قضايا

عودة محمد عبده

مجدي ابراهيمالوصول إلى مقام الإمامة ليس سهلاً، ولا هو بالمتاح لأهل العزائم والقدرات، فهم فيما بينهم قد يتميزون، بيد أنهم مهما تميزوا وامتازوا على غيرهم من الناس لن يصلوا إلى مقام الإمامة جملة وتفصيلاً؛ فهذا المقام العلوي الأكرم، لن ينال  بمجرّد الامتياز وكفى، ولا بمجرد الكفاءة والاكتساب، ولكنه ينال .. فكيف ينال؟ إنه لينال بمواهب التوفيق، حتى إذا ما فقدنا مع وجود الامتياز والكفاءة والاكتساب مواهب التوفيق؛ فقدنا تباعاً مقام الإمامة. وإذا اقتصرنا على مواهب التوفيق فقط مجرّدة عن جهود الكفاءة والاكتساب وعلامات التفرد والامتياز لم يصبح مقام الإمامة خاصاً بالإفراد العاديين، بل هو مخصوص بالأنبياء وما دونهم من الأولياء، وهذه مما لا ريب فيه ليست درجة تتوافر في كل الناس، بمقدار خصوصها لنوع من البشر اصطفاهم الله لرسالته ثم عصمهم (= الأنبياء)، أو تولاهم برعايته وعنايته ثم حفظهم (= الأولياء).

ولستُ أعنى هاهنا أن الأنبياء محرومون من جهود الكفاءة وقدرات الاكتساب وعلامات التفرُّد والامتياز من الوجهة الإنسانية خاصة وخالصة؛ وإنما أعني فقط أن علومهم ومباعث سلوكهم محاطة بمواهب التوفيق الإلهي، وبالعناية الرَّبانيَّة إحاطة تامة وشاملة شاءها الله لهم كيفما شاء وحيثما شاء. في حين قد تعتمد "الإمامة" جهود الكفاءة وقدرات الاكتساب بدايةً وقبل كل شيء استعداداَ خالصاً، وهى مع ذلك لا تخلو من فيض الموهبة وعطاءات التوفيق.

لكن النسبة هنا جزئية متفاوتة، بينما النسبة هناك في حالة الأنبياء أو ما دونهم من الأولياء كلية عامة مغمورة في جملتها بالفضل الإلهي على دَيْدَنِ الاصطفاء. فإذا كان مقام "النبوَّة" مخصوصاً بالرعاية الإلهية الاصطفائية : في التربية والتأديب، والوحي، والتلقين، والتبليغ، وهو في الوقت نفسه محاط بمواهب التوفيق في جميع أركانه الوجودية؛ فمقام "الإمامة" قريب من هذا المقام : من حيث خصوصية الموهبة وخصوصية التوفيق الإلهيين، وكلاهما "الموهبة" و"التوفيق" يستقيان من معدن الفضل الإلهي وفيض القدرة، ولكن بدرجات متفاوتة، وبنسب واعتبارات متباينة يعلمها الله وحده دوناً عن سواه.

أما عنايتُنا نحن بمقام "الإمامة" هنا؛ فمقصورة على ما فيه من امتزاج الخصائص الإنسانية العليا في : التربية، والأدب، والتفكير، والمنهج، والتبليغ؛ بخصوصية التوفيق الإلهي حتى لا تكاد تفصل في شخص الإمام بين الموهبة الإلهية وعطاءات الفضل الإلهي من جهة، وبين الخصال الإنسانية مجتمعة في أصل عنصرها الرفيع من جهة ثانية.

وشيخنا الأستاذ الإمام" محمد عبده" الذي توفاه الله وعمره لم يتجاوز الثانية والخمسين، ملأ الدنيا وشغل الناس لمّا اجتمعت فيه الصفتان : صفة الإمامة، وصفة الحكمة، وبقى في العقول والقلوب ولا يزال باقياً مادامت هنالك قيمٌ فيهما باقية : أخلص لفكره إخلاص الصادقين، ونصر الإسلام نصرة المجاهدين، وأحب أن يرى دين الله متجسداً في الناس سلوكاً وحياة، ينبعث من القلوب والضمائر لا من الألسنة والشفاه؛ فليس الدين لديه مجرد ألفاظ تلوكها الألسنة لا تتجاوز في الغالب أشداق العباد ولا تدل - إنْ هى دَلَّتْ - عليها حركة الحياة، ولكنه انبعاث ضمائر تتصل بالله في السرِّ والعلن، وفى الخفاء والظهور : الدينٌ معاملةٌ وحياة.

ملأ الدنيا شرقاً وغرباً، وتفاخر به الأوربيون قبل العرب، فصادقوه حين وجدوا عنده من وفير الصدق وشديد الإخلاص ما من شـأنه أن يعينهم على نشدان الحقيقة يعرفونها، فيطلبونها فيما تجسُّدت أو كادت في طلاّبها والقادرين عليها؛ لأنه كان - طيَّبَ الله ثراه - "رجل حقيقة" غير منازع، يحب الحقيقة في الإنسان على التعميم أياً كان وأينما كان بلا تفرقة ولا تخصيص.

رأيتُ بنفسي رسالات متبادلة بينه وبين الأديب الروسي "تولستوي" وقرأتها، فشغفتُ بتقدير الأجانب لهذا الفيلسوف الحكيم، إنهم يطلقون عليه "الفيلسوف الحكيم"، الفيلسوف الحكيم, هكذا على الإطلاق. وبكل ما تحمله الكلمة من ظلال فلسفية خالصة، فإذا كان لقب "الأستاذ الإمام" هو اللقب الذي أطلقه لأوّل مرة السيد رشيد رضا منشئ "المنار" على الشيخ محمد عبده، فلقب "الفيلسوف الحكيم" هو اللقب الذي أطلقه عليه الأديب الروسي "تولستوي".

والعقل الغربي حين يُطلق هذه الكلمة على أحد لا يُطلقها جُزَافاً ولا اعتباطاً ولكنه يطلقها عن "وعى" بما يقول؛ فمحبة الشيخ محمد عبده للحكمة وللفلسفة، جعلت منه على امتداد الاهتمام بعطايا النظر والتفكير، إنْ في تأملات الحكماء أو في تصورات الفلاسفة، فيلسوفاً وحكيماً على الحقيقية. هذا الاهتمام ينطلق لديه من تقدير الحقيقة، لأنه على الحقيقة "رجل الحقيقة" غير منازع، ولا ينطلق من فراغ المقلِّدين مجرَّد التقليد الذي لا يسمو قيد أنملة إلى رُقى النظر أو رُقى العمل سواء بسواء. العقل الغربي الذي مثَّله طائفة من المستشرقين وبعض السياسيين والباحثين الأوروبيين، سواء منهم الذين كتبوا عن الشيخ محمد عبده بالتفصيل أو أشار إليهم هو في ردوده عليهم، أو كتبوا عنه في إيجاز وبإعجاب تارة, أو بدفع شُبُهات لها مساسٌ بالإسلام وعقائده أوردها عنهم هو في تعليقاته ومناقشاته لهم تارة أخرى. هذا العقل الغربي الذي مثله  "ماكس هُرْتن " و"شارل آدمز"  و"شاخت" و"جولد تسيهر" و"جب" و"لالاند" و"جومييه" و"هربرت سبنسر" و"هانوتو" و"رينان" و"تولستوي" و"إدوارد براون" و"اللورد كرومر" و"السير مالكوم مكاريث" الذي كان مستشاراً للحقانية في مصر.

هذه العقول الغربية المتميزة كان تقديرها في الغالب لرجل الحقيقة صادراً عن إثارة ما في عقولهم من مكامن الحقيقة، لكأنما الرجل الحكيم كان مسّ نوازع إنسانية مشتركة بين الشرق والغرب، بمقدار ما وجدت لديه بواعث نهضوية وحضارية تعلو فوق التعصب والتقوقع والانغلاق، بواعث تدرك عمومية الوعي الإنساني فيما لو كان متجّرداً عن التقليد الأعمى والتعصب الممقوت.

ولما كان الأوروبيون المنصفون منهم يقدرون العقل الإنساني أكثر مما نقدّره نحن العرب؛ أعنى المنغلقين منا والمقلدين، ويعرفون قيمة "الوعي" إذا هى ارتفعت عند إنسان : يحترمون المعرفة ولا يسخرون من العرفان لا لشيء إلا لأنهم أرباب وعي مستنير وأهل بصائر مفتوحة؛ صار مجرد ذكر الشيخ "محمد عبده" لديهم ذكراً للفيلسوف الحكيم؛ "رجل الحقيقة" تجسّدت فيه كل الخصائص الإنسانية العليا والمعاني السامية : فكره وثقافته وتديّنه العميق وأخلاقه الكريمة وسجاياه الطيبة؛ كل خصائص الإنسان العليا مجتمعه تنضاف عن استحقاق وجدارة إلى الأستاذ الإمام؛ وكأنها خُلقت لأجله لتتجسَّد فيه !

كان أوفى تحليل وأدقّه لمثل هذه الشخصيات الكبيرة والمؤثِّرة هو التحليل الذي قدَّمه عالم الاجتماع الألماني "ماكس فيبر" Max Weber المتوفى سنة 1920م، والذي كان يصف مثل هذه الشخصيات الكبيرة بالكاريزما (charisma)؛ وكلمة الكاريزما تعنى الموهبة الإلهية، وهى كلمة يونانية معناها "النعمة"، ويقصد بها "فيبر" ذلك السحر الخاص من السمو الفردي الذي يمكن أن يَتَحَصَّل عليه الفرد في مجتمع بعينه من فعل الجاذبية الشخصية والتأثير المغناطيسي؛ وقياساً على تحليل "فيبر" يمكن القول بأن الأستاذ الإمام كان يتمتع بشخصية " كاريزمية " ساحرة على الصعيدين : صعيد المكانة الاجتماعية والسياسية، وصعيد المكانة الفكرية والثقافية.

لو أننا قمنا بمسح شامل للكتابات المستفيضة التي كُتبت عنه في العالم العربي فقط، لتأكد لدينا هذا الزعم ولثبُتت أمامنا جاذبيته الشخصية ومؤثراته الفردية على المستوى الاجتماعي والسياسي، ثم ثبٌتت لدينا كذلك إشعاعاته الروحية والفكرية المُفَاضَة وهباً من عند الله؛ فهو في نظر الأستاذ عباس محمود العقاد عبقري الإصلاح والتعليم، وهو عند الدكتور عثمان أمين رائد الفكر المصري؛ فلئن كان "محمد عبده" قد أصبح في عداد الماضي المجيد؛ فإن منزلته لا تزال تقع في تلك الدائرة المضيئة :" دائرة المجد الحق الذي يبقى بعد هدوء العواصف وخلو النفوس من ثوران الحقد وانفعال الإعجاب" (رائد الفكر المصري : الإمام محمد عبده؛ طبعة المجلس الأعلى للثقافة؛ ص13).

فإذا أضفنا إلى اتجاه العقاد وعثمان أمين الروحي؛ اتجاهات أخرى عقلية وأدبية، اجتماعية وإصلاحية، سواء كانوا من المصريين والعرب أو من الترك والفرس، استطعنا في الوقت نفسه إكبار المكانة التي توصل إليها الشيخ محمد عبده، والتي أحتلها في قلوب وعقول كل هؤلاء جميعاً : مصطفى عبد الرازق، وأحمد أمين، ومحمد حسين هيكل، وقاسم أمين، وسعد زغلول، ومصطفى المراغي، وأحمد لطفي السيد، ومحمد بخيت المطيعي، ومنصور فهمى، وحافظ إبراهيم، وعبد الرحمن بدوى، وأحمد مختار باشا الغازي، وعبد الله جودت، وذكاء الملك الإيراني، وطاهر بن عاشور التونسي، وعبد الرحمن الكواكبي، ويعقوب صرّوف، ومحمد بن الخوجة التونسي، وإبراهيم اليازجى، ونعوم أفندي لبكى، ومحمد الجعايبى التونسي، والدكتور أبو العلا عفيفي، والدكتور زكي نجيب محمود، والدكتور على سامي النشار، والدكتور إبراهيم بيومي مدكور, والشيخ محمد شاكر التونسي، ومحمد بن عقيل، وجورجي زيدان، ومحمد طلعت حرب، وعبد العزيز نظمى، وأحمد فتحي زغلول، وشكيب أرسلان، وفرح أنطون .. وغيرهم, وغيرهم, ممّا لو تتبعناه لطال بنا المقام.

صحيحٌ أن هناك قادحين مِنا طعنوا في شخصه بمقدار ما طعنوا في صحيح الإسلام أو يزيد، لكن هذا الطعن الذي لا يقوم عليه دليل، إنْ هو إلا مُجرَّد هوى ينزع إلى التعصب وخُلق وضيع يصدر عن لئام. ومهما قيل في شأنه من أولئك  القادحين؛ فإن الذين أشادوا بفضله لا يمكن حصرهم ولا حصر القيمة العليا الرفيعة التي من أجلها ذكروا في فخر وإعجاب مناقبه وأفضاله. يكفي أن يذكر "جرمان مارتان"؛ الكاتب الفرنسي إنه قال عنه إنه كان رجلاً قادراً على أن يظل متمسكاً بعري دين يكفل للناس حياة سعيدة آمنة؛ لأنه دين البساطة والتسليم، وكان قادراً كذلك على إدراك النفع في ثقافة وحضارة أوفر حيوية وأجزل نشاطاً، وأدعى إلى بذل جهد متواصل، واتخاذ منهج منطقي في جميع أفعال الحياة لبلوغ غاية نافعة". هذا وقد وصفه المستشرق الأمريكي "د. ب . ماكدونالد" بقوله : " كان محمد عبده فلاحاً صميماً، وليد تربة مصر العريقة، قبل أن يغدو مفتياً، وإماماً للمسلمين. وإننا لنلمح في إخلاصه لهذه التربة، وفي دعوته إلى الوطنية؛.... نلمح مزاجاً عجيباً من الوفاء للماضي المجيد والاستمساك بيقين الدين، والولاء لوطنية الفلاح".

فتلك على بسطتها شخصية الإمام "محمد عبده" التي صنعت حياته. وهى حياة متعددة الجوانب كما تقدَّم، بعيدة الأغوار، حياة متسقة وإنْ تكن متجددة، حياة مفعمة بأنقى وأصدق فضيلة : فضيلة البذل والعطاء  (عثمان أمين : الإمام محمد عبده : ص 56).

أعود فأقول: كم من حديثٍ جرى بينه وبين أحد هؤلاء المبرَّزين من الغربيين، فكان مثالاً لتقدير عقل لعقل، وفكر لفكر، وشعور لشعور، وبيان لبيان. حقاً ! إن الفكرة الصادقة المخلصة متى صدرت عن وعى العقل المفكر صادفت تقديراً ممَّن يعي، وممَّن يفكر، وممَّن يخدم بإخلاص عالم الرأي والتفكير. وكم من جدالٍ أثاره الشيخ الإمام في البيئة العربية فوجد عقولاً معوجَّة تتأوّل الرأي كيما لا تفهمه؛ لا بل هى أبعد ما تكون عن التأويل، بيد أنها لا تتصف بشيء سوى كونها بعيدة عن الفهم والتفهم وكفى، ناهيك عمّا وجده كذلك من نفوس ملوَّثة تجرَّها آفات الضغائن وأوساخ الأحقاد إلى ما لا يليق مطلقاً بالآدميين .. ثم ماذا؟ ثم قلوبُ مطموسة خاوية لا تحمل إلا ما تكنّه دوماً وتفكّر فيه : الحقد والحسد والضغينة وشعور البغضاء ومما لا حصر له من سواد الضمائر والقلوب.

ذهبوا أولئك جميعاً إلى "العار والازدراء الأبدي"، وبقى محمد عبده في قلوبنا وعقولنا حياً محبوباً، وحقيقاً على الدوام بالمحبة المتجددة والحياة الصافية. إن الذين جمدوا على التقليد والتخلٌّف والرجعية كانوا في رأى الأستاذ أخطر خلق الله على الإسلام؛ لأنهم حجّروا الدين وفق ما يتصوّرون وأغلقوه على ما يفهمون منه وكفى. وكفى بهذه الضلالة طعناً في الدين من أقرب طريق. الدين الذي جاء ليرفع شعار الحرية والتّحرُّر يصبح من فوره على ألسنتهم ليس إلا دعوة للتخلَّف والرجعية والجمود على القديم.

الدين الذي جاء بالتسامح مع الآخر ينقلبُ لديهم إلى عنف وإرهاب! ولكن الذين ينسون دين الله، ويذكرون ما لأنفسهم من دين، فيقدِّسون أنفسهم ولا يعرفون تقديساً لشيء غيرها، هم وحدهم فقط أولى بالمحاربة والهجوم وانتفاضة الإصلاح.

وفي ظل ظروف عفنة آسنة، وتقليد يمنع حرية الفكر ويقيد خطاباتها بمقولات واهية، فليس ثمة اجتهاد على الإطلاق، نحتاج اليوم إلى عودة محمد عبده، ما دامت فينا عقلية "الشيخ عليش" العدو اللدود لأكبر مصلح تجديدي عرفته البلاد الشرقية إذ ذاك، فلا زالت عقلية الشيخ عليش تسود قطاعات كبيرة في مؤسساتنا، وتطعن في فريضه الإصلاح بمقدار ما تفسد مقومات التجديد.

في أخريات حياته قال الإمام محمد عبده حاكياً عن نفسه :" أرتفع صوتي بالدعوة إلى أمرين عظيمين الأول : تحرير الفكر من قيد التقليد؛ وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى، واعتباره ضمن موازين العقل البشري؛ وأنه على هذا الوجه يعد صديقاً للعلم، باعثاً على البحث في الكون، داعياً إلى احترام الحقائق الثابتة، مطالباً بالتعويل عليها في أدب النفس واصلاح العمل.

كل هذا أعدّه أمراً واحداً. وقد خالفتُ في الدعوة إليه رأي الفئتين العظيمتين اللتين يتركب منهما جسم الأمة : طلاب علوم الدين ومن على شاكلتهم، وطلاب فنون هذا العصر ومن هو في ناحيتهم. أما الأمر الثاني فهو إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير، سواء كانت في المخاطيات الرسمية بين دواوين الكومة ومصالحها أو فيما تنشره الجرائد على الكافة، منشأ ومترجماً من لغات أخرى أو في المراسلات بين الناس".

هذه المنهجية ولا شك هى أساس كل نزعة إصلاحية تجديدية تأخذ بها العقول المفكرة، وتضيف عليها فيما لو شاءت، وترفضها العقول البليدة المتحجرة ولا تقبل منها المساس بما عساه أن يوقظ فيها صحوة العقل وانفتاحه على المعارف الأخرى.

(وللحديث بقيّة)

 

بقلم د. مجدي إبراهيم

 

في المثقف اليوم