قضايا

كيف سقط الاتحاد السوفيتي بحروب الجيل الرابع؟! (2)

محمود محمد عليفي هذا الجزء من مقالنا عن كيفية سقوط الاتحاد السوفيتي بحروب الجيل الرابع، نحاول هنا في هذ المقال وفي المقالات التالية أن نوضح مستويات المرحلة العفوية التلقائية بشئ من التفصيل لنبرز أولي بدايات حروب الجيل الرابع التي مُورست علي الاتحاد السوفيتي بشكل عفوي تلقائي، وذلك علي النحو التالي :

أولاً : الحرب النفسية والاستراتيجيات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة المد الشيوعي في أوربا:

شهد القرن العشرون صراعاً عنيفاً بين الغرب والشرق منذ فترة 1945-1991، وهذا الصراع كان في الأساس صراعاً بين أيديولوجيتن: الرأسمالية والاشتراكية؛ أما الايديولوجية الرأسمالية فتتجسد في الولايات المتحدة الأمريكية وعضوية معظم دول أوروبا الغربية؛ وخصوصاً بريطانيـا، وفرنسا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا، بالإضافة إلى كندا، واليابان، والدول الصغيرة الأخرى التابعة لهذه المجموعة من الدول الرأسمالية).

إن مجـمـوعـة الدول الرأسمالية الصناعية تشكل فيما بينها بؤرة القوى البشرية، والاقـتـصـاديـة، والعسكرية الفاعلة للغرب، ويتجلى الغرب بكل وضوح في مجموعة الـدول التي تشكل منظمة حلف شمال الأطلسي (حلف الناتو) الذي تأسس في  الرابع من أبريل عام 1949. ويضم حلف الناتو والذي هو أداة الغرب الدفاعـيـة الأولـى 15 دولة رأسمالية غربية. ويعتبر هذا الحلف أضخم تكتل عسكري في العالم، و‹يمتلك من الأسلحة النووية ما يكفي لإبادة الكرة الأرضية بصورة نهائية وكاملة عـدة مـرات، وحلف شمال الأطلسي هـو أول حـلـف فـي التاريـخ يصمد قرابة أربعين عاماً في وقت السلم، وهو الأول من نوعه الذي تزداد عضويته سنة بعد أخرى منذ تأسيسه .

وباختصار فإن الغرب يستمد قوته من القدرات والإمكانات الهائلة المتاحة للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فإن تفوق الغرب مرتبط ارتباطاً جوهرياً بقيادة الولايات المتحدة إياه، وتلك القوى الاقتـصـاديـة والنـوويـة والتـقـنيـة تجعل تفوق الغرب على الشرق وعلى سائر دول العالم تفوقاً مطلقاً، فمهما إذا بدا للمتابع أن الصراع بين الشرق والغرب هو صراع بين طرفين متساويين، فإن حقيقة الأمر عكس ذلك؛ حيث إن هناك اختلافات كبيرة في قدرات وإمكانات هذين الخصمين الأيديولوجيين، وجميع المؤشرات تظهر أن للغرب تفوقاً على الشرق في جميع المجالات .

بيد أن هذا التفوق الغربي في القدرات والإمكانات، لا يعني مطلقاً التقليل من القدرات والإمكانات العـسكريـة، والاقتصاديـة، والبشرية المتاحة للشرق الذي يتكون في الأساس من مجموعة رئيسة مـن الدول الاشتراكية بزعامة الاتحاد السوفيتي وعضوية معظم دول أوروبا الشرقية. ‹يمكن أيضاً لأسباب إيديولوجية محضة ضم الصين، وكوريا الشمالية، وفيتنام، وكوبا إلى معسكر الشرق، وهـذه المجموعة من الدول، مثل النقيض الأيـديولوجي للرأسمالية، وتمثل البديل الاجتماعي من الغرب، كما تشكل القوة الاقتصادية الثانية في العالم بالإضافة إلى أنها القوة العسكرية والنووية الوحيدة المنافسة للقوة العسكرية والنووية للدول الرأسمالية الغربية، وتتجسد قوة وقـدرات الشرق بشكل واضح في "حلف وارسو" الذي ظهر إلى حيز الـوجود فـي 14 مايو 1955؛ أي بعد 6 سنوات على قيام حلف الناتو الغربي، ويضم حلف وارسو الذي يسمى رسميا معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، كلا من بلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا، وألمانيا الديمقراطية، والمجر، وبولندا، ورومـانـيـا، والاتحاد السوفيتي .

وكما هو الحال بالنسبة إلى الغرب، فإن القدرات والإمكانات الحقيقية المتاحة للشرق ولحلف وارسو، هي قدرات وإمكانات خاصة بالاتحاد السوفيتي. إن القوتين النووية والاقتصادية للاتحاد السوفيتي هما اللـتـان تجعلان من الشرق منافسا دولياً خطيرا للغرب، وتجعلانه نداً إيديولوجياً، وخصماً سياسياً ودبلوماسياً عنيداً. إن لـدى الاتحاد السوفيتي، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة، قـدرات اقـتصاديـة وإمكانات عسكرية وقوة نووية ضخمة .

والاتحاد السوفيتي هـو عبارة عن دولة دستورية شيوعية، تأسست في الثلاثين من ديسمبر من عام 1922م، وجاءت فكرة تكوينه ونشأته لمجموعة من الأحداث السياسية التي ألحقت الضعف والوهن في الإمبراطورية الروسية، ومن أهم هذه الأحداث: الثورة الروسية، والتي اندلعت شرارتها في عام 1918م وتحولت بعد ذلك إلى حرب أهلية استمرت لمدة أربع سنوات كاملة، أي منذ 1918 -1921م. الاتحاد السوفيتي هو وليد اتحاد خمس عشرة دولة، وهي: (روسيا، وأوكرانيا، وجورجيا، وأذربيجان، وأوزباكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، ولاتفيا، وليتوانيا، واستونيا، وملدوفا، وروسيا البيضاء، وأرمينيا)، وكانت روسيا أكبر هذه الدول، وتعتبر المؤسسة لهذا الاتحاد؛ أي إنها الوريث الشرعي له. مساحة الاتحاد السوفيتي امتدت لتصل إلى اثنين وعشرين مليون ومئتين وستة وسبعين ألف وستين كيلومترا مربعاً.

وتعد هذه المساحة بمثابة سدس المساحة الكلية للكرة الأرضية، وأما فيما يتعلق بالجزء الأوروبي فقد كان يحتل ربع مساحة الاتحاد السوفييتي، ويعتبر الجزء الأوروبي من هذا الاتحاد هو العنصر الأساسي في نمو اقتصاده ومركز الثقل به، كما يلعب دوراً مهما في المجال الثقافي. بلغ طول حدود الاتحاد السوفيتي حوالي ستين ألف كيلومتراً مربعاً، وتعتبر أطول حدود في العالم، كما يضم ضمن حدوده "بحيرة بايكال Lake Bekal " وهي أكبر بحيرة من المياه العذبة، وتقع حالياً ضمن حدود روسيا، واعتمد الاتحاد السوفيتي في اقتصاده على اتباع أسلوب التخطيط الممركز؛ وذلك برسم خطط خماسية، تختص كل خطة بفترة معينة، وتهتم بإيجاد الأولويات الاقتصادية، وضمت هذه الخطط كلاً من القطاعات الخاصة التي شهدتها فترة الحكم الستالينية، فبلغ اقتصاد الاتحاد السوفيتي أوج ازدهاره، وتحول من دولة زراعية إلى دولة صناعية، تعتمد على التنقيب عن النفط والكشف عنه، وتم خلالها الكشف عن الثروات المعدنية.

فالاتحاد السوفييتي الأول فـي العالم من حيث إنتاج النفط، وهو الأول من حيث إنتاج الحديد والصلب، والإسمنت، وإنتاج السيارات الـثقيلة. أما على الصعيد الاجتماعي، فإن "الاتحاد السوفيتي يحتل الموقع رقم 23 من حيث الإنـفـاق الاجتماعي والاقتصادي في العالم، ويأتي في الموقع الرابع عالمياً من حيث نسبة المتعلمين والتي تبلغ 99%  . من ناحية أخرى كان الاتحاد السوفيتي الأول في تطـويـر قواته المسلحة وتوسيعها، حيـث زاد حجم هذه القوات بنسـبة 20 %  في أواخر السبعينيات، وقـد شملت هـذه الـزيادة نمـوا فـي عدد الصواريخ  العقد الماضي والغواصات النووية والقاذفات الاستراتيجية" .

إن هذه القوة العسكرية الهائلة للاتحاد السوفيتي إضافة إلى القدرات المادية والتقنية الأخرى لدول حلف وارسو، كافية لجعل الشرق المنافس الاستراتيجي الوحيد الذي ينبغي للغرب، أن يخشاه ويستعد لمـواجهته. كذلك "فإن الإمكانات العسكرية، والاقتصادية المتاحة للشرق؛ وخصوصا تلك المتاحة للاتحاد السوفيتي، تؤهله لكي يتنازع مع الغرب زعامة العالم ويشاركه في إدارة شؤونه" .

ومن هذا المنطلق انقسم العالم إلي محورين رئيسيين: هما محور الشرق الاشتراكي ومحور الغرب الرأسمالي ؛ أي تقسيمه إلى مناطـق نـفـوذ تابعة لكل من الولايات المتحـدة والاتحـاد السوفيتي. "إن هاتين الـدولتين تستخدمان دول الشرق والغرب الأخرى، وتستخدمان مؤسسات الشرق والغرب العسكرية، والسياسية، والدبلوماسية المختلفة، كأدوات في صراعهما الثنائي من أجل الهيمنة على العالم المعاصر. فالعالم بهذا المعنى مازال في جوهره عالماً ثنائي القطبية، توزعت فيه إمكانات العالم الفعالة بين قوتين متنافستين ومتسلطتين تسلطاً مطلقاً، هما الولايات المتحدة والاتحـاد السوفيتي" .

إن هاتين الدولتين" تمتلكان فيما يـنهما 40 %من إجمالي الناتج القومي العالمـي، و 60 % من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي،  و80 %مـن جميع الأبحاث العلمية في العالم، و97 % من جميع الأسلحة والرؤوس النووية في العالم. ولديهما 75 %من جميع القدرات التدميرية في العالم، وهي قوة كافية لإفناء العالم وقتل كل شخص من سكان الأرض مالا يقل عن 12 مرة متتـالـيـة. إن الـولايـات المتحدة والاتحاد السوفيتي قادرتان على إنفاق 1,700,000 دولار على الأغراض العسكرية في كل دقيقة من دقائق العمر الزمني وعلى مدار السنة دون توقف، وهي قدرة غير متوفرة لجميع دول العالم مجتمعة. لكن عند عقد مقارنة بين قدرات وإمكانات الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يتضح أن للولايات المتحدة تفوقاً نسبياً في معظم المجالات الحيوية".

فالاقتصاد الأمريكي يبلغ ضعف حجم الاقتصاد السوفيتي، ومتـوسـط دخل الفرد في الولايات المتحدة يبلغ ضعف متوسط دخل الفرد في الاتحاد السوفيتي. وما زالت الولايات المتحدة مـتـقـدمة ليس فـقـط عـلـى الاتحـاد السوفيتي، بل على سائر دول العالم تقنيا. ويظل الاتحاد السوفيتي متأخراً بحوالي عشر سنوات عن الولايات المتحدة في "حقل تقنيات الكمبيوتر والعقول الإلكتـرونية، بل إنه وفي 14 مجـالاً من 20 مجالاً من مجالات التقنيات الدقيقة تبرز الولايات المتحدة كدولة متفوقة على الاتحاد السوفيتي" .

ويرجع هذا التفوق الذي تتمتع به الولايات المتحدة على الاتحاد السوفيتي إلى عدة عوامل تاريخية، وموضوعية، وجيوبوليتيكية. لقد بدأت هاتان الدولتان مرحلة  نموهما وتطورهما من لحظتين تاريخيتين مختلفتين  لهما تأثيرهما البالغ علي واقع التنافس ، بينما الآن فقد كان الاتحاد السوفيتي في مطلع القرن القرن العرين أفقر الدول الكبرى،  وكان يعاني من انتشار الأمية والتفكك الوطني والانكماش السياسي، وهزائم في حروبه الخارجية وثورة داخلية عارمة. في مقابل ذلك "كانت الولايات المتحدة في مطلع القـرن العشرين أغنى الدول الكبرى، وكانت تعيش لحظات ازدهار وانتعاش اقتصادي وصنـاعـي وبمستويات لم تشهدهـا أي دولة أخـرى" .

وكذلك فإنه حتى بعد تفاقم الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان الاتحاد السوفيتي في وضع اقـتصادي ومادي وبشـري فاجع نتيجة الدمار الهائل الذي ألحقته الحرب العالمية الثانية باقتصاده وبنيته الاجتماعية والتحتية، والتي أدت أيضاً إلى مقتل عشرين مليون نسمة من شعب الاتحاد السوفيتي. ورغم أن الاقتصاد قد دمر تدميراً خطيراً ومأساوياً إبان الحرب العالمية الثانية، فقد "ظل اقتصاد الولايات المتحـدة فـي المـقـابـل سالماً وبعيداً عن تأثيرات الحرب المدمرة، بل إنه على العكس من ذلك فقد تسببت الحرب في إنعاش وازدهار الاقتصاد الأمريكي الذي برز كأقـوى اقتصاد في العالم" .

فالظروف التاريخية قد ساهمت فعلاً في تدعيم الـتفوق الاقـتصادي الراهن للولايات المتحدة على الاتحاد السوفيتي الـذي استطاع رغـم تلك الظروف التاريخية القاهرة أن يصبح من أغنى الـدول، وأصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وكما أن الظروف التاريخية قد ساعـدت الـولايـات المتحدة على تحقيق التفوق الاقتصادي، فإن العوامل والمعطيات الجيوبوليتيكية ساهمت هي أيضاً بـدورهـا فـي تدعيم وتعزيز تفوق الولايات المتحدة استراتيجيا على الاتحاد السوفيتي. فالاتحاد السوفيتي، خلافـاً لـلولايـات المتحدة، هو دولة مترامية الأطراف جغرافياً، وهو أكبر دولة في العالم مـن حيث المساحة. ويقع الاتحاد السوفيتي في قارتين، وهو محاط بعشرين دولة غير صديقة. في حين يقع على حدود الولايات المتحدة بلدان صديقان هما كندا والمكسيك. كذلك فإن الاتحاد السوفيتي هو في وضع يواجه فيه أربعا من القوى النووية الرئيسة الخمس في العالم والتي هي جميعها قوى صديقة وحليفة للولايات المتحدة ومعادية إيديولوجيا وسياسيا للاتحاد السوفيتي، لذلك فإن على "الاتحاد السوفيتي أن يوزع قدراته وإمكاناتـه النوويـة على أكثر من هدف، في حين أن القوة النووية للولايات المتحدة لا تستهدف سوى عدو استراتيجي واحد ووحيد هو الاتحاد السوفيتي. ويـلاحـظ أيـضاً أن الاتحاد السوفيتي محاط بحوالي 2400 قاعدة عسكرية معادية، في حين لا يمتلك هو أي قاعدة عسكرية قريبة من حدود الولايات المتـحـدة، بـل إنـه لا تمتلك أي رؤوس نووية خارج حدوده وحـدود دول حـلـف وارسو فـي الـوقـت الذي يمتلك فيه الولايات المتحدة أكثر من 1200 رأساً نووياً مثبتة في قواعد خارج الولايات المتحدة. وأخيرا فإن الاتحاد السوفيتي يفتقر أيضاً إلى التوسع العسكري العالمي الملحوظ للولايات المتحدة التي  تمتلك 300 قاعدة عسكرية رئيسة في الخارج، ولها أكثر من مليون جندي في 30 دولة وهي عضو في خمسة تحالفات دفاعية إقليمية، ولها معاهدات دفاعيـة مـع 42 دولة، وهي كذلك عضو فـي 53 منظمة دولية، وتقدم مساعدات عسكـريـة واقـتـصـاديـة لأكثر مـن 100 دولة من دول العالـم" .

إن جميع هذه العوامل تـؤثـر فـي قـوة الدولتين المتنافستين، وهي لاشك تضعف القدرات العسكرية السوفيتية، وهذا ما أدركته الولايات الأمريكية، لذلك أخذت تمارس فكرة حروب الجيل الرابع بشكل عفوي حين أخذت تضعف من قوته من خلال حرب نفسية، تستهدف في الأساس ضرب فكرة المد الشيوعي في العالم ؛ حيث كانت الولايات المتحدة تخشي من الطبيعة التوسعية للأيديولوجية الشيوعية، وأن هذه الأيديولوجية هي في طبيعتها ثورية ومعادية للرأسمالية، والتى ترغب في تحويل العالم بأسره إلي عالم اشتراكي، وإلي عالم غير طبقي، وذلك من خلال "الثورات العمالية المتلاحقة الموجهة ضد الطبقات الرأسمالية، بزعامة الأحزاب السياسية الشيوعية في العالم، والتي يساندها الاتحاد السوفيتي ماديا ومعنوياً ، ويشجعها لمعاداة الرأسمالية، ومحاربة دول الغرب الصناعية. ومن ثم فإن الاتحاد السوفيتي في نظر الولايات المتحدة يشكل خطراً استراتيجياً، لذا يقع علي عاتق الولايات المتحدة مسؤولية التصدي لهذا الخطر، والحد من التوسع الأيديولوجي للاتحاد السوفيتي، وفرض حصار سياسي ودبلوماسي وإيديولوجي وعسكري عليه" ؛ خاصة بعد أن أخذت الشيوعية تتوغل في أوربا الشرقية ومعظم دول الشرق الأوسط ، ففي مصر استطاعت القومية والشيوعية بالفعل اجتذاب أعداد من الجماهير المسلمة بسهولة، وفي العراق فاز الحزب الشيوعي العراقي أكبر الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي بولاء ملايين الشيعة العراقيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية وبحلول الخمسينات كانت قوة الحزب كافية لتنظيم تظاهرات في بغداد شارك فيها أكثر من مليون عراقي. كما جمع الرئيس المصري " جمال عبد الناصر" من حوله أعداداً غفيرة وحظي بتأييد كبير، حيث "نشرت إذاعة صوت العرب من القاهرة رسالته  القومية إلي سوريا، والعراق، والأردن، ولبنان، والسعودية؛ وفي الخمسينات والستينات كان " جمال عبد الناصر" أكثر الزعماء العرب شعبية بين القادة السياسيين العرب. وكما التحق المسيحيون في أوربا بالأحزاب الشيوعية بأعداد غفيرة فإن المسلمين في العالم الإسلامي غير راضين عن مستوي معيشتهم وكان من يعارض الاستعمار الغربي والنفوذ الانجلو سكسوني منهم في الشرق الأوسط يميل إلي الشيوعية أو علي الأغلب إلي القومية العربية" . وللحديث بقية!

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم