قضايا

تعدد الزوجات بين القبول والرفض في مجتمعنا الذي ينعم ويتفاخر بكثرة الحروب

bahaa abdulsahibkarimفي بلادي التي نفتخر بتاريخها الطويل انها بلاد الحروب منذ بدء الخليقة ومنذ زمان حمورابي والنمرود وسنحاريب بل ان شعرنا وثقافتنا وقصصنا تفخر بالحروب امثال قصص سرجون الاكدي وبحثه عن الخلود مع صديقه انكيدو وكيف خاضوا الحروب ونرى على اسطح ما تبقى من الاثار التي نفتخر بها وكذلك التي دمرها الدواعش رسوم للحروب والمعارك والانتصارات وكذلك شعراء المعلقات تكلموا وتفاخروا عن حروب بلادهم واستمر الحال في العهد الاسلامي والاموي والعباسي وبعد فترة الاحتلال الفارسي والعثماني والانجليزي بعد ان اصبحت لنا دولة مستقلة اسسها الملك المرحوم فيصل الاول وحلول الدولة الجمهورية بعد الاطاحة بالملكية ومابعدها من حكومات ورؤساء ونحن ندخل من حرب الى حرب وتزداد وتتكاثر على اثرها من عام الى الى اخر اعداد النساء (العوانس والارامل والمطلقات) ويلاقيها تناقص في اعداد الرجال بسبب الهجرة خرج البلاد او الموت او الاستشهاد في ساحات القتال او عزوف الكثير من الشباب عن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف الزواج وهذا الحال في العراق تعاني منه الكثير من بلاد الوطن العربي واصبحت مشكلة عقيمة واصبحت من الامور الكبيرة التي يصعب حلها، وعند الرجوع الى ما طرحته النائبة جميلة العبيدي بخصوص تعدد الزوجات والذي يعتبر من الامور الغير متوقعةمن قبل امراة وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة جريئة قد لاقت صدى واسع بين القبول والرفض لا سيما من قبل النساء المتزوجات اللاتي رفضن الاقتراح رفضا قاطعا بسبب عدم الاقتناع بشراكة امرأة اخرى (ضرة) لها وهذا ما ينغص ويعكر استقرار حياتها واسرتها على العكس لبعض النساء امثال (المطلقات والارامل والعوانس) وكما قلت البعض منهن ربما قبلن بالقرار سرا او علنا من اجل الحصول على فرصة للزواج ان ما جائت به النائبة ليس بجديد وانما من وجهة نظرها انها تريد ان تحد من ظاهرة كثرة الارامل والمطلقات والعوانس في البلد بينما هناك من وقفن ضد هذا المقترح كونه يؤدي الى تقليل حالات العنوسة في البلد لكن من وجهة نظر اخرى ربما يؤدي الى تحطيم عائلة مستقرة تؤدي الى الطلاق ايضا وهنا عالجنا حالة وحطمنا الاخرى وبين هذا وذاك تبقى الامور مستعصية ولكن السؤال هو ما دور الدولة للمجتمع والحد من ظاهرة العنوسة والطلاق وكثرة الارامل والمطلقات والحل ليس معقد  وانما هو ان تقوم الدولة بدعم الشباب الراغبين بالزواج من خلال الدعم المادي وايجاد فرص العمل لهم وكذلك دعم من يرغب بالزواج من مطلقة او ارملة ماديا ومعالجة حالة هجرة الشباب خارج القطر وكذلك حالة تعدد الزوجات ليست عيبا او حرام وانما موجودة في شرع الاسلام حيث كان الصحابة يتزوجون المراة التي يستشهد زوجها في الحروب وعليها لم تكن هناك عنوسة او ارامل او اي مشكلة اجتماعية وكذلك لا يؤثر الزواج الثاني على حياة العائلة ولا يوجد هناك قانون يمنع تعدد الزواج .

 

المحامي: بهاء عبد الصاحب كريم

 

في المثقف اليوم