قضايا وآراء

نص: (الجرافات لا تعرف الحزن) لى رؤية التلقي النقدي

بيئة العرض أشجار جرداء تملأ المكان

 صندوق كبير مثل التابوت

 مقاعد من بقايا دكة أو جذع شجرة

 وسائد كبيرة (محشوة قطناََ وورقاََ)

 حبال في جميع الاتجاهات

 شواخص موزعة على الركح:

 سيف، كتاب، قلم وأوراق، سجادة، عباءة، بندقية

 أسلاك شائكة تتداخل في المكان

العجوز داخل الصندوق:

دون ملل استمر الحلم ولكن\ يدخل الرجل بهيأة نادل يحمل قدحا كبيرا من الماء يصبّه على العجوز بعد أن يفتح له باب الصندوق

عندي بطاقة دعوة ... أم أنها بطاقة استدعاء..لا ضير.. سأجيب على أسئلتك

سأحدثك عن وعن [لهجة ودية عدائية

النادل يقدم سيجارة للعجوز ـ يعلق وسادة كأنه يشرع بإعدامها يبارزها بالسيف يطعنها يسقط منها قطن وقطعة قماش بيضاء طويلة يشرع بلفِّ الساق اليسرى للعجوز..

تبدأ تداعيات الحكاية رجال جرجروا العجوز وقلبوا كلَّ شئ

للنادل: أعرف أنك حتفي ولكن دعني الليلة أختار فمنذ أكثر من ألف عام وأنا في  الزاوية التي يتيه عنها النور لم أختر شيئا...

عصبوا عيني وألقوا بي مثل كيس نفايات داخل قبو

ـ أوراق من جيبه (لم ينبئني العراف أو حِكَم الكتب السماوية ولا ليل الحالمين بأني محض أشلاء

مَنْ قطعَ أحلامي؟

مَنْ رمى جثتي في البحر؟ الشعرية \ الغموض؟

المبارزة : يدعو النادلُ العجوزَ إليها يطعن الوسادة ... العجوز يتذكر أن ذلك هو سيف أبيه .... (يخرج النادل)

استذكار:

أنا هنا ياولدي تتنازعني الأزمنة حديقتي جفّ ماؤها والورد لا عطر فيه وأنت هناك

وبأداء مختلف التون

اعتراف

في ليلة شتائية دخل غرفتي التي بالكاد يضيئها مصباحي الصغير ، حاولت أن أستقرئ عينيه أو حركة شفتيه لكنه عجّل في تفجير الهمّ

مؤثر صوتي مطلوب

ـ سأسافر يا أبتِ

ـ أين!

ـ ....

ـ ....

كيف ياولدي؟

اختنقت

قالها وودت لو أطلقت الرصاصَ على قلبي

بي رغبة للصلاة... للبكاء... للصراخ [تلوين صوتي]

انتقال

الحقيقة أنني لست مدعوا إلى هنا

هم أغلقوا باب غرفتي بعد أن بعثروا أشيائي

ثم أدخلوني صندوقا كبيرا فيه كان يمتد عمري ـــــــــــ الرمزية (الأداء)

يبدو أنني لست وحيدا

الأسلاك الشائكة تتوسد فراشي والغياب المستمر يشاركني الوداع

يدخل الرجل بهيأة حصان يجر خلفه عربة كبيرة مملوءة بأكياس الرسائل..

يرمي الرسائل

[تلوين صوتي]

ـ حاولت أن أبقيه إلى جانبي لكنه اختنق ، هكذا قال [تقمّص المشهد المُسْتَذكر]

ـ وأنا وأمك رحلتنا دونك سخرية ومزاح لا يقبله حتى الله. ترحل.. كيف؟ والدعاء لك صباح مساء والحلم دونك يبدو ناقصا ||||| قوة الموضوع

الإحساس ـ فراقه نهر من الأحزان وذكراه كأسياخ محمّرة في القلب

عودة ـ اسمع يا ولدي، ابقَ هناك خلف الباب بعيدا عن الأقبية التي لا تعرف ضوء الشمس

يُخرِج الرجل الحصان قطعة قماش ليلف بها اليد اليمنى

صرخ في وجهي X ينبغي حذفها لأن مشهد المواجهة قائم بالفعل على الركح

ـ اعترفْ!

ـ بماذا؟

ـ مَنْ دبَّر له الرحيل؟

ـ اتقِ اللهَ يا رجل

ـ .....

ـ تضحكُ؟ ما الذي يضحكك؟

ـ لا تراوغْ أيها العجوز

ـ صدقني يا ولدي

ـ أنا لست ولدك

ـ أعني مثل ولدي

ـ ولا حتى أكون مثله

ـ صدقني أستاذ .....

ـ .....

ـ كيف؟

ـ اعترفْ

ـ ثانيةََ؟

ـ سأجلدك

[ينتهي الرجل الحصان من لفّ الساق]

ـ وقد فعَلَها [ لاحظ القص والحكي : يقصد جلَدَهُ]

نقطة التحول

يدخل المحقق بلباس آخر يحاول تكفين العجوز

صراع ومقاومة وأخيرا يستسلم العجوز

ـ أسألك أأنت الذي أغلق الباب وأوقف الريح؟

أذكر دكة بابي كانت مركزا للمحبة ، ما أن أطلُّ برأسي حتى أصطبح على وجه الفجر وصوت الرحمن يخترق قلبي...

أأنت الذي أطلق الرصاص على ظلي وأوقف موجَ البحر؟

قل لي بالله عليك ما الذي تغيَّر؟ من هدَّ الجبلَ الشامخَ؟

إني أشهدُ انهياري

ـ لا تجيب .. أعرف أنك تسأل فقط

الرجل الحصان يُخرِج سكينة يمزق وسادة ما بعنف

يطارد (كأنه يطارد أفعى) يسقط على الأرض وهو يلهث

يتقدم العجوز يجلس بقربه(المخرج يضرب المحقق)

ـ سترحل يا ولدي الله معك. ولكن اعلمْ جيدا إنْ عدت ذات يوم إن عدتَ فستفقد الأشياء معانيها.

ـ لكنه رحل ورحلت معه أمه بعد أن بكت بلا دموع

ـ حاولت أن لا أهيل التراب على جسدها عسى أن ترفض لعبة الموت وتحيا ثانية لتسألني

صوت ـ هل بعثَ رسائل؟؟؟

 ـ وعسى أن أجيبها

الرجل الحصان يتجه إلى العباءة \ البندقية يطلق رصاصة

 

الذروة

الجرافات لاتعرف الحزن لذا ماتت الأشجار

كلماتك يا أبت كلمات

لا الصبح يأتي ولا سقوط الأشجار يوقف الجرافات

زحفت عليّ السنين نخرت أحلامي مزقت الكتب المدرسية

أبتِ حلِّقْ فوق سمائه وقل له إن الجرافات خلف الباب

منذ جلس قبالتي تيقنت بأني سأنشَقّ إلى إثنين

انتظرتك كي تغيّر الأشياء.. هل كنت حلما

لماذا انفصلت عن جسدي وتركتني وحدي أجرّ قدميّ المتعبتين ؟

[كن لي عونا في الصعاب.إنني أقف على حافة الانهيار]

عروسك التي تنتظر أحرقت ثوب عرسها

لم ينسني أو ينسك ضابط التحقيق بعد أن استدعاني وقبل أن أجلس صفعني ألقاني أرضا

لم يكتف بذلك بصق في وجهي وأطفأ سجائره على خارطة جسدي

أشعر أني انهزمت والعصر ليس عصري\ الحاضر ظلمة دامت وموت الأحبة أمام ناظري كتساقط الأوراق

على هذا الرصيف أعدمت ورقة لأنها رفضت القتال

وفي تلك الزاوية سقط شيخ لأنه لم يستطع إكمال المسير

وهناك أُحرِق غصن بحجة انتمائه إلى شجرة مخضرة

الرجل ببدلة رسمية قفازات بيض

في يدي كيسين للنفايات

يجمع النفايات(الرسائل القطن..)

مايم

لكن العجوز يمشي خلفه متكلما

لماذا تدفعني إلى البوح بالأسرار... طالما قررت أن لآ يعقب ليلي نهارُُ

أين أنت الآن راكضا حاملا مظلتك

محتميا من مطر الشتاء

أو

قابعا في غرفةِِ تبحث عن مسقط ضوء

يا لوحشتنا يا لغربتنا يا لوحدتنا

آخر شي لفظته أمك كان اسمك

.....

انتظرتك أكثر من بشارتي بالجنة

يبدأ الرجل بلفِّ اليد الأخرى

أوقفوني في طابور طويل وأمروني أن أؤدي التحيةَ والخوف معا

قتل الأول منا وسقط الآخر

لم يبق في الطابور إلا بساطيل تاه عنها الدليل

صوت منشار كهربائي الرجل بهيأة عامل قطع الأشجار

وضوضاء قطع الأشجار حتى يقف مثل بقية الجذوع

إني لا أحسن التوسلات أعرف أن روحي خواء

جسدي صار كالرقم الطينية تتناقلها العصور

وروحي شوهت معالمها الريح

لا أحسن البكاء لأن أنهاري جففها الرصاص

لا أحسن الغناء لقد سرق القتلة ألحاني

يتحرك عامل قطع الأشجار يقطع الحبال يلف العجوز بالقماش الأبيض

العجوز مومياء ملفوف بالأبيض

الرجل الحصان والعربة ينظف المكان

صوت احتضار العجوز

الرجل الحصان يضع العجوز في العربة

 الحكاية لم تنتهِ بعد لأن العربة لم تتوقفْ

 

انتهى عرض النص على وفق رؤية التلقي النقدي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1221 السبت 07/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم