قضايا

مكتبة المرحوم د. محمد صالح مكية تباع في المزاد العلني دون وازع أو عيب من إبنه كنعان أوعلى الدولة العراقية

ali thwayniكان الدكتور مكية رحمه الله مسهب بحبه للكتب وقد دونت ذلك في كتابي عنه، وكيف أنه أخذ حصته في ماورثه من بيت أهله ليشتري بها كتب نادره مثل تأريخ نابليون الذي كلفه القليل واليوم ربما مئات الأضعاف.

إبنه كنعان رغم أنه يعاني من مرض السرطان بالدم، ويقترب من حتفه في أي وقت، لكنه أساء للعراق ولميراث أبيه، حيث جمع وثائق الدولة العراقية خلال 80 عام (ماسميت الذاكرة العراقية) وهربها لأمريكا وباعها للأمريكان، ثم قام ببيع كل ميراث مكية الشخصي (يقول أهداها) إلى مؤسسة الأغاخان التي عمل بها مكية ردحا، والتي تصدر جائزة للعمائر الإسلامية كل عامين.ثم طفق يجمع أموال عائلته ويدخره لنفسه بخلا أو طمعا، حتى جعله يذهب مذللا نفسه لمسعود برزاني كي يحصل على قطعة أرض كان يملكها المرحوم والده في سرسنك منذ الستينات ضمن مشروع (جامعة الكوفة).. والكثير من (اللطلطه) التي لاتليق به ولا بمسعاه(العراقي) لصالح الأمريكان وإسرائيل، ولا بالميراث الكبير الذي يحمله المرحوم أبيه.

كتب الأخ يوسف الناصر الفنان التشكيلي المعروف من لندن عن مزاد يقام في شهر نيسان لمكتبة مكية، يريد أن يستربح منها كنعان بعض المال، وهو كما أعلم غير محوج له، كونه يعيش البحبوحه مما كسبه في أمريكا وما ورثه عن المرحومين أبيه وأمه.كتب يوسف ناصر الآتي:

 

ارشيف المعماري الكبير محمد مكية في المزاد العلني !

تتداول الاوساط المهتمة بالشان الثقافي العراقي في لندن خبرا مفاده ان مكتبة المعماري الدكتور محمد مكية ستعرض للمزاد العلني في دار (سوذبيز) للمزادات الفنية في شهر نيسان 2016 . وسيضم العرض الذي اتفقت سوذبيز بشانه مع السيد كنعان مكية ابن المعماري الراحل 3000 كتابا، وربما مجموعة نادرة من الوثائق والخرائط والصور الفوتوغرافية .

واذا ما صحّت تلك الاخبار (وهو ما نرجحه) فسنكون امام خسارة كبيرة اخرى لواحدة من اهم المكتبات المتخصصة التي تضم مجموعة رائعة من الكتب التي جمعها مكية على مدى عقود طويلة، تلك الكتب التي عرفها واستفاد منها مرتادو قاعة الكوفة في لندن حيث كان مكتب مكية، وكانت متاحة لخدمة الجميع حيث استفاد منها عشرات الباحثين والدارسين والطلاب والقراء العاديين .

وستكون الخسارة اكبر واشد ايلاما اذا اضيفت لها مجموعة الوثائق النادرة (الامر الذي نتمنى ان لا يكون صحيحا)، تلك التي كان الراحل يفخر بحيازتها ذخرا للعراق والعراقيين، والتي تحوي خرائط معمارية تعود لفترات متقدمة من تاريخ العراق الحديث وبغداد بوجه خاص، اضافة الى ارشيف صور فوتوغرافية يؤرخ جزء منها لبداية دخول التصوير الفوتوغرافي الى العراق،.

واذا لم نكن متطيرين وفكرنا بافضل السيناريوهات فان المكتبة وملحقاتها ستذهب في افضل الاحوال الى خزانة خاصة بشخص او اشخاص يبقونها بعيدة عن متناول الاخرين والاضطلاع عليها والاستفادة منها، رغم ان هناك من يتوقع انها ستقتنى من اجل الاستثمار والبيع الى اخرين في المستقبل كوحدة واحدة او كاجزاء، الامر الذي سيعني، ان حدث، اختفاءها نهائيا وضياعها، ولا نستبعد الاحتمال الكابوسي بان يتم اقتناؤها من اجل تدميرها كجزء من المحاولات الجارية على قدم وساق لنهب وتخريب وتدمير ارث العراق الحضاري وتاريخة .

وفي الوقت الذي لا نامل فيه مما يسمى جزافا بحكومة العراق ومسؤوليها التصدي لمسؤولياتهم المفترضة ومنع وقوع الكارثة وانقاذ مكتبة الدكتور مكية فانني ادعو المهتمين من العراقيين ان يتصدوا للامر وان يجدوا صيغة معينة لمعالجته من اجل الاحتفاض بهذا الارث الهام الذي يعني العراقيين جميعا، رغم كونه ارثا عائليا خاصا بورثة المعماري الراحل .

 

الصورة: المعمار مكية مع المعمار الأمريكي رائد المدرسة العضوية (فرانك لويد رايت) حين زار بغداد 1957 ويظهر بالصورة المرحوم الفنان جواد سليم..

933-ali

 

د. معمار علي ثويني

 

 

في المثقف اليوم