب الشباب دون سن الثلاثين عاماً) ، وتحمل اسم ( جائزة جبار صبري العطية للتأليف المسرحي)  تثميناً لريادته المسرحية، ولكونه المؤسس الفعلي لـ(جماعة المسرح المعاصر) وتشمل المسابقة: مسرحية  للكبار وأخرى للأطفال وكذلك مسرحية (مونودراما)، وستعمل (الجماعة)، بحدود ما متاح لها من إمكانيات، على تقديم النصوص الفائزة أو الصالحة للعرض خلال الملتقيات المعنية بالمسرح وفي كل أنحاء العراق أو خارجه. وفي ختام الحفل قدم الفنان د. ناصر هاشم بعض الأغاني العربية والعراقية وكذلك الفنان الملحن طالب غالي الذي قدم بعض الأغاني التي لحنها في فترات متفاوتة.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2120 الأثنين  14 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم