قضايا وآراء
الذائقة الأدبية في نصوص الكاتب يحيى علوان .. أنساق فنية محكمة وأسلوب درامي / عصام الياسري
والكِتاب مختلف عن غيره من إصدارات المؤلف، من التحرير إلى التصميم. ولإيصال فكرته وجعل القاريء يتمتع لغوياً وأسلوبياً، حرص الكاتب على تطويع أدوات نهجه الأدبي وجعل النصوص والاقتباسات والهوامش في أنساق فنية محكمة وأسلوب موضوعي ولكن درامي أيضا.
ولد الكاتب عام
يستهل الكاتب يحيى علوان كتابه "تقاسيم على وطن منفرد" الذي يقع بـ 166 صفحة وواحد وعشرين نصاً مختلفاً، معظمها لا يخلو من الدعابة والواقعية. كما وتحمل مرارة الزقوم في زمن يبدو كل شيء فيه معكوساً ومخالفاً لقوانين الحياة والطبيعة:ـ ليس تمييزاً ضد الأوطان، لكنه الوحيدُ في الكون، حتى اليوم! فَرادتُهُ تَتأتى من كونه "تحرر" محتلاً!! يقصد به العراق طبعاً.. هذه الجملة الصغيرة، الهائجة بمعانيها، تختزل كل مضمون الكتاب ومفرداته القيمة.
نصوص يحيى علوان في "تقاسيم على وطن منفرد" شيء شبيه بعمل "تشكيلي" تتناغم فيه الأماكن والأزمنة، ولا يخلو في الكثير من الأحيان من الرمزية والنثر وإنشاء كائنات مجازية.. الجدير بالاهتمام، أن "النصوص" بمختلف أجناسها من ناحية المعايير الفنية في سياقها الحكاياتي، تحتوي على ثروة من البلاغات، المسؤولية الأخلاقية ازاء مسألة الإنتماء بكل مظاهره، فضلاً عن الأحاسيس والأماني المتعلقة بنظم وظروف الحياة.
سعى الكاتب يحيى علوان على طريقة النظرية الاجتماعية بأسلوب أدبي بليغ، إلى تسليط الضوء على خلفية تغييرات جذرية في الحياة السياسية العامة في وطنه، لتصويب المشاعر نحو التفكير بقضايا المجتمع الهامة.. هذا التقييم لا يعكس أهمية "اللغة" "التعبيرية" كأداة مؤثرة للدفع باتجاه الحدث وحسب، إنما جعل من عناصر النصوص مقومات منسجمة مع نبض الأخلاق والمعايير الفكرية. وقد تحمل سيرة مجازية ملاءمة بشكل تفاعلي مع الذائقة الأدبية، تقنياً وسيميائياً.
وتكتسب "تقاسيم على وطن منفرد" للكاتب يحيى علوان أهمية بنيوية وجمالية أدبية متدفقة فيها الكثير من الاستعارات والرموز والصور والأجناس، غزيرة المذاهب الرومانسية والانطباعية. وبالتالي هي من الناحية المفاهيمية، نصاً وموضوعاً، من الأنماط الجديدة في أدبنا العربي المعاصر. بالإضافة إلى أنها جمعت بين الأدب والسياسة لاستخلاص المفاهيم من بين حدود واضحة.
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2213 الثلاثاء 28/ 08 / 2012)