قضايا وآراء

الأرقام تفضح خيبة العرب

أي أن كل 100 من العرب والمسلمين يقابل يهوديا واحدا. وهذا التناسب من المفروض به أن يمتد إلى كل نواحي الحياة العلمية والرياضية والأدبية والاقتصادية والمالية وغيرها، أي أن كل100 عالم عربي ومسلم يقابلهم  يهودي واحد وكل 100 ثري عربي يقابلهم يهودي واحد وكل 100 قيادي عربي يقابلهم يهودي واحد. وحتى لو كانت هذه النسبية غير معقولة لأسباب كثيرة بعضها يبدو منطقيا ومقبولا فالمفروض في الأقل أن يكون التناسب مثلا كل 25 من العرب والمسلمين يقابلهم يهودي واحد، وبعيدا عن المبالغة لا بأس أن يكون كل 10 منهم مقابلهم يهودي واحد، وللعدالة والإنصاف واعترافا بواقع الحال المزري لا بأس أن يكون  واحد من العرب والمسلمين مقابل يهودي واحد، فالنسبة حتى وإن كانت بهذه الحال تبدو مقبولة باعتبار أننا أدرى من غيرنا بأنفسنا وهذه النسبة ربما  تبدو عادلة باعتبار أننا نتحدث عن العرب والمسلمين من جهة وجيراننا اليهود  من جهة أخرى خلال مدة محدودة من الزمن وليس عبر تاريخهم كله فبغض النظر عن ذلك التاريخ العربي المشرق والذي من المفروض بنا أن نتخذه قاعدة لنبني عليها تطورنا المرحلي باعتبار أن تجربتنا لا تبدأ من الصفر كما هي تجارب الآخرين، تبين أن النسبة خالفت قانون التناسب وأصبحت عكسية لماذا؟ لأن الأرقام تقول ذلك والإحصاءات تؤكد ذلك والحقائق توثق ذلك، وخيبتنا تفضح ذلك، وعنترياتنا الفارغة تشهر ذلك

 فعلى مدى المائة عام الماضية وبتحديد أدق اعتبارا من نكسة حزيران 1967 وهزيمة العرب والمسلمين ولغاية هذا التاريخ أصبح الفارق بيننا وبينهم غير خاضع لقانون النسبة والتناسب ولذا تجد مثلا أنه لم يفز من العرب والمسلمين بجائزة نوبل منذ تاريخ تأسيسها ولغاية هذا التاريخ  سوى (3) أشخاص فقط وقد وضعت الرقم بين قوسين خوفا علية أن يضيع بين الكلمات فلا ينتبه له القاريء وبالمقابل فاز بها 180 يوديا!!  هنا قد يدعي بعض المهووسين بالألفاظ الوطنية الفارغة أن الماسونية والصهيونية تتلاعب بنتائج المرشحين للجائزة، وأوافقهم في هذا الرأي بالكامل ولكن ألا يعتبر تمكن الصهيونية من التحكم بنتائج منح الجائزة بهذا الشكل المتحيز مؤشرا على غلبتهم؟ لماذا مثلا لم ينجح عربي أو مسلم بالتحكم بها بدلا عنهم؟

وتجد مثلا أننا رغم الهبة التي منحها الله الكريم لنا  فجعل بلداننا جزيرة طافية على بحيرة من البترول عصب الحياة المعاصرة إلا أنه لا يوجد  ولو عربي واحد يملك شركة عملاقة من تلك الشركات العابرة للقارات بينما تجد أكبر الشركات العالمية بيد اليهود منها على سبيل المثال كوكل، ودل، وكوكا كولا

وتجد مثلا أن المتحكمين اليوم بحركة التاريخ كلهم من اليهود، والمتحكمين بالسياسة العالمية كلهم من اليهود ، والمتحكمين بالإعلام العالمي كلهم من اليهود، والمتحكمين بالشركات العابرة للقارات كلهم من اليهود، والمتحكمين بالأحكام التي تقود الأمم كلهم من اليهود.

وتجد مثلا أن كل بلداننا العربية والإسلامية تلهث وراء الغرب للحصول على أبسط أنواع  التكنولوجيات المتطورة بينما نرى أن نسبة 36 % من صادرات إسرائيل هي تكنولوجيا متطورة.

فهل من خيبة أكبر من هذه الخيبة، وهل هذه هي أمة العُربْ التي كان يطمح أجدادنا العظماء لبنائها لتقود العالم؟

 

صالح الطائي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1289 السبت 16/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم