تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

مهرجان برلين للأفلام القصيرة يحتفل بيوبيله الخامس والعشرين وسط تسليط العدسات على سقوط الجدار

القرن العشرين بأفلام عرفت بـ "سوبر8" تم عرضها آنذاك في ما يسمى بدور السينما المستقلة، واستمر سنوياً حتى أصبح تقليداُ ذو شأن اعتباري على المستوى الفني والحرفي والتجاري.. اليوم يعتبر المهرجان واحداً من أهم مهرجانات الأفلام القصيرة الدولية على المستوى الأوروبي. ضرب هذا العام رقماً قياسياً جديداً، حيث تم اختيار 500 من الأفلام القصيرة من 110 بلدا من بين 5000 عرض دولي تقدم لإدارة المهرجان "interfilm". خلال أيامه المعدودة سيعكس المهرجان نظرة شاملة على أهم عروضه من الأفلام القصيرة. أطياف مميزة، من الرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية والتجريبية والروائية حتى أفلام الدعاية والإعلان ومقاطع موسيقى "Musikclips". ستة أيام ستكون حافلة بحماس الزوار والمهتمين والنقاد، كما ستكون المنافسة بين الأفلام المشاركة لنيل الجوائز المقسمة على ست فئات شديدة للغاية، تبلغ ذروتها في التركيز على المنافسة بين بلدين "روسيا وهولندا" يسعى كل منهما لقطف أفضل الجوائز. وستقام على هامش المهرجان جملة من البرامج الخاصة ذات الصلة كالمحاضرات والمناقشات الفكرية وتبادل المعلومات وورش العمل والحفلات الموسيقية، في كثير من دور الثقافة والفنون أهمها دار ثقافات العالم ومسرح مكسيم غوركي وشتات بالاس وجبل الفلفل، بالإضافة إلى دور السينما مثل بابلون، آرسنال، وفريدريك هاين أو تسويك هاوس. وتحت عنوان "الجبهة الشرقية/الجبهة الغربية" ستسلط الأضواء مع عروض خاصة من الأفلام على "جدار برلين" كأهم موضوعة على وجه التحديد "Themenschwerpunkt" بمناسبة مرور 20 عاماً على انهياره في برلين وغيرها، وستنظم فعاليات خاصة بهذا الحدث في مواقع مختلفة على أطلال الجدار وخارجه تذكر بمراحل وأهداف بنائه كما تعيد للذاكرة أيام سقوطه.    

 

وتحت عنوان "عبور الحدود" ستعرض لأول مرة أفلام كانت في حوزة وزارة أمن الدولة(MfS)  ألمانيا الشرقية "شتاسي" آنذاك، بالإضافة إلى Kurzfilmwettbwerbs الأفلام القصيرة الحائزة على جوائز في المهرجان الدولي الثالث للأفلام القصيرة برعاية مؤسسة "ذكريات ،مسؤولية، مستقبل" ومعهد جوته. وسيجري التركيز هذا العام على عروض مثيرة للاهتمام لكل من روسيا وهولندا، سواء كلاسيكية خالدة أو إنتاج معاصر أو من الأفلام المختارة حول الطبيعية والعدالة أو تلك الأفلام القصيرة التي تفيض بمعلومات مفصلة ومناظر خلابة. 

 

يتسم برنامج الدورة الدولية 25 للمهرجان بعدد غير محدود من الأفلام القصيرة من بينها 100 فيلما من جميع أنحاء العالم على مستوى عال من الأداء، اختارتها لجنة دولية خاصة في فئات، أفضل فيلم وأفضل فيلم للرسوم المتحركة والروائي الطويل، صنفت على أساس عروض مختارة للتنافس في إطار جوائز المسابقة الرئيسية. أيضاً الفيلم الألماني سيحتل مركزه بعرض خاص "pr?miere" لأثنين من الأفلام المميزة من بين مجموعة رائعة ومنتقاة من الأفلام القصيرة التي أنتجت مؤخرا في ألمانيا.. على صعيد الأفلام الوثائقية فقد قررت هيئة المحلفين المهنية اختيار أفضل نمط من الأفلام التي لا تبدو أحجية بقدر ما تلامس من ناحية المضمون والفكرة التعبيرية أحوال المجتمع، الاقتراب من الحدث، الصورة، لحظات انطباعية، البحث عن الخاص في الحياة اليومية ورصد الفعل عن طريق الوسيط ألتوثيقي.. العنف والتعصب من المواضيع الصعبة التي تواجه الإعلام، التعرض لها "مواجهة" تتطلب شجاعة وحساسية عالية. لجنة تحكيم من صناع السينما والصحافة والسياسة سيستقر رأيها لترشيح أفضل فيلم ضد العنف والتمييز والتعصب. رسائل جميلة من الأفكار والصور  لمخرجين بارعين ومواقع تدوين على الانترنيت ووكالات للعلاقات العامة ومؤسسات توزيع غير عادية للأفلام القصيرة ستعرض، وستقوم لجنة تحكيم متخصصة ومن الجمهور بتوزيع الجوائز على أفضل العروض. 

 

للمرة الثانية ينظم في إطار المهرجان الرئيسي "كوكى 2 KUKI" برنامج الأفلام القصيرة الدولي للأطفال والشبان، من 1 ـ 8 نوفمبر 2009 على شاشة سينما فريدريش هاين. أكثر من 100 فيلما لصناع السينما الدولية الكبيرة والصغيرة على حد سواء اختيرت للمواجهة والتنافس، ستعرض من بينها مجموعة من الأفلام ضمن برنامج خاص يتعامل مع عنوان "من على الجدار للمراقبة".. وبصرف النظر عن موضوع "الجدار" هناك برنامج وثائقي تحت عنوان "انظروا إلى العالم" نافذة على أطفال بلدان أخرى، تشكل اللغة كوسيط للتعبير والتفاهم أهم جوانبه إذ ستعرض أفلام بريطانية وأسبانية يمكن لجميع طلبة المدارس مشاهدتها بالنص الأصلي، كما ستعرض أحدث الفيديو كليب الخاصة بالموسيقى. وستكون لجنة تحكيم من الشباب تقوم بتوزيع الجوائز على أفضل الأفلام المتنافسة.     

 

في الخمسينات من القرن الماضي سجلت هولندا في مهرجانات دولية هامة للأفلام الوثائقية القصيرة سلسلة من الجوائز المميزة بلغت ذروتها عام 1960 بحصول فيلم "زجاج" لبيرت هانزترا "Bert Hannstra" على جائزة "أوسكار" الشهيرة. في أواخر الخمسينات ظهرت في مجال الفيلم الروائي مواهب قديرة، وتعود جذور أفلام الرسوم المتحركة إلى الثلاثينات من القرن الماضي. في الآونة الأخيرة عادت أفلام الرسوم المتحركة الهولندية للانتشار والشهرة.. نهاية الاتحاد السوفيتي في الثمانينات من القرن العشرين تضرر الفيلم الروسي بشكل كبير، فقط في السنوات الأخيرة بدأت النهضة الفنية والاقتصادية في صناعة الفيلم تتقدم، بفضل مجموعة مختارة من الأفلام الروائية والوثائقية. ووجدت الأفلام القصيرة وأفلام الرسوم المتحركة سبيلها لاكتشاف جذورها الروسية "السوفيتية" العريقة لتبلغ مستوى التحدي في مجال موهبة الإنتاج والتنافس الإبداعي على مستوى السوق والمهرجانات ومنها مهرجان برلين للأفلام القصيرة، الذي فيه ستنافس هولندا لحصد أهم الجوائز.

 

وكما سنتمتع بهذا التنافس، سنتمتع بالتأكيد بما يقدمه لنا البرنامج الخاص الموسوم بـ "الأفضل في أل 10 سنوات" لابو كليرمون فيران "LABO Clermont-Ferrand" استذكار مهرجان أفلام الصور المتحركة "Trickfilm" شتوتغارت 100 سنة للرسوم المتحركة الألمانية، أشرطة الفيديو كليب، الوقوف على أعمال مخرجين معروفين في مجال إنتاج الإعلان التجاري، أيضاً الإطلاع على هامش الجهد بين الواقع والإنتاج في فن السينما العالمية.   

 

  عصام الياسري

   برلين في 01 نوفمبر 2009

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1222 الاحد 08/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم