تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

الملحقيات الثقافية بين الواقع والتجديد

والذي لا يعرفه العراقيون او بعضهم ان الملحقية هي واجهة لوزارة التعليم العالي العراقية ومهمتها متابعة شؤون الطلبة والوفود العلمية والتنسيق لمذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تختص بالتبادل الاكاديمي وان امكانياتها المادية محدودة جدا لانها ترتبط بوزارة التعليم وتشرف على عملها السفارة او البعثة الدبلوماسية في البلد نفسه .

وتناط مهمة رعاية المثقفين والمبدعين العراقيين في الخارج الى الاقسام الثقافية في السفارات وتلك المهمة تكاد تكون عقيمة من جوانب عديدة منها التعقيدات البيروقراطية التي لا زلنا نعاني منها، كذلك ان مثل هذه المهمة لا تراعي مزاج المثقف والمبدع الذي يرى ان اللجوء للسفارات يمثل نوعا من الخضوع لجهة حكومية عليها ان تتحرك هي عليه لا ان يسعى هو لها وذلك لا خلاف عليه عندي على الاقل، وثمة مسألة مهمة ايضا وهي ان المشرفين في الاقسام الثقافية في السفارات قد لا يمتلكون القدرة على التعامل مع الواجهات الثقافية وليس لديهم اسم يمكن ان يركن له المثقفون ويرون فيه نظيرا، فضلا عن ان هؤلاء لا يمثلون وزارة الثقافة كي يتمكنوا من تقديم خدماتهم بناء على توجه المنشأة الثقافية العراقية ( وزارة الثقافة ) وما يقف امامهم من صعوبات تتعلق بالموافقات المالية والتكاليف التي قد تتحملها وزارة الخارجية في كل الاحوال .

واذا كانت السفارة في بلد ما تمثل كل العراقيين وتقوم على تقديم كل الخدمات لهم ومتابعة شؤونهم والاهتمام بالمبدعين والمثقفين وغيرهم من شرائح المجتمع العراقي في الخارج فأن المبدعين والمثقفين واصحاب الانجازات من العراقيين على كافة المستويات بحاجة الى جهة حاضنة خاصة بهم تقوم بهذه المهمة وترتبط ارتباطا كاملا بوزارة الثقافة وحينها سوف يكون عملها مختصا بشكل كامل وستشرف عليها السفارة باعتبار التمثيل الدبلوماسي والسياسي في ذلك البلد .

لذا اقترح ان تكون للمثقف العراقي ملحقية ثقافية تتبع وزارة الثقافة العراقية، وان تتحول الملحقيات الحالية الى اسم المحلقيات التعليمية وتختص بما تختص به الان وهو متابعة شؤون الطلبة والاتفاقيات العلمية والتبادل الاكاديمي .

لعلنا هنا نستطيع ان نفي المثقفين والمبدعين العراقيين في الخارج حقهم وسمعتهم الكبيرة الرائعة على مستوى المنجز العالمي ونخلصهم من التقصير الذي تبديه بعض السفارات بسبب انشغالات الموظفين بالقضايا السياسية والدبلوماسية على حساب الثقافة ومتابعة شؤون المثقفين .

مقترح لعله ياخذ مكانه في واجهات العراق الديمقراطي، ويقدم شيئا للمبدع العراقي في الخارج الذي يستحق كل الاهتمام والخدمة .

 

اسامة العقيلي

8ـ11ـ2009  برلين

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1223 الاثنين 09/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم