قضايا

الكنز الذي بداخلك.. العقل الباطن

(خطوة واحدة لن تعبد طريقا على الارض، كما ان فكرة واحدة لن تغير شيئا في العقل، تتابع الخطوات ستعبد الطريق كما ان الكثير من التفكير سيصنع المستحيل الذي سيغير حياتنا) هنري ديفيد ثورو

مفهوم العقل الباطن:

هو تلك المرآة العاكسة التي تعكس صورنا وافعالنا اليومية سلبا او ايجابا، وهو ذلك الارشيف الذي يخزن الاحداث والذكريات القديمة والموغلة بالقدم والمعلومات بتسلسلها الزمني فهو يعمل عمل الذاكرة بجهاز الحاسوب..وبمعنى آخر هو ذلك البئر الذي يزودك بالماء كلما احتجت اليه، وكلما اخذت منه اعطاك المزيد بينما ان تركته سوف يركد وينضب ماءوه..

فهو اذن مجموعة الافعال والاسرار التي تكمن بداخلك وتنتظر من يطلق سراحها ويخرجها من مكامنها لتقوم بعمل الاعاجيب، هذه الطاقة التي لاحدود لها تكمن في العقل الباطن (الكنز الذي بداخلك) تحمل اسرارا ومعلومات كثيرة بكل المجالات والاختصاصات، كل ما مر بنا، كل شاردة وواردة، كل صغيرة وكبيرة، كل معلومة اكتسبناها بطريقة او باخرى، كل مادرسناه وتعلمناه في حياتنا، فهو مسؤول عن الخواطر والاحلام وعن مزاج الانسان وتحديد السمة الحقيقة لشخصية الانسان، ويكون طوعا له ورهن اشارته وله مفتاح خاص وكلمة سر وهي تكرار المطلوب للحصول على المبتغى، فالقطرات المتتابعة بامكانها ان تحفر الصخر، فهو اذن المتحكم بتصرفات الانسان وسلوكياته وطريقة حياته.

وقد ثبت علميا ان العقل الباطن يعمل على مدار اليوم حتى اثناء النوم، ويساعده في الوصول الى اهدافه بناءا على طريقة تفكيره، سواء اكانت ايجابية ام سلبية، فهو يساعد الانسان بالوصول لاهدافه حسب قوة تلك الاهداف وذلك عن طريق ازالة العقبات وتسخير الامور المتاحة والتي تجعل السلوك والاداء يتغير ليتناسب مع طبيعة الهدف، وكثيرا ما يجد الانسان نفسه قد غير من اسلوبه وطريقة تفكيره وكلامه بهدف تحقيق غايته عن طريق تحديد الهدف ثم العمل عليه، يقول ديكارت "انا افكر اذا انا موجود".

وعليه فالعقل الواعي هو المبرمج ومدخلات الانسان هي حواسه اما المخرجات فتتمثل بسلوك الانسان وتصرفاته، ويعطي العقل الواعي اوامره للعقل الباطن، واي خلل بادخال البرامج يتسبب بخلل في السلوك يتجسد بتصرفاته الواضحة كالقلق والتوتر والعصبية، وتصرفات سلوكية اخرى.

يخفي عقل الانسان على مدار حياته ومنذ طفولته افكار ومواقف ومشاعر لاحصر لها قد يصعب التصريح بها فيخزنها وهذا الخزين يعبر عنه ب(الكبت) وهي القوى التي تمنع المشاعر المكبوتة من الوصول الى العقل الواعي، فتتجمع وتتراكم مكونة رواسب نفسية عميقة قد تكون عدائية كمشاعر الانتقام والكراهية تجاه شخص ما او مجموعة اشخاص قد يكونون اقرباء كالاهل او غرباء تولدت نتيجة كلمة اوموقف اختزنه الانسان في طفولته كابتا اياه لعجزه او خوفه، لكنه لم ينسه لان الطفل لاينسى ابدا بل يتناسى ويبقى يتحين الفرصة حتى تحين اللحظة المناسبة لاخراج ذلك الشعور المريض الذي يؤرقه ويلح عليه للخروج ويقظ مضجعه فيخرج على شكل انتقامي او سلوك عدواني مدمر، وكانما خلق لينتقم، وهذه المشاعر تؤثر سلبا على شخصية الانسان، وعليه فالفعل ورد الفعل قانون كوني فالفكرة هي الفعل والاستجابة لها هي ردة الفعل لذا علينا بمراقبة افكارنا جيدا، ونقل الجيد منها بامانة الى اطفالنا.

ولكي نفهم كيف يعمل عقلنا الباطن علينا الابحار بهذا العالم الملئ بالاسرار وسبر اغواره، ويقسم العقل البشري الى قسمين:

العقل الواعي وهو كل مايقوم به الانسان من افعال ارادية كالمشي والاكل والنوم والعمل وغيرها..

العقل اللاواعي هو قمة راس الهرم الهائل المعرفة والخزين الذي لاينضب الذي يكمن بداخلك..

يحتوي العقل اللاواعي او الباطن على كمية هائلة من المعرفة والذكريات والحكمة والتي من المرجح انها لم تستغل بالشكل اللازم.

هذا الخزين الهائل من الافكار والعشرات ربما المئات والالوف من الاسماء والتواريخ والاحداث التي تتارشف في عقلك الباطن وتكون رهن اشارتك في اي وقت ماهي الا نعمة من نعم الله وهذا ماخصنا الله به، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز العقل الباطن فوصفه باللب ولم يقل العقل باشارة منه الى ان اللب اكثر عمقا ومعرفة من العقل، قال تعالى في كتابه العزيز: (إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب) آل عمران190

فمعنى اللب هنا العقل الخالص من الشوائب ويقال فلان لبيب اي ذوعقل راجح ولب الشئ هو خلاصته ولب الموضوع يعني جوهره.. واولي الالباب هم اصحاب العقول النيرة والعلماء، الذين خصهم الله بحكمته وتلك نعمة لاتقدر بثمن.

ويعتبر العقل الباطن بمثابة الهارد في الكومبيوتر اذ يحتفظ بالذكريات والعادات والمعلومات واساليب التنشئة، وهو قادر على تسجيل مايقارب من خمسين لقطة في الوقت نفسه في حين لايستطيع العقل الواعي الا تسجيل لقطتين معا فمثلا عندما نتحدث مع شخص فان التركيز يكون على الكلام والعينين مثلا في حين يسجل العقل الباطن لون ملابس الشخص، ماهية المكان من حيث الاضاءة، درجة الحرارة، وكل مايحيط بذلك اللقاء من امور يتذكرها فيما بعد على مضض، فهو اذن غير انتقائي يسجل كل شئ، ولذلك فهو يخضع لاوامر الشخص الذي بامكانه ان يسخره عن طريق ارسال رسائل ايجابية هادفة، فمثلا اذا انقطع التيار الكهربائي فجاة وغط المكان بظلام دامس حتى لايكاد المرء ان يرى يده لكن الذي يحصل ان الانسان يمشي بنفس الطريق للوصول مثلا الى المطبخ وفتح احد الادراج لاشعال شمعة، فالذي اوصله الى مكان الشمعة هو عقله الباطن الذي سجل وبدقة خريطة الطريق الى المطبخ ومكان الباب ثم مكان الشمعة والقداحة، وهذا ابسط دليل على يقظة العقل الباطن، فهو عالم مضئ يكتنز بداخله خريطة الطريق للامور المرئية التي التقطها والامور اللامرئية التي يزوده بها العقل الواعي ويلح عليه لتسجيلها وهي الافكار والطرق التي نريد من خلالها تحقيق هدف ما، وغالبا مايكون للامر الاول الاولوية والغلبة في اتخاذ القرار فمثلا في كثير من الاحيان عندما نريد اختيار اي شئ وقد وقع اختيارنا على صنف ما ثم غيرنا راينا بعد قليل سنجد انفسنا وبدون شعورنختار الصنف الاول لان عقلنا الباطن سجل الامر الاول ونفذته الحواس دون شعور.

ان التوافق بين العقل الباطن والواعي يتمخض عنه سلوك صحي سليم واسلوب حياة مبني على الابتكار والابداع من خلال تلائم الداخل والخارج من الافكاروصولا للهدف ومهما كان الهدف صعبا فان السعي والجد والاجتهاد بتسخير وتذليل العقبات لهو السبيل الى الوصول لتحقيقه، فلزراعة اي نبته يتطلب ذلك حراثة الارض (تهياة العقل) وزراعة البذرة( ترسيخ الفكرة)ثم سقيها بالماء (توفير الظروف الملائمة) ثم انتظار الثمرة (تحقيق الهدف).

من هنا نصل الى حقيقة ان العقل الباطن وطرق استثماره يرتكز على شروط وقوانين تكون مسؤولة عن الوصول الى الهدف وهذه القوانين من المفروض ان يكون كل انسان على علم بها، وقد وقف معها الحكماء والعلماء والفلاسفة وألم بها بعض الناس وطبقها في حياتهم العملية والعلمية وكانت سببا في نجاحهم وتالقهم. ومن ابرز هذه القوانين:

- قانون التفكير المتساوي

يعني ان رؤية الانسان للاشياء تجعله اينما ذهب يجد امورا تشبهها بالضبط، فالانسان المتفاءل يجد دائما ضالته التي تحقق له السعادة فهو يستفاد من اصغر الامور ليكون سعيدا، هذا التفكير يحقق له التوازن اينما ذهب، فمثلا اذا ذهب شخص مريض الى مستشفى لاي سبب والمفروض ان وجوده في المستشفى يسبب له الم، لكنه ينظر الى الامر من زاوية اخرى، فهو ينظر الى ستاف الاطباء والممرضين وعملهم بعين الرضا والاعجاب والامتنان لما يقومون به من اجل راحته وعلاجه، بل انه يجد نفسه متعاف اكثر من البقية، تلك الامور تحقق له التوازن وتشعره بالسعادة.

- قانون التحكم والضبط

وهي الاخذ بالاسباب يعني عندما يريد اي شخص منا ان يصل الى مقصد معين مثل التفوق، التميز، تطوير الذات، تغيير اسلوب الحياة.. فيجب عليه ان يأخذ بالاسباب التي توصله اليها.. قال تعالى (إنّا مكنّا له في الارض وأتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا)

ويقول احد الحكماء ويدعى تيرسي (ان مقدار الضبط والتوجيه الذي نملكه يحدد مقدار صحتنا النفسية وشعورنا بعدم الاضطراب المطلوب منا ان نشعر بأن المقود بيديينا لابيد غيرنا).

الان اكثر الناس لاياخذون بالاسباب وينتظرون ان يحدث لهم مايتمنون، ومهما كنت تمتلك من معرفة وقدرة عقلية وطاقة خيالية لكنك لم تاخذ بالاسباب وتضع تلك المعرفة موضع التنفيذ فلن تصل الى النتيجة المرجوة ولن تصل الى ماتريد بل على العكس قد تكون تلك المعرفة سببا في تعاستك.

- قانون التوقع

ان التوقع الذي نتوقع حدوثه هو الذي سيقع باذن الله. يعني عندما تتوقع لنفسك النجاح وتفكر به كثيرا وتحدث زملاؤك عن النجاح، وتهتم بامر النجاح فهذا الامر سوف يجعل سلوكك يقودك الى النجاح لاشعوريا .. ولكن هناك شرط العزم فعليك ان تعزم على القيام بامر ما وتسعى لتحقيقه.

وهناك حكمة من وجهة نظري تقول (ان ماتتوقعه لنفسك سيقع.. ويعتبر توقعك لنفسك سببا أخذت به)

يعني كما ان توقعك لما سيحدث لك سيسهم اسهاما كبيرا في نجاحك ولكن بشرط ان يكون توقعك ضمن توقعات تتعلق بالنجاح يعني مثلا تتوقع لنفسك (التفوق، التميز، الثقة، النجاح، التفاؤل)

انه من الممكن ان نتوقع احسن الاشياء رغم الظروف السيئة التي تحيطنا والمدهش اننا نجد مانطمح اليه بالاصرار على ذلك، اما اذا توقعت انك ستفشل باداء الامتحان لانك لم تدرس جيدا او كانت المادة صعبة فستجد نفسك غير قادر عن الاجابة عن الاسئلة لانك رسخت فكرة الفشل مسبقا في عقلك الباطن.

فالتوقع هو الطريق الذي ترسمه لنفسك من خلال طريقة تفكيرك وهو الضوء الذي في نهاية النفق الذي تسعى للوصول اليه بتذليل العقبات.

- قانون الجذب

قانون الجذب ينص على ان (الانسان كالمغناطيس.. يجذب الاشخاص اليه والاحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيره)

يعني ان الانسان يجتذب الاحداث والاشخاص والظروف من حوله عبر موجات كهرومغناطيسيه غير مرئية موجودة في عقله الباطن، فالانسان الايجابي يجذب الافكار والناس الايجابيين له لانه انسان متفاءل على الدوام هالته النورانية تجتذب الخير دائما، فهو سعيد، شوش، الابتسامة لاتفارقه قنوع، راض على كل حال تكاد تشعر بطاقته الايجابية عن بعد، فلاعجب انك تفكر بشخص عزيز عليك ولكنه بعيدا عنك، ثم تفاجا بان الشخص يتصل بك هاتفيا، او يطرق الباب لتجده امامك، تاكد حينها ان طاقتك قد وصلته ودعته للسؤال عنك وذلك مايعبر عنه ب"التخاطر".

لذلك انتبه ان كل مايعوم حولك من احداث ايجابية او سلبية او مشاكل انت السبب في اجتذابها اليك عن طريق تفكيرك بها فاجعل من نفسك ايجابيا، وابتعد عن كل مامن شانه ان يؤثر عليك سلبا.

- قانون التركيز والاصرار

ينص هذا القانون على ان (ما نفكر به تفكيرا مركزا في عقلنا الواعي ينغرس ويندمج في خبرتنا)

ان زرع الافكار الايجابية والالحاح على تنفيذها مهما كانت صعبة تجعل العقل الباطن يجتهد بايجاد السبل الكفيلة لتحقيقها من خلال تسخير كل الظروف لذلك.

ولهذا القانون قوة عظيمة تتمحور بتسخير الحواس والظروف للوصول الى الهدف، فلو ركزت على الامور التي تجلب لك السعادة فستحقق لك تلك الامور مشاعر واحاسيس ايجابية تحقق لك السعادة الدائمة، والعكس بالعكس، والتركيز هو سمة من سمات التامل..

فاذا وضع الانسان فكرة معينة براسة مهما كانت كأن تكون دراسة ما او عمل ابداعي فبالتركيز على ضرورة الوصول اليه والاصرار عليه سيذلل الصعاب ويفتح طرقا جديدة للوصول.

- قانون التعويض

وذلك يعني استبدال فكرة سيئة باخرى جيدة اوامر بامر اخر في حين تعذر القيام به او في حالة فقدانه، فللعقل القدرة على استبدال شئ بشئ وتلك نعمة من نعم الله.

فعند فقدان احد الاعضاء او الحواس لاسامح الله فان للعقل القدرة على تعويضها بالاستعانة او التعويض لذلك العضو او الحاسة، فمثلا قوة العقل الباطن تعمل بكفاءة اكبر عند ذوي الاعاقة لان اعتماد الانسان على عقله الباطن سيكون اكبر لتعويض النقص الذي نجم عن الاعاقة والامثلة كثيرة على ذلك فبيتهوفن مثلاعندما فقد سمعه كان يتبع اسلوبا خاصا وهو تحسس اهتزازات البيانو عن طريق ساقيه او الجلوس على الارض ليشعر بالموسيقى، وهذه الطرق يلجا اليها العقل الباطن في الحالات الاضطرارية وتعتبر احد الخطوط التعويضية المسؤولة عن الخلق والابداع.

ان العقل الباطن يعمل بكفاءه اعلى عند ذوي الاحتياجات الخاصة ليسد النقص الحاصل في احد اعضاء الانسان المهمة مثل اليدين او القدمين او حتى العينين فمثلا تجد شخصا فاقدا لليدين يرسم بقدمه يمسك الفرشاة باصابع قدمه وكأن روبوتا يحركه، هذه القوه الخفيه هي قوة العقل الباطن..

ومثلا تجد شخصا فاقدا للبصر لكنه يكتب ويؤلف مثل الاديب الراحل طه حسين الذي درس واكمل دراسته العليا ونال شهادة الدكتوراه .

لذا ان اردنا ان نكون ايجابيين في الحياة وان نكوّن مواقف ايجابية علينا ان نفكر بايجابية، لان كل شئ قابل للتعويض.

- قانون التكرار او التراكم

(التكرار ام المهارات)

يعتمد هذا القانون اساسا على التكرار من اجل ترسيخ الفكرة، وبالتالي تتحول الى مهارة، فان اي شئ تفكر فيه اكثر من مرة وتعيد التفكير بنفس الاسلوب وبنفس الطريقة سوف يتراكم في العقل اللاواعي، فالتفكير الايجابي يعتمد التكرار اسلوبا ناجحا فتعلم اللغة مثلا، اي لغة يعتمد على التكرار والحفظ، وهذا التكرار يرسخ المهارة لتكون عادة، بل ان حتى الطفل يتعلم اللغة ومهارات الحياة بالتكرار، وبعكس التفكير السلبي الذي يعتمد التكرار السلبي ايضا اسلوبا له، فالانسان المحبط عندما يفكر بالتعب فسيجد نفسه تعبانا رغم انه لم يقم باي عمل او فاشلا اومريضا اوكئيبا وهكذا.

- قانون الانعكاس

وهو تاثير العالم الخارجي على عالمك الداخلي، فالانسان ابن بيئته يتاثر بمحيطه وينعكس ذلك التاثير على شخصيته ويظهر ذلك جليا بانعكاس تاثير الاسرة على شخصية الطفل ذلك التاثير الذي يتغلغل الى اعماق عقله الباطن تاركا انعكاسه جليا بلغته، سلوكه، اسلوب حياته، بكم العادات والتقاليد التي يحملها وياخذها معه، ثم اكتساب الامور الاخرى من محيطه الخارجي اياكان هذا المحيط.

- قانون الاعتقاد

يعتبر الاعتقاد الحجر الاساس الذي تبنى عليه شخصية الانسان لما له من قوة السحر على شخصية الانسان، فالاعتقاد بالشئ وتصديقه هو الذي يبرمج العقل الباطن ليتحكم بسلوك الانسان بطريقة اوتوماتيكية، وان ابسط مثال على ذلك ان مانسبته ثلاثين بالمئة من شفاء المريض يعتمد على اعتقاده بالقوة الاستشفائية للدواء الذي يتناوله، ذلك الاعتقاد يجعل قدرة الجسم المناعية تعمل و تعتقد بقوة شفاءها من المرض بسبب هذا الدواء، حتى وان كان الدواء ضعيفا او لايعمل اصلا !!

- قانون الاسترخاء

اذا اردت ان تاخذ اي قرار عليك ان تاخذه متانيا مسترخيا وليس متشنجا لان هذا يقودك الى اتخاذ قرارات ارتجالية عشوائية غير مدروسة، ان العقل الباطن لايعمل الا بالهدوء والاسترخاء

ويرتبط الاسترخاء ارتباطا وثيقا بالقدرة على التامل

 والتامل هو المدخل الاول للعقل الباطن وهو ماعبر عنه القران الكريم بالتدبر(ليدبروا اياته) .. ص 29

وهو الدعوة الى تامل الاشياء وتدبرها اي التفكير العميق في خلقها حيث تتوارد الافكار التي تنساب وتتدفق لتصبح اكثر مهارة لايجاد الحلول والاساليب الناجعة وهي العتبة الاولى للولوج الى العقل الباطن، فجمالية الاشياء تعتمد على جمالية التامل والرؤية العميقة لهذه الاشياء وللذك فان الجمال نسبي وليس مطلق فالذي نراه جميلا يراه البعض غير ذلك.

كما ان الانصات الى الصوت الداخلي المتمثل بالضميروهو المسؤول عن اتخاذ القرارات الصائبة عن سابق فهم وادراك باعتبار ان الانسان ادرى بمشاعره واحاسيسه من الاخرين وهو المسؤول عنها مسؤولية مباشرة دون الرضوخ الى اراء الاخرين.

ان ادراكك لكيفية اطلاق العنان للعقل الباطن سيحرر القدرة الكامنه التي من شانها ان تغير الحياة جذريا وتجعلها اجمل كما ان

 زرع الافكار الايجابية والالحاح على تنفيذها مهما كانت صعبة تجعل العقل الباطن يجتهد بايجاد السبل الكفيلة لتحقيقها من خلال تسخير كل الظروف لذلك.

يقول وليام جيمس مؤسس علم النفس الامريكي:

"ان اعظم اكتشاف في القرن التاسع عشر لم يكن في مجال العلم الطبيعي، انما في مجال العقل الباطن او قوة اللاوعي"..

ففي كل كائن بشري يوجد احتياطي من القوه لاحدود له، هذا الاحتياطي يستطيع التغلب على اي قوة في العالم..

 

مريم لطفي

 

 

 

في المثقف اليوم