قضايا

ياسين الرزوق: المرأة في الشرق مخلوقة خالقة كي تُعتق لا كي تُستعبد

yasin alrazukالمرأة في القواميس العربية بدأت من الجاهلية دون نقاط ارتكاز حتَّى بدأ أبو الأسود الدؤلي يؤرِّخُ للغةٍ صنعت عورات النساء منذ نقطته الأولى وما قبلها وعندما تتوالى الصفحات الدينية من كتابٍ إلى كتاب يغدو مفهوم المرأة العربيَّة شائكاً يصعب اختراق طبيعته الهلاميَّة ويستحيل طمس الرؤى التي تضع هذا المفهوم على مفترقات الحقيقة المُرَّة التي فُطِمَ عليها العقلُ الذكوريُّ العربيُّ الشرقيّ من ازدواجيَّةٍ  صارخةٍ إلى وجوهٍ مُقنَّعةٍ يفرِّج بها الذكر عن شهواته ويسخِّرُ النَّص الدينيَّ لنزواته النابعة من سعيه إلى تَمَلُّك المرأة لا إعتاقها وإلى تجهيلها لا تعليمها وإلى تعميتها لا تثقيفها وإلى محاولة تسطيحها لا توعيتها وها هي آية التملك والخطاب وحيد الاتجاه في سورة النور "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"و في حديثٍ نبويٍّ صححه الألباني في صحيح الترمذيِّ "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " ومن هنا نتساءل :

إذا كان جسد المرأة عورة فلماذا تتسابق الفنون إلى تبنِّي لوحته التي تتراوح ما بين الوضوح المطلق والسريالية شديدة الغموض

ولماذا أكاليل الجمال تُكلَّل بها المرأة كلما كشفت شبرها الخائف وأعتقته من خوفها ومن حشمتها بينما الرجل يبقى فاقعاً مهما فعل فمن أعطاه الانفلات المطلق في الفعل وردِّ الفعل؟!!

لماذا يرضى الفكر المؤدلج دينياً وعقائدياً بتعري المرأة في الدار الآخرة يوم البعث والحساب ويوم الحور العين ويعتبره دنيوياً صورة تثير الشهوة والاشمئزاز في آنٍ معاً ما بين كبتٍ مُتربِّص وتحفُّظٍ أو تعصُّبٍ متكدِّسٍ.؟!.......

لماذا أتى النبيُّ الكريم وقال عن امرؤ القيس الذي وصف المرأة مبيِّناً أدَّق تفاصيل الجسد أنَّه في النار بينما لم يمنع أصحابه من أدلجة الديانة باتجاه غرائزهم فغزوات الغنائم والسبايا دليل على شرعة الغرائز وعندما تداول الخلفاء ملك اليمين كانت يسارهم تُخبِّئ شهادتها المطلقة يوم القيامة بما تفعل يمينهم الغليظة؟!!

الأجوبة تكمن في مصلحة السلطة بتنمية القطيع الغرائزيِّ بعيداً عن التفكير بتداول السلطة أو حتَّى التفكير بتبديل الدين والاعتناق ومن يخالف وتثبت عليه الرِّدة يستتابُ بالإجبار ليعود خوفاً من قطع الرَّأس وهذا ما جعل النفاق شائعاً كثيراً في الإسلام الدنيويِّ لا الروحانيِّ الذي بحجة الضبط والحلول والخوف من الوقوع في المعصية تدخَّل في أدقِّ تفاصيل الحياة الإنسانيَّة ونرى في بعض الآيات القرآنيَّة تناقضات صارخة فواحدة تجعل المرأة سكنى ومستقر للرجل المتشرِّد في أصقاع الأرض والشهوات وهي تخلق فجأةً من نفسه المتضرعة ومن ضلع آدم مع أنَّها هي الوَلَّادة والرجال يقبعون تسعة أشهر في رحمها عند بدء تكونِّهم !!" وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " وأخرى الرجل فيها هو القاضي والآمر الناهي والقوَّام "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا"   وحتى أنَّ العقوبة بدأت بمنطلق غرائزي شهوانيِّ وكأنَّ المرأة تُساقُ حتى جنسياً تبعاً لمزاج الزوج القاضي العادل " !!

جرائم الشرف تفصح عن نفسها وتأخذ طابعاً شرقيَّاً حينما تهبُّ النخوة في الرؤوس الفارغة إلا من نكسات النواميس التي تُعبِّرُ عن وجه الشرق البائد وعن استعباد الأنثى التي استمر وأدها من الجاهليَّةِ إلى الإسلام

فلا بدَّ أن تُطلق المرأة من عتقٍ إلى عتق في سبيل أن نخرجَ بالشرق من أضيق البوَّابات وأكثرها عسراً ألا وهي عقدة الدين والمجتمع المزدوج وأعراف الآباء والأجداد وفطرة الاعتناق المسبق !!

وهنا نقول إن فرج المرأة أو جسدها الذي أنزل ما أنزل من لقطات الحياة مُقدَّرٌ عليها أن تحبسه عن الحياة نفسها بحجَّة الشريعة المُذكّرة والعورات الدينية التي جعلتها ناقصة عقلٍ ودين ٍ وقالت لها أنَّ للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث وأن شهادة الرجل بشهادة اثنتين وكأنَّ الكيان الأنثويِّ في المنطقة العربيّة والمشرق مجبولٌ على الدراما السياسيّة التي آثرت جعل المرأة سلعةً تعلو أسهمها التاريخيَّة بالخنساء وخولة بنت الأزور وتتهاوى أسهمها الدينية ب بينظير بوتو والشيخة موزة وغادة شعاع فهل من شعاعٍ يخرج العقل العربيَّ الذكوريَّ من أنفاق الظلمات ؟!!

أَلا فلتسمع المرأة الشرقية نداء الشاعر السوريِّ (ياسين الرزوق - زيوس ):

تعرَّيْ ثمَّ ذوقي حشمة الخوفِ ..... فَمِنْ هذي الديانة علَّةُ النزفِ !!

 

بقلم الكاتب المهندس ياسين الرزوق

 

في المثقف اليوم