تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

الإعلام بين تصدير النخبة.. وخذلان اللحظة التاريخية

أو الزج مرهونة بفكرة التسويق التي تقوم بها وسائل الإعلام العراقية سواء في تلميع صورة النخب أو في تقديم رؤاها أو في تسليط الضوء على مشاركتها في الأداء السياسي في حين أن عملية الزج في النمط الثاني ونقصد دور القوى الفاعلة من محامين وأكاديميين ورجال أعمال وشيوخ عشائر ورؤساء نقابات والذين كانت تتبنى الصحف ووسائل الإعلام من إذاعات محلية أو تلفزيون محلي من تبني أطروحات هذه النخب.

 

أن الباحث المدقق في دور كل من النخب المدعومة من الخارج والنخب المحلية المزج بها من قبل منظمات المجتمع المدني كانت ابنة اللحظة التاريخية التي يصنعها الأخر(محتلا كان أو قوى أجنبية مسيطرة على المنطقة أو ظرف تاريخي وحادثة سياسية) يلاحظ أنها الأفضل فيها لجماهير الشعب وقواه السياسية في الإمساك باللحظة التاريخية، من هنا ونحن نراقب المشهد السياسي في العراق منذ عام 2003  أن عملية تسويق أو تصدير النخبة تتكرر بفعل العاملين الخارجي أو عامل النخب التي تسوقها الإحداث الداخلية سوقا، ويلاحظ أن وسائل الإعلام العراقية المسموعة والمقرؤءة والمرئية ارتكبت خطأ استراتيجيا كبيرا في إصرارها على تسويق أو تصدير نخب سياسية أثبتت السنوات الستة المنصرمة أنها، أما أنها ملتزمة بضغط الأخر(المحتل) ومؤمنة بفرية الديمقراطية الخلاقة ومكررة كالببغاوات لخطاب سياسي أجوف لم تحصد منه الناس ألا الخراب والدمار والطائفية المقيتة وكرست وسائل الإعلام أيضا أصوات جعلت منهم الظروف السياسية رموز لمرحلة سياسية لم تنضج فيها هذه النخبة لا في هضم مشروعها السياسي ولا في الاقتراب في خطابها السياسي من حاجات الناس، والمشاهد أو المحلل يجدان وسائل الإعلام مصرة على تقديم وتصدير وتسويق هذه النخب بشكل ملفت للنظر، وهذا الأمر يذكرنا بان وسائل الإعلام بقصد أو من دون قصد تقدم دعما إعلاميا وإعلانيا وسياسيا لهذه النخب وهي ترتكب خطأ أخر حينما لا تلتقط أو تمارس عملية الكشف للنخب في القاع للنخب المغمورة.

 

أن هذين الخللين ونقصد عملية الترويج لأوراق ورموز احترقت أو الخذلان للنخب المحلية الصاعدة والقابضة على جمرة الوطن والمواطنة والمستوعبة لحدس اللحظة التاريخية يجعل من وسائل الإعلام بمثابة أدوات يمارس من خلالها الرمز السياسي ترويج لفكرة التخلف ويجعل المواطن العراقي البسيط مصدقا لكثير من الأطروحات والشعارات التي تطرحها النخب السياسية التقليدية والنمطية ويجعله أمام أمر واقع باختيار الأفضل من هؤلاء الأسوأ.

 

أن هذا العمل يجعل المراقب السياسي على يقين في أن إصرار وسائل الإعلام لتصدير هؤلاء النخب بان هناك إيديولوجيا وخطاب إعلامي يتحرك خارج منظومته فهو يمارس عملية التلميع والتدليس الفكري والسياسي والإعلامي في ذات الوقت، وهذا الأمر يجعل من وسائل الإعلام ترتكب نفس الخطأ الذي يرتكبه الرأي العام الشعبي، حين يصوت بلا غائية وقصدية ودافعية وطنية وأخلاقية.

 

أن الإعلام العراقي تحديدا والإعلام العربي بنسبة اقل بتكرارها لأخطائها السابقة في ترويجها ودعمها للنخب الكلاسيكية تفقد حدس اللحظة الإعلامية التاريخية حين تدير ظهرها للنخب الوطنية والكفاءات العلمية التي بدأت تتشكل بعد انتخابات مجالس المحافظات، وان غياب الوضوح والجرأة والمشروع الوطني في الخطاب الإعلامي الذي تتبناه مختلف وسائل الإعلام الذي يضعها تحت مجهر تاريخي قاس لاختيار اللحظة التاريخية  في حين لا ترتقي  إلى مستوى القبض على الوعي المتنامي لدى الحواضن الشعبية وهي تخذل الرأي العام حينما لأتقدم فكرة البديل التي يحرص الناخب العراقي في الانتخابات القادمة إلى دعمها وهي بالتالي تخذل جمهورها الذي أهلها لان تكون السلطة الرابعة.

 

أن الترويج والتسويق للنخب يعد مظهرا من مظاهر النظام السياسي السائد في أي مجتمع، والانسقة التسويقية تختلف من نظام سياسي إلى أخر، باستثمار كل الطاقات الإنسانية لمحاولة اندماج الايدولوجي بالسياسي.. فلم يعد التسويق نشاطا جزيئا وعابرا بل تعبيرا عن السياسة في تحركها كإرادة لأحداث التغيير ولكسب التأييد والاستئثار بالرأي العام بعد استخدام وسائل الإعلام وأدوات الاتصال من اجل خلق تفاهم مجتمعي بشان البرامج والمناهج المتبعة في إقامة دولة ذات بناء فعال يخدم المجتمع إذ أن النخب السياسية المتسيدة على المشهد ألان هي عبارة عن تنظيمات ذات أهداف وطموحات سياسية وفكرية محدودة الأفق، تعمل داخلها مجموعة من الناس، ترى فيها الإلية لتحقيق طموحاتها، لان المجتمعات الديمقراطية تتطلب مشاركة نخب فعالة في النشاط السياسي وهو ما يفترض بوسائل الإعلام إبرازها والتركيز على برامجها القادمة من خلال رفع مستوى الوعي السياسي بدورها وخلق الصورة العامة لشكل الدولة الذي ستتبناه هذه النخبة النموذج وهو ما يتطلب برنامج اتصالي ناجح يعمل على الترويج للبرنامج الانتخابي القادم ، ومن هنا يأتي استخدام النخب للتأثير عبر وسائل الإعلام المختلفة إلا أن خذلان تلك الوسائل لرسالتها جعلها تضيع اللحظة التاريخية في الترويج للنخب النموذج، فضلا عن ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا الإعلام واستخدامه بكفاءة عالية في تصميم تقنيات الاتصال والتواصل بين الأحزاب والجمهور المستهدف والتعريف باتجاهات النخب القادمة لقيادة البلد بدلا من ضعف اهتمام وسائل الإعلام بالمشاركة السياسية للنخبة/ النموذج التاريخي/.

 

أن تأثير الإعلام في اختيار النخب السياسية يسعى إلى خلق التنشئة السياسية للمتلقي من خلال المضامين الإعلامية المختلفة.. فضلا عن التعبئة لهذا الغرض، إذ تعد وسائل الإعلام بمثابة قنوات اتصالية فعالة ذات اتجاهين يهبط ويصعد باتجاه النخب المرشحة والرأي العام بحسب حجم تركيز تلك الوسائل على هذه النخبة أو تلك، من هنا يأتي ترتيب أولويات أجندة قضايا العمل النخبوي من خلال إدراك هذه النخب لاحتياجات ورغبات المواطنين، وكذلك إدراكها لتوجهات النظام السياسي المرتقب خلال مراحل زمنية مختلفة، وهو ما فشلت في تحقيقه النخب الموجودة حاليا خلال السنوات الست الماضية، حيث تسهم وسائل الإعلام في إضفاء الشرعية على النخب السياسية من خلال دعم الأفكار التي تعتنقها والبرامج والأنشطة التنفيذية التي تقوم بها وتقوم وسائل الإعلام بدور مهم في تشكيل اتجاهات الرأي العام إزاء القضايا المختلفة الشائكة على المستوى المحلي والدولي بما يساند النظم ويحافظ على شرعيتها أو العكس من ذلك ، وان ابتعدت وسائل الإعلام عن هذا الهدف فان الخذلان ينتظر الشارع المتلقي بالرغم من أن هناك سبب محتمل لاتساع الهوة بين وسائل الإعلام وصناعة النخبة بتفاقم مظاهر التفاوت وعدم المساواة في تناول عملية زج وتسويق فكرة النخب المعدة لخوض الانتخابات.

 

وواقع الحال في الغالب الأعم أن النماذج النخبوية في الداخل يمكن تسويقها على نحو أسرع وأكفأ من النخب المدعومة من الخارج، وان الإبانة عن دورها ألسببي لا يعني بحال من الأحوال إدانتها بسبب أنها لم تظهر على السطح المجتمعي، حقا أن تسويقها يغدو مثيرا للسخرية إذا ما ذهبنا إلى أن العمق التاريخي لهذه النخبة السياسية أو تلك قد انحرف عن مساره الصحيح واخذ يشذ عن القاعدة المجتمعية المطلوبة، ولكن ما الشئ الذي يمكن أن يكون أكثر ثباتا في تقديم الرؤى المطلوبة من هذه النخبة أو تلك.

 

أن العلاقة بين وسائل الإعلام والنخب السياسية نراها متأرجحة بين تلميع صورة النخب وبين السعي لإبراز خطابها والصيغ المتبعة في تسليط الضوء عليها على أساس أطروحاتها وأحداث تحول في مكانتها لدى المواطن، وهي اللعبة التي لاتجيدها النخب الموجودة على الساحة العراقية ألان، كما فشلت وسائل الإعلام في تسويقها، فضلا عن أن وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير في خذلان هذه الشعب في اللحظة التاريخية التي يختار فيها من يمثله، والنخب تسير في الاتجاه المعاكس لدعايتها الانتخابية ولم تستفيد من الدروس السابقة في الفشل وضياع الأمل في تحقيق لحظتها التاريخية، ترى الم يحن الوقت لكي نبدأ الحديث عن صناعة النخبة؟

 

تبدو لنا وسائل الإعلام اليوم عاملا مقاوما للتغيير على نحو يقارب كثيرا من المنافسات التي توصف بغير الأخلاقية في تبني المشروع الوطني الحقيقي المرتبط أصلا بتاريخ بلد مثل العراق صاحب أول قانون كوني سنته حضاراته المتعاقبة والتي سبقت العالم في الظهور والتقدم وعلمت الإنسانية الحرف الأول، إذ يتبنى الإعلام ألان نخبا لا تعدو أن تكون مجموعات لا حلم لها سوى نيل السلطة والتسلط وليس لها مشروعا وطنيا يتخذ من أفراد المجتمع مادته التي يقود فيها مستقبل البلد دون تهميش احد بل الاستفادة من كل الطاقات والكفاءات دون الالتفات إلى جنسه أو دينه أو عرقه أو غيرها من التي تم تشكيل الكيانات السياسية على أساسها  وفي تبني مشروعاتها الانتخابية وقد ساهمت وسائل الإعلام التي يمتلكها أصحاب هذه الكيانات في ترسيخ ذلك انطلاقا من فهمها القاصر على أن ذلك يساعدها في الوصول إلى السلطة وهو من الماسي التي احترفتها وسائل الإعلام وما زالت، وكان واضحا للمتلقي أنها الوسائل ذات البصمة المنحازة.

 

أن وسائل الإعلام المختلفة عليها أن تبحث عن النخبة التي تضمن للأجيال بان يعيشوا لحظتهم التاريخية على مر العصور القادمة، ثمة نقطة أساسية أخرى أن تكون واضحة لنا وهي انه نادرا ما ضمت صفوف النخب السياسية معادلات برامجية تطويرية عن التي قبلها تقنع بها الإعلام للانحياز لهذه المعادلة أو تلك انطلاقا من مبدأ خدمة المجتمع بغض النظر عن ولاءاته السابقة أو اللاحقة إذ تجلى ذلك في فرض قابل للاختبار، حيث لايكفي الدفع بعبارات عامة أن جميع النخب السياسية يجب أن تستأثر بوسائل الإعلام إذ يفضي ذلك إلى مزيد من الأخطاء السياسية، وإنما يتعين البرهنة بدليل قوي ومحدد على ما إذا كانت مثل هذه الأخطاء تتبدد حال وقوعها، وتظهر المشكلة عند صياغة النموذج النخبوي ذو اللحظة التاريخية في وسائل الإعلام، إذ كيف يفصل الإعلام عن القسمات التي تفسر الاختلافات بين هذه الكتلة وتلك وبين هذا التجمع وغيره ممن يكون تحت ميكروسكوب الإعلام ويفترض أن يصنع في الاختيار اللحظة التاريخية، لكن علينا الإقرار مبدئيا انه ليس من السهل تخمين طبيعة القلق بشان صناعة النخبة السياسية، خاصة إذا افترضنا أن محاورات النخب ذات أهداف محددة هيأت الشروط اللازمة لنجاحها، وليس من اليسير علميا أن تحدد موقع العوامل التي يتبناها الإعلام في نجاح أو فشل نخبة ما، وان ليس من مصلحة أي نخبة أن تشدد سياسيا على دور وسائل الإعلام في فشلها أو نجاحها، أذا حاولت تغييب اوتهميش لحظتها التاريخية التي ينتظرها الشعب، وهو ما ذهب إليه علم الاجتماع بان استقرار وازدهار أي مجتمع في العصر الحديث يعتمد على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية من ناحية ، والديمقراطية السياسية من ناحية أخرى.

 

أن وسائل الاتصال لها وظيفة إعلامية تهدف إلى تحقيق التأييد لجميع النخب المرشحة للانتخابات واستمرار الجماعات السياسية وعدم انقسامها على قواعد اللعبة الانتخابية وهي بالضرورة تنطلق من اللعبة السياسية التي تقود ألان رقاب الشعوب نحو مقصلة البقاء للأقوى، كما أن وسائل الإعلام عليها مسؤولية الشجاعة الفكرية في تحليل برامج المرشحين التي تجعلها تواجه عيوب النخب المرشحة وتحلل ثغراتها وتحرك عقلها لمزيد من حفز الإرادة والثقة بالنفس في الاختيار الصحيح للنخب من خلال بلورت النخبة إيديولوجيا والعوامل التي ساعدت في إيجادها إذ ترتبط هذه العوامل بالقيم واتجاهات النخبة ومدى إيمانها بالمنافسة السياسية والمشاركة والتعبئة وأولوية المشاركة في سلم أولوياتها دون توجيه الاتهامات المتبادلة بتزوير هذه الانتخابات وبأحقية نخبة دون غيرها، وهنا تكمن رسالة الإعلام في إقناع المتلقي بقدرته على التعبير والتغيير، إذ تتوقف فاعلية وسائل الاتصال المختلفة في التأثير في الإطراف المستقبلة لها على عوامل عديدة تتعلق بمضمون العمل الإعلامي ومنهجه والآليات المستخدمة كما تتأثر بالعوامل البيئية المحيطة مثل النمط الثقافي والاجتماعي في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السائدة، وينبغي التأكيد على دور الرسالة الإعلامية في حث المواطن على المشاركة والاختيار في استخدام حقه في التصويت واحسب أن الإعلام لا يسبب اختلافا في ذلك، ولكن كم هو عسير أن تحديد أي شئ في الإعلام هو الذي يسبب الاختلاف على نحو ما تشير إليه الوقائع الماضية، وأيا كان هذا السبب، اعتقد انه سيكون أكثر دقة ورفاهية من الخصائص العامة لدوره ما دام الكثير من النتائج المختلفة تبدو في أوقات مختلفة متناغمة مع كل طرح من الأطروحات السياسية.

 

أن العمل البرلماني جهد نسقي يهدف إلى تأويل الخبرات المكتسبة حصاد التجربة الاجتماعية الإنتاجية في ضوء مصالح المجتمع وأهداف تطوره، ويعود هذا العطاء في صورة تغذية عكسية إلى المجتمع في نشاطه لمزيد من الفعالية والتصحيح والتنظيم لان العمل البرلماني إنما هو انجاز اجتماعي يحمل خصوصية التجربة الاجتماعية، وهو منتج جمعي وليد جهد جمعي متكامل للمجتمع ومعبر عن هدف اجتماعي مشترك من حيث التغيير والبناء، وعن إلية المجتمع في هذا التغيير وانجاز الهدف، انه عمل ذو رؤية جمعية غير أحادية، ومن ثم يجسد حركة متطورة للمجتمع ككل وسجلا للجديد من الإحداث وحيوية التنوع والتعدد في سياق من حرية التفاعل والإبداع.. ويشكل قوة وانتماء وتمكين في حلبة الصراع بين الأفكار، ومن أقسى ما يوصف به البرلماني انه عاطل عن ثقافة ترسيخ قيم التغيير والتجديد الفعال، وهذا ما يجعل واقع عمله أو نشاطه ضربا من أسلوب المحاولة والخطأ مع نسبة عالية من الإخفاق، عاجز عن إحداث تغيير في المواقف اتجاه القضايا المصيرية التي تهم الناس، برلمانيون أسرى وعي زائف ومساومات واتفاقات سرية تحدث في واقع يغلب عليه طابع العمل العشوائي غير النزيه، وهنا تأتي رسالة الإعلام الموحدة في توضيح إبعاد العمل البرلماني الحقيقي برسالة أخلاقية رصينة تشجع على انتقاء اللحظة التاريخية في اختيار النخبة.

 

أن من عيوب الإعلام في العالم المعاصر أن الغالبية تبحث عن صفقة، وعلى سبيل المثال نجد السعي لإضفاء صفات غير حقيقية عن نخب غير فاعلة في العملية السياسية قد اختلط بغيرها من النخب الساعية إلى إحداث التغيير في مختلف مناحي الحياة ممن كان لها لحظتها التاريخية في الانجاز المجتمعي لكنها غائبة فلم تعد هناك وسيلة إعلام واحدة من التي تتبنى الترويج لنخب بائسة قادرة على أن تصنع نخبة تاريخية أذا اختلط حق الدفاع عن الجوعى واليتامى والمعوزين وغيرهم وبناء وأعمار البلد مع حق الفرد الطبيعي في ذلك وفي التصويت والترشيح وما شابه فاقتربت هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك من التي تصون خطابها من التلوث على حذر من هذا الموضوع الصعب.. والسبب هو وجود بعض من هذه الوسائل تحترف الصراخ دفاعا عن الباطل وتقدم صور الضحايا والجوعى والمرضى والمتضررين كوسيلة لاقتناص المزيد من الأصوات التي تنتمي للنخبة الطافحة على السطح، في حين بقيت النخبة المغمورة ذات اللحظة التاريخية في الجزء الأكبر من الجبل الثلجي، وهنا على وسائل الإعلام تقع مسؤولية أخلاقية في عدم إلحاق الخذلان بالناخب العراقي إذ هي تخذل الرأي العام حينما لا تقدم فكرة البديل التي يحرص الناخب العراقي في الانتخابات القادمة إلى دعمها وهي بالتالي تخذل جمهورها الذي أهلها لن تكون السلطة الرابعة. 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1201 الاحد 18/10/2009)

 

في المثقف اليوم