آراء

عبد الجبار العبيدي: بين الحقيقة والخرافة في دولة الاسلام (4)

ان القصد من كتابة هذه الحلقات هوتقديم قراءة معاصرة ونظرة جديدة للدين الذي ضاع بين عمائمه منذ البداية فلا خلفاء أولون حفظوه ولا دولة اسلامية طبقته، له قرآن واحد لا يختلف فيه مختلفون، لكن فقهاء التخريف فسروه قبل ان تكتمل اللغة العربية وتتركز في تجريداتها الاساس لذا ظهرت فيه نظرية الترادف اللغوي التي مزقت المعنى الواحد وحولته الى معانٍ مختلفة، حتى اصبح ناقوس خطرٍ يدق للتنبيه في عالم شغل عن كل شيء الا عما تربطه بالملهيات والمغريات ونصوص الدين التي تحولت الى احاديث كاذبة، وشرائع فاسدة، وادعية واساطير الاولين، ليحكمنا بها التاريخ حتى وصلنا الى مرحلة الانحطاط والظلم الكبير،

ولتحكمنا هي بالاخرة والمقدس الوهمي والاموات المقدسة التي تجاوزها الزمن في التفكير، ولا زلنا نهرول خلفها ونقيم لها الاحزان بالملايين من الجهلة والمخرفين، والا لماذا يحولون مناسبات الاحزان الى غلو سياسي يخربون فيه البيئة وعقول الناس اجمعين زيادة على تخريب المغيرين السياسيين الفاسدين.

، ما هكذا كان الدين واهل البيت يُقدسون، فما هي سوى اصنام للكافرين، التي حطمها ابراهيم "انها لا تنطق ولا تعي"، اصحوا يا عراقيون فالله عرف قبل محمد عند عرب الجاهليين واحترم اكثر من عرب المسلمين، فبلدكم اصبح في مهب الريح سكناً للخائنين.ز. بعد ان اهملوا الوطن والمواطنين، وحقوق الناس اجمعين ولاهمَ لهم الا السلطة والمال، فهل كان ومازال الدين خُرافة تلعب به عمائم الدين، انا واثق لو اننا بلا دين لكنا اليوم مثل اليابان والصين.

نحن لا نريد اخرتكم لنعيش في دنياكم مذلولين خذوا الجنة وحور العين والولدان المخلدون وما ملكت ايمانكم يا سُراق الآدميين، نحن نريد حقوقنا الحياتية قبل الأخروية الوهمية التي بها تدعون، والتي أكلتموها بدون وجه حق ايها الفاسدون، وفرقتم بين المواطنين في الحقوق يساندكم الاعلام الفاسد في التثبيت والتخريف، بينما من يعيش منا في بلاد الكافرين له كل الحقوق في الأمن والامان والكفاية والعدل واولادكم وذراريكم واموالكم المحوله اليهم يشهدون، كفاية في ازدواجية الشخصية عندكم وانتم تدعون الدين واسلام المسلمين الذي شوهتموه عمدا ترضية للاخرين، وفي بلدانكم القتل والتغيب والتفريق، فلاندري عن اي دين تتكلمون وبأي شريعة فاسدة تحكمون، ؟

علينا ان لا نبقى نصدق ما كتبه المؤرخون والفقهاء الكاذبون كالطبري واليعقوبي وابن الأثير، لنا بروح التعصب الديني ونكران الحقيقة، حتى اصبحنا نحن والاسلام في غياهب الجب من الاسلام الصحيح، نريد اسلام الله الصحيح لا اسلام الفقهاء المزوربالاحاديث الكاذبة والمذهبية المفرقة للصفوف، والنصوص المزورة من الغريب.من امثال البخاري ومسلم وبحار الانوار وغيرهم من البويهيين من ناقلي كذب الفاسدين.

ان ما حصل ويحصل اليوم تحت سمع وبصر المسئولين في اربعينية الحسين (ع) واضحاً انه غلو سياسي القصد منه تفرقة العراقيين ليسهل عليهم بلع الوطن ومافيه من موارد المواطنين اضافة الى افساد الافكار وتحويلها الى خرافات لينتقل الشعب الى ما كان عليه في عهد البويهيين والسلاجقة ليظهر لنا من جديد الشيخ المفيد والماوردي وكيف هم يتناحرون ويختلفون حتى تركزت سياسة التفرقة واصبحت دينا وشريعة بين المواطنين، لا ما هكذا كانت اهداف التغيير ايها الكافرون بالوطن والدين.

فهل فقدنا الامل في وجود من يستطيع القيام منا بالبحث والتدقيق في اصول التاريخ والدين، وتصفية ما يحتاج الى تصفية مما شابه من عدم الدقة، وسوق التفسير للنص والخبر التاريخي على عواهنها مما اساء الى الامة والدين معا، خاصة وسط ضجيج الاعلام الفاسد الذي همه الوحيد مركزية الحكم ومن يديرها من الفاسدين واللصوص الذين ضحكوا على الناس بأسم الوطن والاموات الصالحين والدين،

الكتابة اليوم يجب ان تبتعد عن الشعر والنثر والقصص وأخبار الآولين والدين، يجب ان تخضع للمقياس الحضاري، اي لمعايير التحكيم المادية والمعنوية وقيام المجتمعات العربية والاسلامية على التفاهم والتعاون والمحبة ورفض الاحتكار الديني والمذهبي والقومي الذي علمنا على التحايل والانانية والقانون الذي تنفذه قوة غالبة. يجب حرق كتب المذاهب وشروحها الباطلة واتلاف كل ما كتبه رجال الحديث امثال مسلم والبخاري وبحار الانوار وغيرهم من الدجالين لنتجه لكتابة حقيقة الدين لا اوهام مرجعياته الصنمية الجالسة على الحصير، لا تهش ولا تنش سوى تمتمة المقادير.زيجب الانتقال الى مرحلة الوعي الفكري المتجدد الذي صعدت به الشعوب لما ترغب وتريد.

لا انغلاقية مؤسسة الدين

كفاية ياشعب تخضع لهذه الشلل الفاسدة التي ضيعتك باسم الدين وحجج والدك والطم والاربعينيات التي مضت عليها القرون والمزارات الوهمية التي صبغوا شوارعها بالدم الاحمر ومنائر الاولين حتى بدى الوطن وكانه ستالين غراد بين المحاربين غلفتها بالمقدس الديني الوهمي بغية الحصول على الاموال وتغليف فكرك بالوهميات دون تاصيل.

لم تعد الحكومات العربية والاسلامية تمثل الشعوب الا ما ندر بعد ان انفصلت الطبقة الحاكمةعن جماهير الامة في عالم الاسلام حتى انحصر فسادها على افرادها، وبقيت كتلة الشعوب سليمة البنيان رغم الفقر الشديد لذا تراها بين الحين والحين تثور على الفاسدين فتجابه بقوة الحديد والنار لكنها لن تموت" ثوار تشرين 19 نموذجا".لكن هذا التدهور قد انحصر يوما بعد يوم في اخلاقيات نظم حكم الفاسدين.

وستبقى نظم الحكم الفاسدة والخائنة تلتحف بلحاف الدين وتحت سيطرة كهانه المتخلفين المستبدين الذين لا قيمة للانسان في نظرهم، ولا معنى للعدالة عندهم، وهم يدعون الدين.يخربون المدن وافكار الناس ويعتبرونهم عبيدا ليضحوا بهم في سبيل مصالحهم الباطلة ويتحصنون بمدن مسورة يصعب الدخول اليها ليمارسوا قوانين الظلم والفساد والجنس "المنطقة الخضراء الكريهة نموذجا".بينما يجب الغاء هذه المنطقة العفنة التي يتحصن فيها اعداء الشعب واسكان المسئولين بين الشعب ليعرفوا مدى قيمتهم بين المواطنين.

ان كل ما يُقال من عظمة القانون وتنظيماته عندهم فهو وَهم لا تصدقون، فهم يعيشون بلا قانون بعد ان اعتقدوا ان طبقاتهم فوق القانون.وان موارد الدولة ملك سائب لهم دون رقيب، حكام العراق برئاساته الاربعة التنفيذية والتشريعية والقضائية ومعهم الرئاسة العليا التي صاحبها اصبح ديكورا لا يهش ولا ينش، .زنموذجا لاختراق القانون، أغبياء ان كنتم تصدقون، ؟؟

الشعوب تحررت بالفكر النير لا بتوصيات وصراخ رجال الدين، كفاية فقد حان الوقت للتخلي عن التعصب، يجب الاعتراف ان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور، وليست هي مطلقة ومنقوشة فوق حجر.فأين قياداتكم الدينية التي تؤمن بدين التحرر من الفساد والخيانة واكل اموال الشعوب، ؟ تدعون انكم ثوار، فالثورات اساليب يرتبط نجاحها بتوفر القيادات المخلصة والاهداف الواضحة والبناء السليم، فاين انتم منها ايها الفاسدون من اكلة اموال الشعب وقتلته ايها المجرمون.

على الشعوب ان تحرر نفسها بأيديها ولا تنتظر ما يقوله المتعصبون الكافرون بالانسان والقيم وما قال به الله رب العالمين، ان الحاكمين الاغبياء نسوا شيئا واحدا هو ان الثروة المفرطة لن تستطيع شراء الصادقين، تنبهوا يا منحرفين يا نهابة الشعوب فمن حكم العدل وصل، ومن حكم الباطل مات واندثر.لكم الخزي والعار ايها الفاسدون، حكام الوطن المجرمون، يا ايها الذين بعتم حتى الذي لا يباع من اجل نفوسكم الخسيسة الفاسدة لتبقون تتعايشون مع مفاسد الزمن والسنون،

ان اخطر ما يريدون تحقيقه هو تحويل الشعب الى دمى فاسدة تهرول خلف المفاسد وتنزع القيم والاخلاق، هكذا يريدون، نأمل ان لا يساق العراقي نحوكم، ولو ان بعضٍ منه تحقق اليوم في ظل حكمكم الاسود اللامعقول.

انتم الطغاة، لا تستحقون الحياة لانكم تسعدون بسرقة حياة الناس.ز قاتلكم الله انا تؤفكون.

***

د.عبد الجبار العبيدي

في المثقف اليوم